recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

إعلان

المرأة في القرية بين العادات والتقاليد

 بقلم الكاتبه /ايه محمود بطران

المرأة لم تكن نصف المجتمع فقط، بل هي 99% من المجتمع هي الأم والأخت والمعلمة ........إلــــــــــــخ. ومن هذا القبيل يجب الاهتمام بها والحديث عنها في كل زمان ومكان، فنحن الآن أمام المرأة وحياتها في القرى المصرية.

نجد جميعًا أن المرأة في القرى المصرية تختلف اختلاف ملحوظ عن المرأة في الحضر، وهذا الاختلاف لا يعني التغير التام .المرأة في القرى نوعان ويرجع هذا إلى طريقة التفكير لأهل القرى التي ترجع إلى العادات والتقاليد التي تتحكم في القرى المصرية . وبطبيعة الحال هذه العادات والتقاليد موجودة منذ زمن بعيد ،وهذا ما يجعلها متأصلة وراسخة عند كثير من أهل القرى، فمنهم من يطبقها كما هي عن سمع وطاعة ومنهم من يحاول تطبيقها بشكل متقدم يناسب العصر والوقت الذي يعيش فيه. ولا شك في أن هذه العادات والتقاليد ليس لها علاقة بالإسلام من قريب أو بعيد ،بل بالعكس الإسلام جاء وهو يحمل التعزيز من شأن المرأة ومكانتها .

فمن العادات والتقاليد التي ترسخت في القرى المصرية حتى الآن تجاه المرأة التعليم : في القرى المصرية نوعان من الأسر النوع الأول :من يرى أن تعليم الفتاة نوع من العيب وقلة التربية ،ومن هذا التفكير يمنع البنت من تعليمها أو يوقفها عن التعليم في مرحلة مبكرة جدًا من التعليم وهو ما يُسمه البعض بـ(التسرب من التعليم) فهذا النوع يرى أن التعليم يجعل الفتاة أكثر جرأة و أكثر عُرضة للمطالبة بحقوقها والدفاع عن نفسها وهذا غير مقبول.


أما النوع الثاني وهو من يحافظ على العادات والتقاليد ولكن بشكل يواكب العصر الذي يعيش فيه، فهو يرى أن البنات هم أمهات المستقبل فيجب تعليمهن ليصبحن أكثر قدرة على خلق جيل قوي ومتعلم وأن التعليم يجعل لديهم عقل واعٍ ومدرك لحل جميع المشكلات التي تواجهها في المستقبل ،وأن الشهادة والتعليم هما أساس إثبات الذات. الزواج وحق اختيار الزوج :هناك نوعان ايضًا النوع الأول :يرى أن الفتاة لا يحق لها التدخل في هذا الأمر فكل ما عليها هو الموافقة على من تحدده الأسرة ، وأن سن زواج الفتاة الطبيعي هو ستة عشر عامًا(16) ،ومن تتأخر عن هذا السن تعتبر عانس فيكون كل شيء في يد الأسرة من تحديد سن الزواج إلى اختيار الزوج حتى لو رفضته الفتاة ، وفي هذا النوع يكون الزواج من الأقارب خوفًا على خروج الميراث بعد ذلك إلى شخص غريب .أما النوع الثاني فيرى أن الزواج هو بمثابة تحديد مصير للفتاة ورسم لمستقبلها ، فمن الأصح أن تشارك هي أيضًا في بناء هذا المستقبل مع الأسرة ويكون الأمر شورى بين الجميع لكي لايلقي أي طرف اللوم على الآخر بعد ذلك ،وأيضًا في هذا النوع يستحب أن يكون الزواج بعد سن العشرين حتى تكون الفتاة ناضجة ومستوعبة لصحة قرارها . الميراث -المال أو الأرض - في القرية تُحرم الفتاة من المطالبة بالميراث فهناك من يمنع توريث الأنثى ؛لأنهم يتخيلون أن الميراث سيذهب لشخص غريب وهو زوج المرأة ،وهناك من يعطي المرأة القليل من المال فقط وليس الحق كامل وهذا كي لا تطالب به ،ولهذا السبب يتم زواج الفتاة من شخص قريب لها كي لا يخرج المال بعيدًا ،وهذا طبعًا غير موافق لشريعة الإسلام فالإسلام أمر بإعطاء الأنثى نصف نصيب الذكر....وعندما تطالب المرأة بحقها تعتبر جريمة لعدم قبولها بما تم تحديده لها ..

 

  

نوع الملابس لدى المرأة في القرية منذ فترة من الزمن كانت الملابس الريفية و القروية لها شكلها الخاص الذي يعبر عنهم ،وهو تلك العباءة الواسعة التي ترتديها داخل المنزل أو تتجول بها في حيز لا يبعد عن الدار أو المنزل الذي تقيم فيه الأسرة ،وعندما تخرج إلى نطاق أوسع يكون الزي الموحد لدى معظم نساء القرى حتى الآن وهو "القميص الأسود" وعليه طرحة سوداء تغطي الوجه ،ولكن طبعًا بطبيعة الحال والتغيرات تم استبداله عند البعض الآن بالعباءة السوداء ، أما بالنسبة للبنات فكانت ملابسهم في بداية الأمر تنحصر في الجيبة وبعد فترة تم معرفة البنطلون وتنوع الأمر بين الاثنين وكلن مع كامل الاحترام لكل وجه منهم وعدم ارتداء ما يخالف المكان الذي هم فيه ....

وفي نهاية الحديث عن المرأة يجب أن نقول أن المجتمع هو العامل الاساسي الذي جعل المرأة الريفية بعيدة عن خطط الإصلاح والتنمية ،وهو الذي صورها بالساذجة أيضًا ولكن في واقع الأمر أن المرأة الريفية هي أفضل امرأة على وجه الأرض.



google-playkhamsatmostaqltradent