بقلم:زكريا شيخ أحمد
أكره نفسي حين أَهُمُّ في صعود الدرج الكهربائي ،
أشعر أني كائن مزعج و عديم الضمير
لأني أجبره على الاستيقاظ
و رمي كامل ثقلي عليه .
أشعر بذنب عظيم حين أقف عليه ،
هذا الشعور يلازمني طوال الوقت .
أعتذر له في كل مرة
و أوضح له بأني مجبر على فعل ذلك
و أوضح له أني على الأقل أحاول أن أكون خفيفا
فأفرغ رئتي من الهواء رغم علمي
أني اضحك على نفسي
فالهواء الذي في حنجرتي لا يشكل أي ثقل إضافي .
أقول له يا ليتني أمتلك جناحين
لأمر بهدوء من فوقه .
أحيانا أتمنى ألا أكون موجودا في الحياة
حتى لا أتسبب بكل هذا الألم له
و لا أشعر بما أشعر به في هكذا موقف .
هذا الشعور ينتابني مع كل أنواع الدرج و المصاعد
و مع كل شبر أرض أدوسه .
أشرب حتى الثمالة
كي أنسى وجع الأدراج و الأرض .
أصعد المترو
الكل مشغول بحزنه .
أظل أضحك حتى يضحك الجميع .
أنظر من النوافذ
ألمح ضحكات المارة
و هم يشيرون بأيديهم .
أنزل في محطتي الفارغة
أبكي ثم أغادر و أنا أبكي .
أقف أمام شقتي
أدخل المفتاح في بابها
بكامل ابتسامتي .
أتظاهر بالنوم و أنا أتألم على الباب الذي أيقظته من النوم
و السرير الذي أثقل عليه و الوسادة التي أغرقها بدموعي .