بقلم:حمدان حمّودة الوصيّف
رَفِيـقَ الثَّغْرِ مُنْـذُ بدَا شَـبَـابِي
وشَـاهِــدَ فَـرْحَـةِ الـدُّنْيَـا بِبَـابِي
وعَالِـمَ مَا أُذِيعَ علـى لِسَـانِي
وصَـوْلَة خَاطِـري وشَجَا عَذَابِي
تُغَـادِرُنِي وقَدْ بَـرَقَتْ بِرَاسِي
سَـوَاطِعُ لِلْمَشِيبِ علـى الشَّبَـابِ
تَرَكْتَ فَـمًـا أظَلَّك أرْبَعِيـنًا
وزِدْتَ ثَـلاثَةً فَـوْقَ الحِـسَـــابِ
أتَتْـرُكُنِي بِأرْضٍ كُـنْتُ فيـها
غَـرِيبَ الـدَّارِ مُنْعَدِمَ الصِّحَـــابِ
وتُـدْفَنُ في تُـرابٍ لسْتَ مِنْـهُ
وتَـذْكُرُ فيـه أيَّـامَ الـعَــــذَابِ
أَضِرْسَ "العَقْلِ"، أيْنَ حِجَاك لمَّا
تَـرَكْتَ فَمِـي بِـدَارِ الاِغْتِـــرَابِ؟
أَضَرَّك أَنَّنِـي أُلـْجِمْتُ حتّـى
تَـخَفَّى القَوْلُ مِنِّـي عـن نِخَــابِي؟
وأنِّي لسْتُ نَـاطِقَ قَوْلَ حَـقٍّ؟
لقَـد لُبِسَ الظَّلامُ على الصَّــوَابِ
لقَـدْ ظُلِـمَ الكَـلَامُ وصَارَ مِثْلِي
سَلِيـبَ الضِّـرْسِ مُــتَّهَمًا بِـنَــابِ
ومَن يَقُلِ الحَقِيـقَةَ في زَمَانِي
سَيُـرْمَى بالـجَهَـالةِ والـسِّبَــــابِ
ويُتَّـهَمُ الغَـدَاةَ بكُلِّ سُـوءٍ
وللقَانُـونِ فيـهِ أَلْفُ بَـــــابِ
فَحَسْبِي غُرْبَتِي والشِّعْـرُ أُنْسِي
وحَـسْبِـي أَنَّنِـي أَشْـكُوكَ مَـا بِـي.
حمدان حمّودة الوصيّف ...( تونس).
خواطر : ديوان الجدّ والهزل