عرفت المرأة المصرية المكياج منذ العصور القديمة حيث أن القدماء المصريين هم أول أبرعوا في صناعة المكياج وهم أول من استخدموا الزيوت الطبيعية وأيضا أول من استخدم المكياج كانت الملكة كليوباترا والملكة نفرتيتي.
كانت المرأة الفرعوني شديدة الإهتمام بجمالها لتحقيق وجوه خالية من التجاعيد والحصول علي بشرة نقية ،حيث لم يكن الهدف جذب الإنتباه ولكن تعزيز الجمال الطبيعي ،لذلك في عصر الملك تحتمس تم صناعة مساحيق تجميلية تقوم بعلاج التجاعيد في البشرة، وتم تصنيع هذه المساحيق من شمع العسل وتم استخدامها في ترطيب البشرة، وقاموا بصناعة بعض الوصفات لتفتيح البشرة، كما تم استخدام صمغ اللبان، والمورينجا لعلاج التجاعيد.
وقالت د. ماجدة أحمد عبدالله أستاذ تاريخ وآثار مصر والشرق الأدنى القديم ورئيس قسم التاريخ بكلية الأداب جامعة كفر الشيخ، أنه منذ فجر التاريخ عُثر على الكحل والزيوت العطرية والمساحيق فى المقابر، وإستخرج الكُحل من الملخيت وهو واحد من خامات النحاس أخضر اللون وينتشر بسيناء والصحراء الشرقية، كما استخرج الكحل من الجالينا وهو من خامات الرصاص، أشهب اللون وتستخرج من منطقة بالقرب من أسوان أو على ساحل البحر الأحمر، وعثر علي كلا المادتين فى أكياس جلدية أو كتانية، ويحتمل أن المسحوق الناعم كان يخلط بالماء أو الصمغ أو ربما كلاهما ويحتمل أيضاُ أن يخلطا براتنج أو زيوت نباتية لتكون عجينة لينة يمكن وضعها بالحاجبين أو كحل حول العينين فيزيدهم إتساعاً، وطبعاً رسمت العين بشرطة للجانب كما هو معروف من المناظر المصورة .
وكانت الملكة كليوباترا والملكة نفرتيتي رمز الجمال المصري لإهتماهم بالجمال حيث كانوا أول من وضعوا كحل العيون وأحمر الشفاه الذي تم صناعته من أكسيد الحديد الأحمر وكان يوضع على الوجه باستخدام الأصابع، أما الشفاة باستخدام الفرشاة.
وأوضحت: "كما رطبت المرأة بشرتها باستخدام اللبن بعد خلطه ببعض الزيوت النباتية ليصبح مثل الكريمات السائلة اليوم لتمتصها البشرة بسهولة".
وأكدت أنه تنوعت العطور التى تستخدمها المرأة فى مصر القديمة بتنوع المادة التى تستخرج منها وغالباً ما تستخرج من نباتات وزهور عطرية وذلك بخلط ونقع الزهور فى زيوت عطرية لبعض الوقت ثم عصرها معاً لإستخراج العطر المرغوب فيه، ومن أشهر الزيوت العطرية زيت اللوتس، زيت اللوز المر، زيت الزيتون، وزيت الحبهان.
وذكرت أنه عرفت المرأة المصرية أهمية نبات الحناء فى عمل عجائن لصبغ راحات اليد ، والأقدام وتلوين الأظافر بل وتلوين الشعر أيضاً ، كما اهتموا بتهذيب الأظافر ونظافتها ، ونلاحظ أن المجتمع المصرى القديم بجميع طوائفه من رجال ونساء وأطفال كانوا يهتموا بالنظافة والتطيب وإبراز الجمال سواء كانوا ملوكاً أو رجال دولة أو مواطنين حتى أن العبيد والإماء كانوا يهتمون بالجمال أيضاً.
وكان لديهن سيدات ماهرات فى فن تصفيف الشعر وصورت إحدى الفتيات على تابوت كاوييت من عصر الدولة الوسطى وهى تقف خلف الأميرة الجالسة لكى تصفف شعرها وبيدها دبابيس لتثبيت لفةالشعر وظهر بيد الأميرة مرآة تتابع فيها جمالها.
وذكرته أنه عُثر على تماثيل تمثل نماذج لسيدات يقمن بتصفيف الشعر وأطلق عليهن لقب "نشت ".
وأكدت أنه عُثر على أوانى للتجميل كأوعية صغيرة ، مناشف كتانية ، بعض المكحات والشفرات، أنواع مختلفة من الأمشاط بعضها من ألخشب أو العاج أو العظم ، كما عُثر على دبابسيس للشعر من المعادن ، بجانب المرايا المصنوعة من الذهب ، أو الفضة ، أو النحاس وأيدى المرايا مزخرفة ومطعمة بالأحجار النصف كريمة، كما وجدت أدوات لصحن مواد التجميل وعرفت المرأة المصرية المقص والملقاط من النحاس والبرونز، وتنوعت أوعية حفظ الكحل وأشكالها ومواد صنعها. وبذلك يتضح لنا كيف أن المرأة فى مصر القديمة كانت أول سيدة تهتم بجمالها .