recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

إعلان

اقتلوه صمتا!

 اقتلوه صمتا!


بقلم: سارة خليف

قالوا قديماً أن الطريق إلى جهنم مملوء بالنوايا الحسنة، بمعنى أن نيتك مهما كانت سليمة فهي لا تكفي لإنجاح المهمة التي أنت بصددها، فعندما يحظى أب بطفل مختلف جسدياً (مُعاق)، ويعلم أن طفله يتعرض للأذى النفسي والبدني من أقرانه في المدرسة، ولكي يحافظ ويعفي طفله من ذلك الأذى قام إخراجه من المدرسة، نعم هو صادق النية وسليم ومحق في خوفه، ونعم حافظ على طفله مما يلحق به، ولكن على الجانب الآخر فقد قادته نيته السليمة نحو حرمان الطفل من الحياة عندما حرمه من التعليم، لذا فالنية وحدها لا تكفي، والجهل بالقانون لا يعفي من تأدية عقوبة جُرم إرتكبه الجاهل، ولكن لكي نكون منصفين، فالقتل العمد لا يتساوى مع القتل الخطأ في العقوبة.

تصدر الترند هذة الأيام الفنان محمد رمضان - وهذا ليس بالجديد على رمضان - وإنما الجديد هو أنه تصدر الترند فى قضية تعد قومية من الدرجة الأولى، وذلك عندما نشر أحد المغردين الإمارتيين صورة تجمعه بـ"رمضان" وثالثهما مطرب إسرائيلي، وما إن تم النشر إلا وقد إنهالت الصحف والترندات والشخصيات العامة المؤثرة على رمضان بإتهامه بالتطبيع، ليكون أعلاها ترند ( محمد رمضان صهيوني)، ليس ذلك فحسب، بل أن صورة رمضان تصدرت المواقع الدولية الشهيرة، حتى أن أحد النواب تقدم بطلب إحاطة بخصوصه، وكأن محمد رمضان قد عقد صفقة قرن جديدة دون إخبارنا، أو أنه على مشارف إبرام معاهدات سلام جديدة!

لا أظن أن رمضان على القدر الكافي من الثقافة التي تؤهله لإتخاذ موقف سياسي بهذا الحجم، وهذا ليس رأيي منفردة، بل رأي الأغلبية، الذين يرونه أيضا لا يمتلك الموهبة، وأنه قد وصل دون تعب، ليس هذا فحسب، بل يتهمونه بتأثيره سلبياً على الشباب، وإتهامات أخرى عديدة ملخصها إنه شخص فاشل وليس فناناً، إلا أن المضحك فى الموضوع أن هؤلاء هم أيضاً من إتهموه بالتطبيع والصهيونية، وغيرها من الإتهامات اللاذعة، ولكن في النية الصافية ربما يكمن مفتاح النجاة، فلماذا لم نفترض حسن النية، وأن رمضان ربما وقع فى كمين؟!

الدلائل والبراهين لا تدل على سوء النية، لأنه جاهل بمدى ضخامة هذا الفعل، سواء يعلم أو لا يعلم، وهذا الأمر لا يشينه لإعتبارات متعددة، منها حداثة سنه، وانشغاله ببذل الجهد في فنه وغيرها، فالمتابعين لرمضان بإنصاف سيجدون أن العديد من الفنانين المصريين كانوا فى دبي وقت الحدث، بل ومن مختلف الدول، حتى أن العديد من الفلسطنيين كانوا على قائمة الحضور، إذن فلماذا التركيز مع محمد؟ لاسيما أنه قد إلتقط بنفسه العديد من الصور والفيديوهات، التى وثقها على حساباته في مواقع التواصل، وعليه فإن كان متعمداً فلماذا لم يضع تلك الصورة أيضاً؟!

ولإذابة الثلوج التي غيمت الرؤية وضببتها حول هذا الموضوع؛ يجب علينا أن نلتفت لصاحب الكمين، ألا وهو المغرد الإماراتي الذي طلب من رمضان التصوير معهم، ما كان من رمضان - كعادته - إلا أن لبى الدعوة كما يفعل دائما، دون معرفة صاحب الطلب كما صرح، ولكن مع نشر المغرد الإماراتي الصورة على حسابة الشخصي، إنقلبت الدنيا رأساً على عقب، لاسيما بعد تصريحات من جانب العدو تشيد برمضان، الذي قوبل من رمضان باعتزازه بالشعب الفلسطيني فى نفس ذات الحفل، وتغير صورة الحائط على حسابه بعلم فلسطين، الأمر الذي يدل على أن قلة معرفة المطرب أوقعته في الكمين.

هذا الحدث خطأ إرتكبه رمضان، لم يدرك - جهلاً - ماذا فعل، حتى وإن كانت إلتقطت الصورة بمحض إرادته، وأظن أنه الأن على علم تام بأن التطبيع الشعبي مرفوض، لذا فعليه أن يثبت إنه قد تعلم الدرس، ويقوم بإعتذار صريح عن ما حدث لجمهوره، حتى يصبح "نمبر وان" حقيقيا.

أما غير ذلك فاقتلوه صمتاً

google-playkhamsatmostaqltradent