رؤية
بقلم-محمد نذير جبر
تَلَذذ تَلَذذ
بِدَمِ يَثُورُ وَ خُوَارٌ يَثْأَر
بِأنَامِلَ مستلقيةٍ عَلَى رِسْغكَ
تَخْنقُ مَا تَتَنَهَّدُ مِنْ حُروف
تَلَذَّذَ تَلَذذ
بِصُحْبَةِ الرِّيَاحِ تخفى وَتَظْهَر
تَلْاكُ بِأَنْيَابِهِمْ كَمَا قِطْعَةُ سُكَّر
وَمِلْحُ الْعَيُونِ يُكْتَمُ بِنَوَاظِرِ البَشَر
تَلَذذ تَلَذذ
وطني حفرة بنعيم جهنم
بِقَرْنَيْنِ وَشَوْكَةٍ هَائِلةٍ أَتَلَعْثم
أَيَا مُعْجِزَةَ اِبْن مَرْيَم
مَالِي مَاءٌ لِأَرْكُضَ
مَالِي عَذْراءُ لِأَسْجُدَ
مَالِي شَيْطانَةٌ لِأُغْوي
وَطَني....
لِحجارَةٍ مَرْصُوفَة
وَلِأَعْمَارٍ مبثوثة
لِكُؤُوسٍ مَرْكُونَة
لَا يُحَاصِرُكَ بَحر
وَلَا حُدودُكَ مِزْهَرِيَّة
سماؤك عَلْيَاء
تَأْبَى طَيَرانًا يَنْتَزِعُكَ مِنْ مقلتيها
تَلَذذْ تَلَذذْ
بِلَيَالٍ حَالِكةْ وَبِأَهْدَافٍ هَالِكةْ
وَطَنِي...
ياؤك تُرْهِقُنِي
أم تعانقني
بلَا كلَا وَلَنْ فَكَيْفَ لِئَلا وَهَلْ أَنَا
بِرَصَاصٍ يَنُوح
بصُدُورٍ تَفُوح
بِشَهِيدِكَ أم بِنفْسي
أَلَوحُ بِيدي
ام يَدِي تُلوح بِي
لنجمتيك السَّمَاء
لنَسْلي الْبَقَاء
وَلِلضَّبَابِ الْفَنَّاء
تَلَذذ تَلذذ
إِِْنِ اِسْتَقَالَتْ يَدِي
فَلَنْ يَنْمُوَ مِنْ أَصَابِعِهَا إنسان
َتُرْمَى بِخِزَانَةٍ مُخَصَّصَةٍ
أَوْ كَسِلْعَةٍ بَاهِظَةِ الثَّمَن
فلن تتزعزع إنسانيتي بِغِيَابِهَا
وَتُسَمَّى أَعْضَاء بَشَرِية
أَيَّ أبتاه أَيَّ عمّاه
مَا رَأَيْتُ أَمَلًا إِلَّا وَذَيَّلَهُ خَيْبَتُه
طَرِيقُنَا حَتْفُنَا
حُلْمُنَا يَأْسُنَا
الْجُوع يَأْجُوجَ أرْضِنَا
ومأوجوج بُطونِنَا
أَيَّ ذَخيرَةٍ وَأَيِّ مَؤُونَة
اِبْتَسم لِيَوْمِكَ
فَالْكِنَايَةُ مَجَّانِيَّة
وَأَمَّا عَن الْغَدْ
فَالرِّوَايَةُ حَقِيقِية
ولمؤلفِها مَجْدَ الْهَوِيَّة.
