بين الواقع ومواقع التواصل الاجتماعي... بقلم يحي خليفة
هل لديك شخصيتان مختلفتان عندما تكون داخل الشبكة العنكبوتية و
خارجها؟ اليوم لدى معظم الناس بمختلف أعمارهم حسابات على برامج التواصل الاجتماعي،
مثل: الفيسبوك والانستجرام ولينكد إن، ولكن من خلال هذه القنوات كيف تتفاوت
شخصياتنا؟ غالبا ما يكون الشخص اجتماعيا مع العديد من الأصدقاء على الفيسبوك،
بينما على الانسجرام يكون المرء مثاليا بانتقاء أفضل الصور، بإظهار حياته
المثالية، مثل: صور السفر لأماكن مميزة، وصور تناول الطعام في مطاعم فاخرة، وصور
زيارة النادي الرياضي بشكل دائم. وفي الـ لينكيد إن موقع يصنف ضمن الشبكات
الاجتماعية ويستخدم أساسًا كشبكة تواصل مهنية، ومنه تمت ترجمة هذه المقالة يستعرض
الكثيرون نجاحاتهم العملية ومعارفهم الكثر: من خلال المتابعين ومجالات وظيفية
جديدة ومهارات مكتسبة.
نحن نعمل على تحديث شبكاتنا الاجتماعية بما نراه من معلومات ذات
علاقة، ونبحث بشكل لانهائي عن التفضيلات والمتابعين والمعارف، ولكن يبقى السؤال
الحقيقي: كم عدد المتابعين الحقيقيين الذين يهتمون لأمرك إذا حضرت ندوة؟ أو اكتسبت
مهارة جديدة؟ وبغض النظر عن الشبكات الاجتماعية، فنحن جميعا نسعى للتسويق لأنفسنا
ولتطوير مميزاتنا وإخفاء مساوئنا؟ هل نبدو نرجسيين؟ ربما يكون ذلك نافعاً، بل
بالتأكيد هذه طريقة جيدة للتفكير!
إن فكرة تقسيم الجزئيات المختلفة من شخصية المرء إلى جوانب مختلفة من
التطوير الذاتي والحضور الإعلامي الاجتماعي يبدو غريباً. وعلى الرغم من ذلك لا
يمكن تغييب حقيقة أن جميع مواقع التواصل الاجتماعي لها قواعدها الخاصة، مثل
الانسجرام قد يكون أحد متابعيك مجرد صديق يتابع يومياتك! أو في الـ لينكيد إن قد
يكون أحد متابعيك قادر على مساعدك في وظيفتك.
إن الهدف من كل هذه القنوات يأتي في بناء شبكات كبيرة على الخط، ولكن
كم عدد معارفنا الذين يمثلون لنا أصدقاء حقيقيين أو شخصيات حقيقية في حياتنا. في
الواقع هناك استفسارات: من هم الذين يشاهدون حياتنا التي نستعرضها في مواقع
التواصل الاجتماعي؟ هل نحن حقاً نريد معرفة من يراقبنا، أو أن الأمر يتعلق
بالتفضيلات والمتابعة فقط؟! إنها حقيقة أن مواقع التواصل الاجتماعي تسمح لنا أن
نبقى مجهولين ونراقب عن بعد بدون معرفة التفاصيل! إنه أمر غريب إذا تأملنا في
الأمر.
على الرغم من كل ذلك: لا ننكر أن تطور وسائل التواصل الاجتماعي أمر
مذهل للغاية، وهو الأمر الذي سمح لها بالتواصل مع جمهور مختلف ومتنوع. كما كان
لقنوات التواصل هذه دور في جعل الشخص متابعاً للأحداث الجديدة، ومتواصلاً مع معارف
كثر من حول العالم. والآن بعدما أصبح السفر متاحاً للكثير من الناس ولو بمجرد
متابعة مواقع التواصل، لم تعد الدراسة والعمل في الخارج أمورا صعبة كما كانت. وهنا
تظهر الإيجابيات التي قد تمكننا من تجاهل السلبيات.