بالصور مأساة ريماس مع الكلب المسعور ببورسعيد..
كتبت _ فاطمة أنور
افترس ذراعها وسبب لها صدمة عصبية.. الأم: نزعنا يدها من أنيابه بمعجزة.. وأطالب بعقاب صاحبه
لحظات من الرعب والفزع عاشتها الطفلة "ريماس إسلام"، 9 سنوات، وشقيقها محمد، 8 سنوات، ببورسعيد، حيث هجم عليهما "كلب مسعور"، فأصيبت الطفلة بجروح غائرة تركت أثرا على شكل وحركة يدها، وأصيب شقيقها الأصغر بصدمة نفسية جعلته يفقد النطق يومين كاملين.
تروى الأم نورا عبد الغنى، التي تبلغ من العمر 34 عاما، وتعمل ممرضة في مستشفى المبرة ببورسعيد، لحظات أفقدتها التفكير وشلت حركتها حسب قولها، فتقول إنها كانت متوجهة إلى عيادة أحد أطباء الأسنان للكشف على ابنها محمد واصطحبت ابنتها ريماس الطالبة بالصف الرابع الابتدائي بمدرسة صفية زغلول معها، وبالقرب من مدخل العيادة شاهدت شابا يقف وبجواره كلب يظهر على وجهه الشراسة، وطلبت الأم من الشاب أن يبتعد هو والكلب بعيداً عن المدخل، فقام الشاب بسحب رأس الكلب الذي كان بلا قيود "دون سلسلة" وأبعدها عنا.
وتابعت الأم: بمجرد أن وضعت قدمي على مدخل العيادة و معي أولادي هجم الكلب علينا فأفلت ابني منه إلا أنه أمسك بذراع ابنتي الطفلة الصغيرة ولم أستطع أنا ولا صاحب الكلب أن ننزع يد ابنتي منه، وتجمع أهالي الشارع وحاولوا أن ينقذوا ريماس من الكلب، وبعد معاناة نجحوا في ذلك بعد أن تمكنت أسنان الكلب من التهام زراع ابنتي.
وأضافت الأم: ذهبت إلى المستشفى الأميرى لإسعاف ابنتي حتى تأخذ مصل "عضة الكلب" بسرعة قبل أي تلوث قد يصيبها بأذى، واستمر الأطباء في تنظيف الجرح الغائر من الساعة العاشرة مساءاً وحتى الثالثة صباحاً.
واستكملت: في اليوم التالي ذهبت إلى طبيب خاص فأخبرني أن الجرح سيستغرق ثلاثة أشهر حتى يلتئم إلا أنه سيترك تشوهات لأن الكلب كان مسعورا، وحسب تعبير الطبيب بأنه تذوق "الدماء" لأن الجرح امتلأ بالبكتريا.
وقررت الأم أن تأخذ إجازة مفتوحة من عملها فقالت: "ها اقعد في البيت أراعى أولادي هما أولى بي في ذلك الوقت لأن ريماس ابنتي تحتاج إلى رعاية صحية مضاعفة حتى لا يتلوث جرحها.
وتابعت الأم: لابد من العقاب لأنه كان من الممكن أن أفقد أبنائي في الحال من العضة ومن هول الرعب.. أنا الآن أقوم بثلاثة أدوار، دور الأم اللي خايفة ومرعوبة على أولادها ودور الممرضة اللي تحول من المستشفى إلى المنزل، والدور الكبير النفسي وهو مهم جداً لأن هذا الحادث أثر نفسياً على أولادي فأصبحت أرى الخوف والفزع في أعينهم بدلاً من الابتسامة والسعادة التي كانت دائماً تنور وجوههم".
وأضافت: أحضرت تقرير المستشفى وقمت بتحرير محضر بقسم شرطة المناخ رقم "3891" ضد صاحب الكلب ويدعى "أحمد. ع. م. ح" وتم تحويله للنيابة ولكن الشاب خرج بكفالة مالية.
وقالت الأم بصوت يملؤه الحزن والأسى على ما حدث لابنتها: لابد من محاكمة هذا الشاب حتى يكون عبرة لغيره من الشباب المستهتر الذين يصطحبون الكلاب الشرسة كنوع من المنظرة ولم يدركوا أنها سبب في أذية خلق الله.
وتابعت: كلب مسعور مع شاب مستهتر أدى إلى ارتباك كبير في أسرة بسيطة، فزوجي يعمل نجارا وأنا ممرضة، وليس في حسبانا مصاريف علاج وأدوية وعملية تجميل للطفلة حتى يراعوا حالتها النفسية، وظروف معيشة صعبة.
وأضافت: معظم شوارع بورسعيد انتشرت فيها الكلاب الشرسة التي يستخدمها البلطجية في ترويع المواطنين و يجب أن يكون هناك إجراء ورد فعل من قبل المسؤولين.
واختتمت الأم حديثها قائلة: بنتي تحملت هذه المرة فمن الممكن أن يتعرض طفل آخر لهذا العنف وتكون نهايته الموت.
