مصرع فتاة علي يد والدها مدعي وشها شؤم علي أخوها اللي مات محروق
كتبت-ندا علي
بعد أن مات إبنه منذ عام محروقا في بورسعيد، أصيب الأب بحالة من الجنون، فلقد إنكسرت فرحته ومات سنده، كل ذلك جعله يفكر في أشياء كثيرة، أكثرها كان جاهلياً، حتى قرر الإنتقام من إبنته تؤام إبنه المتوفي " عشان وشها شؤم ".
هنا في قرية البراغيت، إحدى قرى مركز أبوتشت، شمالي محافظة قنا، كان الأب العامل البسيط ، يعيش مع أسرته، المكونة من زوجته وبناته الثلاث، وأبنه، كانت الفرحة تعم المكان، بالرغم من الحالة الإجتماعية البسيطة التي كانوا يعيشون فيها.
الأب كان لديه إبن وأبنة تؤام، أنجبهما منذ قرابة 20 عاما، كان يعاملهما بطيبة قلب الأب، ومع بلوغهما قرابة 19 عاما، مات الإبن محروقا في حادث بورسعيد، الأمر لم يكن سهلا على الأسرة بأكملها، فانطفأت الفرحة، وخيم الحزن عليهم، جميعا، خاصة إيمان " تؤام الشاب الميت ".
حاول الأهل وقتها، الخروج من محنتهم، والرضاء بقضاء الله، إلا أن هذا كان صعباً على الجميع، فقلب الأم والبنات اكتوى بنار الفرقة، وقلب الأب أصبح حجراً سيطرت عليه القسوة حتى أصبح جاحداً.
حاول العامل البسيط وقتها الخروج من محنته، إلا أنه لم يستطع، كان يسير في الشوارع " يكلم نفسه"، لا يستطيع أن يرى تؤام ابنته المتوفي، أمامه، فعندما كان يشاهدها ، يصاب بحالة من الجنون، فلقد صور له الشيطان، أنها " نحس وشؤم " على شقيقها التؤام.
بدأ الأب، يعامل إبنته بطريقة قاسية ، حيث أصبح يتعدى عليها بالضرب المبرح بشكل مستمر، ففراق الإبن دغدغ كل مظاهر الرحمة وانتزعها من قلبه، حتى فكر في الإنتقام من ابنته بطريقة صعبة.
منذ قرابة 3 أشهر، كبل العامل إبنته، وأصبح يتعدى عليها بشكل مستمر، بالضرب والتعذيب،واستخدم العصا والسلك لتعذيبها، كانت الزوجة وابنتيها يحاولن منعه، إلا أنهن فشلن في ذلك، اشتكين للأهل والأقارب ولكن دون جدوى، فالأب أصبح لا يطيق ابنته وكانت تصور له كأنها شيطانا في المنزل، حاول في بعض الأوقات التهرب من رؤيتها، إلا أنه كان يعود للانتقام منها، حتى يتخلص من كابوس وفاة شقيقها.
وفي لحظة قاسية، وبعد مرور 3 أشهر من التعذيب، انهار الأب بالجنون، وتعدى على ابنته بالعصا، حتى فارقت روحها الحياة.
إعترفت الزوجة وإبنتيها، بجريمة الأب تجاه إبنته، وتم ضبطه لإتهامه بقتل إبنته، الذي اعترف قائلا: "دي وشها شؤم على أخوها التؤام إللي مات محروق من سنة في بورسعيد من ساعة ما مات أخوها التؤام وأنا مش طايقها في البيت، عشان كده كنت اضربها على طول لحد ما ماتت هعمل إيه بعد ما ولدي مات وأنا مش طايقها وحاسس انها وش شؤم علينا وعلى أخوها "، وقررت النيابة العامة حبس المتهم على ذمة التحقيقات.