بقلم _أحمد شعبان
هل نحن حقًا أصبحنا دولة بها مسلمون ولكن بلا إسلام ؟ولو على الأقل بمعرفة بسيطة عن أمور ديننا، ربما يفجعك هذا السؤال ويجعلك كالتائه في مفترق طرق، لا تعلم أين المسار الصحيح، ولكن لماذا هذا السؤال ؟!
واستكمالا لما بدأت به..
كنتُ أشاهد إحدى حلقات برامج الشارع، والمهتمة بطرح بعض الأسئلة على الجمهور، حيث سأل المذيع أحد المارة عن أركان الإسلام فصمت ولم يرد، وآخر أصابته التهتهة وتلعثم في الكلام الغير مفهوم، وگأن لسان حاله عن ماذا تتكلم ومن هذا؟! وذلك حين سأله عن أحد الصحابة، ولكن حين تغيرت نوعية الأسئلة حول الفن والمهرجانات ونجوم السينما والغناء، فكانوا يحفظونها عن ظهر قلب، حقيقة لا أعلم، بالتحديد، من وراء تلك الكارثة فكلنا مذنبون، ونتحمل مسؤولية ضياع جيل بأكمله من تربية وتعليم، ونشر ما يخالف تعاليم ومباديء ديننا، ولما كل هذه الضبابية التي جعلت هؤلاء جاهلين ولو بجزء بسيط وقشور من المعلومات عن الصحابة وأركان الإسلام، هل تجاهلنا الدين لهذه الدرجة؟!
وكأحد المتابعين للبرامج الثقافية والمسابقات عموما، وذلك منذ عرض برنامج (من سيربح المليون)، وأيضا بعض البرامج الثقافية على التلفزيون المصري، فكنت أحصل على كم هائل من المعلومات الثقافية النادرة والتي توفر عليك قراءة كتب كثيرة. فمثل تلك البرامج تُعد قوة معرفية ومصدر معلوماتي ثريّ ومؤثر، ويمكن طرحها مجددا على شاشة التلفزيون وعبر الراديو، لأهميتها وتأثيرها الواضح والكبير في البيت المصري، وعلى أجيال وأجيال، ولنترك جانبًا برامج الأغاني والمسابقات التي لا تجدي، ولا تفيد شبابنا.
فلدينا أجيال وأجيال تحتاج إلى هذا الدعم الثقافي والمعرفي، كي نبني بسواعدهم مجد وطن ظل في الظلام لسنوات، ولنصنع منهم نماذج تحمل راية الإسلام عالية، حفاظا على هوية وجوهر هذا الدين العظيم.
فيجب علينا نشر تلك النوعية من البرامج الثقافية وتقديم دعما ماليا يضعها ضمن المحتوى المطلوب من قبل الجمهور، فالثقافة هى أساس كل الحضارات الحديثة والتطورات، وحينما تتحدث عن الثقافة الدينية يجب ان تهتم وتقرأ وتعرف عن دينك كي لا تسقط ضحية للمخربين، والمستغلين أصحاب الأفكار الشيطانية لهدم الأوطان وتنفيذ الأعمال الإرهابية، ودسّ أفكار كالسم في العسل يلتهمها هؤلاء الجهال بدينهم.