سلسلة المرأة في شهر مارس
عباسية فرغلي
الحلقة الثالثة والعشرون
بقلم يسرا عاطف
انتاب المجتمع الدولي موجة من السعادة بالانتصار المدوي الذي أحرزته المرأة السعودية بانتزاعها حق أصيل في تملك السيارات والقيادة في غياب ولي أمرها أو زوجها ولكن في حقيقة الأمر أن هذا الإنتصار يعود إلى امرأة صعيدية أستطاعت في وقت كان صوت المرأة فيه عورة لم يكن للمرأة دور سوي أنها تنتظر مستقبلها في الزواج ورعاية الأولاد وتعلم أمور الخياطة وكل ما تهتم به بنات جيلها.
ولدت عباسية فرغلي في اسيوط خاصة في مدينة ابو تيج ورغم قسوة المجتمع الصعيدي في ذلك الوقت علي الفتيات إلا أنها كانت الطفله المدللة في أسرتها فهي شقيقة صاحب اكبر شركات القطن في تاريخ مصر" شركة فرغلي" ما آهله أن يكون ملكا للقطن ، وكان والدها يعد من أكبر رجال الأعمال في مصر قبل ثورة 23 يوليو، وينتمى لطبقة رجال الأعمال الوطنيين الذين كانوا يهتمون بتحسين أقتصاد مصر عن طريق التجارة.
بداية الحلم:-
بدأت القصة حينما انبهرت تلك الطفلة الصغيرة بتلك الآلة التي يستخدمها والدها في التنقل بين االحقول الخضراء، كانت كلما خرج من المنزل تطلب منه أن يأخذها معه، لتري الحقول والناس السائرون علي شط الترعة من نافذتها، ثم افصحت عن ذلك الحُلم الذي راودها، بأن تقود بنفسها تلك الآلة، ليُعلمها شقيقها "محمد" فن قيادة السيارات، ثم قررت فيما بعد بالإنتقال إلي محافظة أخري خارج الصعيد، لتقود سيارتها بحرية بعيدًا عن المجتمعات المنغلقة .
انتقلت "عباسية" إلي محافظة الإسكندرية، لتلتحق بمدرسة *الجيزويت الفرنسية الابتدائية*ثم التحقت بجامعة *فيكتوريا كوليج*
وكأي فتاة من عائلة إقطاعية ثرية، سافرت عباسية لاستكمال تعليمها ببريطانيا، حيث تجربة الحياة المعاصرة والحرية غير المقيدة بقوانين أو عادات وتقاليد بالية، التي تتمتع بها المرأة الإنجليزية، ثم طارت إلى فرنسا وحصلت على أول رخصة قيادة باسمها 24 يوليو 1920لكنها لم تكن كافية لإشباع طموحها الكبير.
وعند رجوعها لمصر مرة أخرى عادت فكرة الحصول على رخصة قيادة تضيئ في ذهنها بقوة، حتى أصبح تحقيق حلمها بامتلاك سيارة خاصة بها وقيادتها بنفسها هو شغلها الشاغل، الذي نجحت في تحقيقة بعد حصولها على أول رخصة قيادة لامرأة مصرية 1928.
توفت عباسية فرغلي 12 مارس 2014