مكسبنا واحد
بقلم- احمد شعبان
كمشجع كروي منذ نعومة أظافري، وأنا أكره تلك الآفة التي أصابت أغلب شبابنا ألا وهي (التعصب الكروي)، فالتعصب يولد الكراهية والخراب ويُحدث نوعا من الخلل في الترابط الاجتماعي بيننا، فدعوة راقية من خلال ذلك المقال لنبذ العنف والكراهية التي انتشرت بين الجماهير في الآونة الأخيرة، فالمقصد هو تهنئة الفائز ومواساة الخاسر بحظ أوفر في القادم.
فبين ليلة وأخرى يزداد القلق، ويبدأ قلبك في الخفقان، وتشعر وگأن تلك هي الليلة الكبيرة لتتويج فريقك، والذي تشجعه منذ صغرك في بطولة كروية من الطراز الرفيع، وسيتم التتويج أمام جماهير ظلت مترقبة لتلك اللحظة المهمة أمام الشاشات.
فبين أحمر وأبيض..أهلي أو زمالك، قطبي الكرة المصرية وأعرق الأندية الأفريقية والعربية على المستوى القاري، هناك شعب كروي يعشق تلك المستديرة، ولا خلاف في ذلك، ولكن من هنا ستكون بداية التحضر والتثقف الكروي الرياضي والمغلف بالأخلاق والروح الرياضية البعيدة كل البعد عن التعصب والكراهية، فإن الكرة مكسب وخسارة، وبالتأكيد لا نكره الفوز لمن اجتهد وتحمل وعافر منذ بداية البطولة، والأهم من ذلك كله هو أننا أبناء وطن واحد، فمكسبنا واحد وخسارتنا ستكون مهينة ووصمة عار على جبين الكرة المصرية.
فالرياضي، أيا كان نوع الرياضة التي يمارسها، هو شخص مهذب يلعب بالمستديرة، أما عن المشجعين؛ تمتعوا بكرة القدم ومشاهدة تلك الساحرة، ترقبوا الحدث الذي سيشاهده أغلب أبناء وطننا العربي بل والعالم إن صدق التعبير؛ فهذا حدث تاريخي كروي، ويجب ان ننصف بلدنا في حق الاستضافة لمثل تلك البطولات الكبيرة.
فيجب توجية عدد من حملات التوعية عبر السوشيال ميديا خاصة، وشاشات التلفزيون ومحطات الراديو، خلال الساعات القليلة قبل المباراة وهذا الحدث العظيم؛ فقط لتذكير الجماهير بأن الروح الرياضية لها الكلمة الاولي والأخيرة، ولا احد فوق القانون حال حدوث شغب جماهيري عقب المباراة في الشوارع والميادين، ويجب إعلاء شأن الوطن في المنزلة الاولى.
ففي الأخير، هي مجرد رياضة نمارسها للاستمتاع بسحرها وبشغف الفوز، لا تخاصم أحدًا ولا تدخل في جدال عنيف غير مثمر من أجل مباراة كرة قدم.فكلنا واحد ومكسبنا واحد.