recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

إعلان

ماذا تعرف عن النعمان بن بشير (الجزء الثانى)

 ماذا تعرف عن النعمان بن بشير (الجزء الثانى)




إعداد / محمـــد الدكــــرورى


ونكمل الجزء الثانى ومع النعمان بن بشير، وقد توقفنا مع أبوه بشير بن سعد، وقلنا أنه عندما تعافى وعاد إلى المدينة المنورة، والثانية في شهر شوال سنة سبعة من الهجره، إلى بني غطفان، وقد أصاب فيها وغنم ثم عاد بسريته، وفي عمرة القضاء في ذي القعدة سنة سبعة من الهجره، قد استعمله النبي سبعة من الهجره، أمينا على السلاح، وبعد وفاة النبي سبعة من الهجره، قيل أنه أول من بايع أبا بكر الصديق يوم السقيفة من الأنصار، وكما شارك بشير بن سعد في فتح العراق، وقتل في معركة عين التمر وهو في جيش خالد بن الوليد، وكان لبشير من الولد النعمان وأبِيَّة وأمهما هى السيده عمرة بنت رواحة أخت عبد الله بن رواحة، ولبشير بن سعد رواية لحديث نبوي واحد، رواه عن النبي سبعة من الهجره، ورواه عنه ابنه النعمان، وأورده النسائي في سننه، وأما عن معركة عين التمر الذى قتل فيها بشير بن سعد، فقد وقعت تلك المعركة في العراق.

وكانت ما بين قوات المسلمين بقيادة سيف الله خالد بن الوليد والقوات الساسانية ومعها جموع من قبائل العرب النصارى، وتقع عين التمر غربي الأنبار وهي منطقة أسسها الفرس لحماية حدودهم، فبعد سقوط الحيرة على يد القائد خالد بن الوليد، فقد توجه إلى الحامية الفارسية الكبيرة التي كانت في عين التمر الواقعة على الطريق إلى دومة الجندل، وكان يقطنها العرب النصارى الموالين للفرس، وكانت الحامية مؤلفة من قسمين الأول فارسي تحت قيادة القائد الفارسي مهران بن بهرام والثاني عربي من قبائل النمر وتغلب وإياد بقيادة عقة بن أبي عقة، وقد تميزت هذه المعركة الغريبة بسرعة انتهائها، حيث لاذ العرب النصاري بالفرار قبل أن تبدأ المعركة فعليا، وعن بشير بن سعد فقد ذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة، أن بشير بن سعد لما رأى ما اتفق عليه قومه من تأمير سعد بن عبادة قام حسدا لسعد.

فقال يا معشر الأنصار أما والله لئن كنا أولي الفضيلة في جهاد المشركين والسابقة في الدين، ما أردنا إن شاء الله غير رضا ربنا وطاعة نبينا والكرم لأنفسنا، وما ينبغي أن نستطيل بذلك على الناس، ولا نبتغي به عوضا من الدنيا، فإن الله تعالى ولي النعمة والمنة علينا بذلك، ثم إن محمدا صلى الله عليه وسلم رجل من قريش، وقومه أحق بميراثه وتولي سلطانه وأيم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الأمر أبدا فاتقوا الله ولا تنازعوهم ولا تخالفوهم، ويقول ابن قتيبة، فلما ذهب عمر بن الخطاب وأبو عُبيدة عامر بن الجراح رضى الله عنهما يبايعان أبا بكر الصديق، وجدا أن بشير بن سعد قد سبقهما إليه فبايعه، وأما عن النعمان بن بشير فقد قيل إن أعشى همدان قدم على النعمان بن بشير وهو على حمص وهو مريض فقال له النعمان بن بشير، ما أقدمك؟ قال، لتصلني وتحفظ قرابتي وتقضى ديني، فقال، والله ما عندي ولكني سائلهم لك شيئا.

ثم قام فصعد المنبر ثم قال يا أهل حمص إن هذا ابن عمكم من العراق وهو مسترفدكم شيئا فما ترون؟ فقالوا، احتكم في أموالنا، فأبى عليهم, فقالوا، قد حكمنا من أموالنا كل رجل دينارين, وقيل أنهم كانوا في الديوان عشرين ألف رجل فعجلها له النعمان من بيت المال أربعين ألف دينار فلما خرجت أعطياتهم أسقط من عطاء كل رجل منهم دينارين، وقد قال أبو مخنف وهو من الشيعة، قد بعث يزيد بن معاوية إلي النعمان بن بشير الأنصاري فقال له ائت الناس وقومك فافثأهم عما يريدون فإنهم إن لم ينهضوا في هذا الأمر لم يجترئ الناس على خلافي وبها من عشيرتي من لا أحب أن ينهض في هذه الفتنة فيهلك، فأقبل النعمان بن بشير فأتى قومه ودعا الناس إليه عامّةً وأمرهم بالطاعة ولزوم الجماعة وخوّفهم الفتنة، وقال لهم إنه لا طاقة لكم بأهل الشام.

فقال عبد الله بن مطيع العدوي، ما يحملك يا نعمان على تفريق جماعتنا وفساد ما أصلح الله من أمرنا، فقال النعمان أما والله لكأني بك لو قد نزلت تلك التي تدعو إليها وقامت الرجال على الركب تضرب مفارق القوم وجباههم بالسيوف ودارت رحا الموت بين الفريقين قد هربت على بغلتك تضرب جنبيها إلى مكة وقد خلفت هؤلاء المساكين، يعني الأنصار، يقتلون في سككهم ومساجدهم وعلى أبواب دورهم، فعصاه الناس، وعن النعمان بن بشير قال، بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في مسير له إذ خفق رجل على راحلته فأخذ رجل من كنانته سهما فانتبه الرجل مذعورا فقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم "لا يحل لمسلم أن يروع مسلما" وعن النعمان بن بشير أن أباه نحله غلاما وأنه أتى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ليشهده فقال صلى الله عليه وسلم "أكل ولدك نحلته مثل هذا؟" قال، لا، فقال الكريم محمد صلى الله عليه وسلم "فاردده"

وعن الشعبي قال، سمعت النعمان بن بشير يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول وأومأ النعمان بإصبعيه إلى أذنيه "إن الحلال بيّن والحرام بيّن وبين ذلك مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشتبهات فقد استبرأ لدينه ولعرضه، ومن وقع في المشتبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى أوشك أن يقع فيه، ألا إن لكل ملك حمى وإن حمى الله محارمه" وعن الشعبي عن النعمان بن بشير، عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قال "مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" وعن النعمان بن بشير، قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذات يوم ثم أقبل علينا بوجهه فقال "سوّوا صفوفكم ولا تختلفوا فيخالف الله عز وجل بينكم يوم القيامة" فلقد رأيتنا وإن الرجل منا ليلتمس بمنكبه منكب أخيه وبركبته ركبة أخيه وبقدمه قدم أخيه.

وعن سماك بن حرب قال، سمعت النعمان بن بشير يقول، ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ لقد رأيت نبيكم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وما يجد من الدقل ما يملأ بطنه، وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه قال " مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا، لو أنا خرقنا نصيبنا خرقا، ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم ومارأرادو هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا " وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه قال" تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم يكون ملكا عضوضا، أو عاضا ويعنى وراثيا.


ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه، ثم يكون ملكا جبريا، ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، وكان النعمان عثمانيا, وكان يوم الدار مع عثمان بن عفان ولكنه لم يستطيع أن يدافع عنه هو ومن معه حينما قتل, وما إن انتهى ذلك اليوم بقتل عثمان بن عفان، حتى أخذ النعمان أنامل السيده نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان بن عفان وقميصه وحملهما إلى معاوية حتى يبلغ رسالة السيده نائلة له فى طلب الثأر لزوجها والتي سالت بسببها دماء الآلاف من المسلمين, عندما رفع معاوية بن أبى سفيان راية العصيان والغضب لمقتل عثمان بن عفان، ليقاتل الإمام على بن أبى طالب بدعوى الطلب بدم عثمان، ومات النعمان بن بشير شهيدا سنة خمسه وستين هجرية، وكان بعد موت يزيد بن معاوية بايع النعمان لابن الزبير فتنكر له أهل حمص، فخرج هاربا فتبعه خالد بن خليّ الكلاعي فقتله سنة خمس وستين للهجرة.




google-playkhamsatmostaqltradent