من آخر وصايا الرسول صل الله عليه وسلم قوله :
(أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، اوصيكم بالنساء خيرا)
الرجاء :قراءة النص للأخير فالمرأة تستحق ذلك وعذراً للأطالة فبناتُنا ونسائُنا أمانة في أعناقنا
______________________________
هكذا علمتني الحياة
رسالة إلى أبنتي
بقلم د. :حسام الدين أحمد
أبنتي يا نور العين ودقات القلب ... يا أَجمل فتاة بعيني ... أَنتِ ملاكي ووطني ... وأَنتِ جنتي وسعادتي ... ولكِ حبيبتي أَبوحُ بسري وجهري، ومن أَسراري أَني يا أبنتي ... لم أَعرف قيمة النساء ومعزتهن إلا بعد أَن رزقنا الله تعالى بكِ ...
أبنتي الحبيبة :
لم أكن أَعرفُ ما أَفعله حين ناديتِني: أَبي ..وأَجبتكِ: بُنيتي.
فقد راودني شعورٌ غريب اختلطت به مشاعر الفرح والإعجاب والهمة والرفعة والعزة.
ولأجلكِ ولأجل أُمي احترمتُ جميع النساء ... وكانت سعادتي تكبر حين تطلبين مني أَن أَشتري لكِ الألعاب، وأَن ألعب معكِ.
وكم سرَّ قلبي حين كُنتِ تقابلين كلامي ومرحي وغضبي ورضاي بالدلال وهو بمثابة التاج في صفات النساء والفتيات، فقد ملكتِني وجعلتِني أتعمقُ وأغوصُ في بحركِ دون أَن أَصل لحدود جمالكِ.
أبنتي الغالية :
كنتُ قد كتبتُ إلى أَخيك رسالتي الأولى، وليس هذا معناه أَني جعلتكِ في المرحلة الثانية من اهتماماتي، ولكن من باب قوله تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ﴾ ، ولا كما يظن البعض أَنكن مواطنات من الدرجة الثانية، ولستُ أَيضاً من أولئك الذين يعتبرون النساء والفتيات (عيب)، ولا يعتبرون لها شخصية وكرامة أَو رأي، بل أَنتِ حبيبتي عند وضعكِ لتاج الأَخلاق، وارتداءكِ لرداء الدين، ومخافة الله تعالى، فعندها سأَدخلُ بسببكِ الجنة، وهذا ما بشر به نبينا محمد (صل الله عليه وآله وسلم).
أبنتي:
لا أُريدُ بكلامي هذا أَن أَضعَ في طريقكِ الخوفَ والرعب بقولي أَننا في زمانٍ مجهول ومخيفٌ أَحياناً، ولكن أُريدُ أَن أَضعَ في طريقكِ بعض العلامات الدالة التي تساعدك على رؤية الأُمور بشكل أَوضح، وكذلك بعض علامات التحذير كي تميزي أنتِ فيما بعد بين الخير والشر، وأَن تكون الأُمور أَمامكِ واضحة وبأَلوانها الحقيقية.
أبنتي الغالية :
سعادتي هي أَن أراكِ في قمة السعادة، وفي أَعلى الدرجات، وفي أمانٍ واطمئنان، وصحة وسلامة.
فإلى ابنتي كتبت ...
أبنتي الحبيبة :
يشترك الأَشخاص الذين في أَعماركم من الشباب والشابات، وكما كنا نحن سابقاً بصفة القوة والاندفاع، وأحياناً الطيش والتهور، ففي سن المراهقة يحتاج الإنسان إلى موازنة الأُمور أَو إلى شخص يسانده في تحليل المشاكل وكشف الحقائق.
فهذه القوة التي تمتلكينها هي من الصفات الجميلة فيكِ، فبها أُريدكِ أن تميزي بين الحق والباطل، وأَن لا تقعي بهذه القوة التي تمتلكينها في سلوك الشر، وأَن تسلكي طريق النجاة.
أبنتي:
لا تطبقي ما يفعله غيركِ أو يقتنع به غيركِ، ولا تكوني امرأةً مسيرة، اصنعي لنفسكِ شخصيتكِ المستقلة، ولكن بشرط أَن يكون ذلك تحت سقف « قال الله تعالى، وقال الرسول الكريم » بعيداً عن أَفكار الفلسفة غير الهادفة والمدمرة للأفكار
البشرية، فالفلسفة شيء جميل بشرط أَن لا يخالف العقل والحق والمنطق.
أبنتي الجميلة:
خلق الله تعالى الرجال والنساء، وكلٌ له صفاته من التشابه والاختلاف، وجعل كل منهما يحتاج للآخر رغم الاختلاف فيما بينهما، وجعل القوة والكمال الجزئي في الرجال، وجعل الحب والقوة (قوة الصبر) والأمان والجمال وجملة من الصفات جعلها الله سبحانه وتعالى في النساء، فالمرأة هي من تلد الرجال، ولكنها تحتاج لرجل كي تصنع رجلاً، فلا يستصغر أَحد يا حبيبتي من قدراتك وعقلك وصبرك، فسنن الله تعالى اقتضت أَن يكون الرجال مسؤولون عن النساء، وأَن نحتاج إلى امرأتين مقابل الرجل الواحد في الشهادة عند القاضي، وأَن تجلس المرأة لأيام لا تصلي، كل تلك ليست بعيوب، فالله تعالى أَوجدنا هكذا، والله تعالى لا يخلق شيئاً فيه عيب، ولكني أُحذركِ من إبليس وطرقه وأَساليبه وخصوصاً مع النساء، لأَن إبليس لديه جيش كامل من بني البشر، ولكن هل تعلمين أَن عدد النساء فيه أَكثر من الرجال بأَضعاف، فاحذري منه ومن أَفكاره.
فلذا عليكِ التسلح بالعلم والمعرفة ومعرفة الحقائق، وأَن تكوني مع الله تعالى في كل أَوقاتك.
واحذري حبيبتي من الرجال ومن الاختلاط ، ولا يعني ذلك أَن في كلامي تناقض! فبريد كل المشاكل التي تواجهها المرأة هو بسبب الاختلاط وهو بريد الشر للرجال والنساء على حد سواء ...
واحذري حبيبتي من الكلام الذي خُلِطَ بالعسل، وفي داخله قد خلط بالسم، فعليكِ حبيبتي أَن تُحكمي عقلك قبل أَن تقعي ضحية لكلمات كاذبة.
أبنتي الغالية :
انتبهي لهاتفكِ ... واحذري من العلاقات التي تحدث عن طريق الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي، فأكثرها زائفة ... كاذبة ... ساذجة ولا تؤدي إلى الزواج، ولا أَقول كلها، ولكن أَقولُ معظمها.
فلذا أُريدكِ أَن تحكمي عقلكِ، للمحافظة على نفسك من تلك المواقف والأَماكن التي نسب المشاكل فيها تتجاوز نسب عالية، فاحذري من الرجال الذئاب الذين اتصلوا بغيرك وأقنعوا أُخريات قبلك، فاحذري حبيبتي، فالحب شيء جميل، وقلوبنا تحيا به، ولكن حينما يكون صادق، وحين يكون في طريق واضح ومعلوم، فلا يغركِ رجل قالها « أُحبكِ » وهو كاذب، فجرحه سيبقى مدى الحياة.
ولا تصدقي من قال لكِ فقط نتحدث ... فهل تُراه سيكتفي بذلك.
كوني ذكية في انتقاء صديقاتك، فكما قيل: « قل لي من صديقك أَقل لك من أَنت » ، فاحذري من صديقات السوء، فإنهن عوناً لإبليس عليكِ، وعليكِ حبيبتي الاهتمام بملابسكِ، فبِهِ ارتقي وتميزي. فحجابكِ سر تميزكِ وأَناقتكِ، واحذري! دعاة الحرية الذين يهدفون لإزالة الستار عن أَفكاركِ، ومشاعركِ، وجسدكِ، وعقلكِ.
وقد حدَّ سبحانه وتعالى حدوداً لحرية الرجال والنساء، فعليكِ الالتزام بالحرية التي تَكفَّلَ بها ديننا الحنيف، فأَنتِ يا حبيبتي جوهرة، ولا تكوني كالحلوى التي رميت على حافة الطريق، وقد تجمعت حولها الحشرات ...
حبيبتي:
كوني صعبة المنال لا يصلكِ إلا من يستحقكِ، ولا تنخدعي بالعبارات الزائفة، ولا تحلو الحياة إلا بذكر الله تعالى، فأَطيعي ربكِ ولا تحزني ولا تنهاري إن واجهتكِ مشاكل ومصاعب، فأن مع العُسرِ يُسر، ولا تكوني يا عزيزتي عبدة للموضة، فهذا الطريق إن سلكتيه فلن ينتهي، ولكنكِ ستخسرين منكِ الكثير.
أبنتي الطيبة :
غداً لكِ هو الأفضل ... وهذا ما يتمناه قلبي لكِ ... فالأيام تجري، وغداً ستقابلين من يأخذ مني نور العين ودقات القلب ... وستتزوجين .. فأُوصيكِ أن لا يعجبكِ من الرجال إلا من هو بحق رجل، مما حمل صفات القوة والحكمة والرحمة والحب والغيرة، فأُريدكِ أَن تكوني في المكان الذي تستحقيه.
فأَحبي زوجك ... وأَطيعهِ في طاعة الله تعالى، وأحفظي أسراره وكوني له غطاء يكُن لكِ رِداء، وابني حياتكما على الثقة والأمانة، وكوني دائماً جميلة في عيناه، لا يرى منكِ إلا جمالاً وعطراً ورومانسية.
لا تدعي أحداً يتدخل في حياتكما ، ولا تكذبي عليه، ولا تقفي أَمامه إذا غضب، ولا تعامليه بنفس الطريقة التي يعاملكِ بها، واتركيه حتى يهدأ ... فالرجال الحقيقيون قلوبهم بيضاء ...ولا أخفيك سراً !!! فهذا هو قلبي مع أُمُكِ.
يا بُـنيتي :
الرجل لا يحب المرأة العنيدة، وعيشي وأنتِ راضية برزق زوجك، فهذه الأُمور قدرها الله تعالى (رضيتِ وإن لم ترض ِ) ... فارضي يبارك الله لكِ.
يا بُنيتي:
لا تخرجي من بيت زوجكِ إلا بعلمه، وليكن بعلمكِ أَن جنة المرأة هو زوجها وبيتها، وأَن نبينا قد أَخبرنا بذلك (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأن جنة الشيطان إن صحَّ تعبيري هي الأسواق، فهذه الأماكن هي مملكتهم، فإن كان ولابد فليكون خروجكِ على قدر الحاجة.
حبيبتي:
أَكملي شغل بيتك قبل قدوم زوجك، كي تستطيعين الاهتمام به، وكوني جميلة في أُسلوبك، وفي لبسكِ وعطرك، وكوني مبتسمة دائماً، فابتسامتك هي سر الحياة وجماله، ولا ترفعي صوتكِ في حضوره، ولا في غيابه ... ولا تُبدي إعجابكِ بأي رجل أَمامه؛ لأنه رجل وأَنتِ لستِ ملكاً للجميع.
ولا تكوني من النساء اللاتي ذمهن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله: « تكثرنَ اللعان وتكفرنَ العشير » ؛ أَي تُـنكرنَ الجميل وتُكثرنَ السب والشتم، ولا تكوني حبيبتي من النساء اللاتي لا يرضينَ بشيء فإنهن شرُّ النساء.
واهتمي بإعداد الطعام بلمساتكِ الفنية الخاصة بك، واطلبي منه ما تحتاجيه وراعي في ذلك دخله اليومي؛ لأن الرجل الحقيقي هو من يحب توفير متطلبات زوجته، واسأليه كيف يحب أن تعملي تسريحتك، وأَنواع وألوان الملابس التي يفضلها، فالرجال يحبون الجمال في من يحبونهم.
أبنتي يانور العين :
الحياء تاج المرأة، فارتديه في كل الأوقات، لأنه شعبة من شعب الإيمان، حبيبتي لا تفتحي الباب لأَحد وزوجكِ غير موجود ، وليكن حديثكِ للضرورة من خلف الباب، ولا تجبري زوجكِ على فعل شيء لا يحب
أبنتي الغالية :
لا تكوني من النساء اللاتي لا يحبها الرجال ... فلا تكوني حسودة وبغوضة، ومن تمُن على زوجها، ولا من اللاتي تشتكينَ باستمرار من المرض والألم، ولا تكوني حنانة إلى أَهلك بالطريقة التي تجعل زوجكِ يمل منكِ فهو (أهلكِ الثاني)، ولا تتكبري بجمالكِ عليه، ولا تكثري الكلام، ولا تكذبي، واهتمي بنظافة نفسكِ وبيتكِ.
إلى أبنتي العزيزة :
هكذا أُحبكِ أَن تكوني، فأنتِ قطعة من الجمال، وباقي القطع هي تلك الصفات التي تجعلكِ أَجمل وأَحلى، ولستُ أعرف يا حبيبتي حتى متى أكونُ معكِ ... أَو متى سترحلين إلى بيت رجلٍ ثاني يصونكِ ويحميكِ ويحفظِك ... المهم هو سعادتكِ وراحة قلبك ...
💕هذا جزء مما علمتني الأيام ... أُحبكِ💕
الأديب د. حسام الدين أحمد
شعر قصة رواية مقالة
باحث في الأدب المعاصر
العراق بغداد