تعظيم سلام ..واسألوا طابا؟! الكاتب الصحفي محمد صلاح
كتب بهاء السعيد
سلام سلاح.. حرس الشرف... تمام يا أفندم.. تعظيم سلام لقائمة الشرف من أبناء بل رجال مصر من مقاتلى الدبلوماسية المصرية فى ملحمة تحرير طابا آخر كيلو متر مربع من تراب مصر، تعظيم سلام للذين نجحوا فى إعطاء إسرائيل والعالم درسًا لن ينسوه عن إرادة المصريين فى عدم التفريط عن شبر واحد من أرض مصر، بل دروسًا لكل من يحاول التآمر على مصر، أن المصريين بجيشهم العظيم وأبنائهم العظام لا يفرطون فى حبة رمل، حتى وإن استشهدوا جميعًا دفاعًا عن حبة الرمل هذه فداء لوطنهم.
إن فى طابا وذكرى عيد تحريرها اليوم أسوة لكل من سولت نفسه من أصحاب الأجندات أن ينال من عقيدة الشعب المصرى ومؤسسته العسكرية التى تؤمن بأن الأرض كالعرض، وأن أى تفريط هو خيانة لله وللوطن، إن فى طابا وذكرى تحريرها فى 19 مارس 1989 رسائل عديدة لا بد أن يعيها كل من يساوره شك فى تنازل مصر عن شبر واحد من أرضها، ولكم أن تسألوا «طابا» عن عزيمة رجالها فى انتزاعها من بين أنياب إسرائيل، وكيف أجبروها على التحكيم، وكيف وقف 24 خبيرًا مصريًا على رأسهم الدكتور وحيد رأفت نائب رئيس حزب الوفد رحمه الله، وبينهم السياسى، والعسكرى، والقانونى، والتاريخى، والدبلوماسى، أسودًا فى ساحات التحكيم الدولى لمدة 7 سنوات، ليضربوا أسمى معانى الوطنية، حتى حصلنا على طابا ورفعنا العلم المصرى على آخر شبر من أرض سيناء الطيبة.
اسألوا طابا كيف انتفض المصريون عندما أقدمت إسرائيل على استقطاع جزء من أرضنا خلال تنفيذ انسحابهم من سيناء وأقاموا فندق سونستا وقرية سياحية كأمر واقع، ليكون مسمار جحا لهم فى سيناء، اسألوا طابا كيف وقفت الإرادة المصرية كالأسد عندما يدافع عن عرينه، وتم تشكيل اللجنة القومية للدفاع عن طابا، وشكلت الخارجية المصرية لجنة لإعداد مشارطة التحكيم، وانتصرنا وشاهد العالم كيف بكى الاسرائيليون وهم يغادرون طابا غير مأسوف عليهم، ليكون هذا اليوم انتصارا يخلد فى تاريخ المصريين ووجدانهم.
إن قائمة الشرف من أبناء مصر الأبطال، الذين حاربوا سلمًا، كما حارب من قبل أقرانهم فى ميادين القتال لانتزاع الكرامة والأرض، ومنهم اللواء عبدالفتاح محسن مدير المساحة العسكرية، والمرحوم اللواء محمود محمد القرش، والمؤرخ المرحوم يونان لبيب رزق، والدكتور نبيل العربى، ولا يسعنى أن أسرد أسماءهم جميعًا، لا بد أن توجه لهم التحية اليوم، تخليدا وتكريما لمن قضى نحبه منهم ومن هو على قيد الحياة، لنقول لهم جميعًا تعظيم سلام.