بكم تبيعني ....حبيبي
بقلم - شيرين راشد
نحن أناس نبيع ونتنازل عن بعضنا البعض سريعا مهما كان قدر الغلاوة والحب بيننا ولسبب خطأ بسيط نبتعد ونفترق
ربما كان ذاك الخطأ سوء فهم أو عن غير قصد .
ولكننا لا نغفر زلاتنا وأخطائنا أبدا ونحاسب المخطئ بحد السيف دون رحمه لا صبر لا تغافل لا تغاضي فطباعنا صعب وغريب دائما ما ندقق ونلاحظ ونفتش والنتيجة نبتعد ونفترق علي أتفه الأسباب .
هكذا نحن البشر نعاقب الغالين علينا دون أن نعطيهم الفرصه للدفاع أو التبرير ولما لا نتحكم بانفسنا وقت الغضب ونراعي العيش والملح والعشره ولحظات حب جمعتنا .
هل العيب فينا أم في عشنا وملحنا آكان الملح فاسد أم العيش بلا ملح .
لما لا نتعامل بود وتسامح حتي لا تأتي علينا تلك اللحظه التي نقف فيها علي أعتاب الندم وتسقط دمعه علي قلب كسر من فراق حبيب لن تعوضه الايام .
فمن منا وقت غضبه باع وتنازل وفارق حبيب وتأذي ببعده كم بيت هدم وكم علاقة قطعت كم حبيب فارق.
نحن نقسوا علي اقرب الناس إلينا ونعاملهم بصرامه وشده قسيت قلوبنا علي من كانوا لنا بحر حنان فلما التعصب والعنف والحده في التعامل .
أجبني سيدي بالله عليك وانتي سيدتي
بكم غلطه نهيتم علاقة وعشرة إستمرت سنين وانت سيدي بكم غلطه بعت اخ أو صديق وكم مرة صبرت عليه وسامحته مرة واحدة أم مرتين أم ثلاثه أم عشره .
فهل يعقل أن نفترق بعد كل هذه سنين التي تقاسمنا فيها جميع تفاصيل حياتنا بحلوها ومرها وبسبب لحظة إختلاف علي أمر ما نقطع أواصر الود والحب بيننا..
فالخلاف والإختلاف والخطأ بين البشر أمرا وارد فنحن ليست ملائكه فأحيانا نخطئ وأحيانا أخري نصيب ووجب علي الطرف الآخر سعة الصدر واللين والغفران والتسامح لتستمر الحياة دون خساره موجعه أو انفصال وفراق .
فكيف تتبدل مشاعرنا ويأتي بعد الحب والحنان الكرهه والعداوة بعد أن كان كلينا السند والعون للآخر نبتعد وكأننا أغراب لم نلتقي أبدا وربما تشتعل بقلوبنا نيران الإنتقام رحماك يا الله .
نحيا سويا عمرا وفي لحظه نسكب البنزين علي النار فتشتعل حياتنا لهيب وينطلق لساننا بلا لجام فنحطم نفوس ونمزق قلوب.
أين ذهب الغفران والتسامح والذكريات الرائعه واللحظات السعيدة بيننا لم نعد نرها قط وكأنها محيت وتلاشت من عقولنا ،كم أنت غدار يابن آدم لا أمان لك ولا غالي علي خطأ بسيط تهدم حياة و تقل إنتهينا .
لكننا إذا أخطائنا وعصينا الله خالقنا الألف المرات وتوبنا ورجعنا تقبل وسامح ألم يقل الله عز وجل في حديثه القدسي : ( يابن آدم لو اتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقربها مغفرة سبحانك ربي كم أنت كريم رحيم بعبادك.....
فإذا كانت هذه علاقة الله معنا فكيف تكن علاقنا وأخلاقنا نحن العباد فأصبروا وتغاضوا وتسامحوا لتمضي الحياة ولا نبتعد فلا تقوي قلوبنا علي ألم الفراق .