مآلات وتداعيات اتفاقية الدفاع الثلاثية بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية
تُظهر اتفاقية الدفاع الثلاثية بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية -AUKUS-التي جرى توقيعها في 15 سبتمبر 2021 تحولات عميقة لكل أطرافها، فعلى صعيد السياسة الخارجية الأمريكية، تُعد اتفاقية "أوكوس" الخطوة الأكثر دراماتيكية حتى الآن بالنسبة لتنافس الولايات المتحدة الأمريكية مع الصين ولا سيما التحدي البحري الذي تشكله في المحيط الهادئ.
تعتبر الاتفاقية خلفية قوية للقمة الأولى لقادة الرباعي –وهم الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا والهند واليابان- التي سوف يتم عقدها في واشنطن في 24 سبتمبر الحالي؛ حيث أفاد "مايكل فوليلوف" من معهد لوي للدراسات في سيدني بأن "الأهمية الكبرى لكل هذا تتمثل في أن واشنطن التي وُصفت الشهر الماضي في انسحابها العشوائي من أفغانستان بأنها خذلت حلفاءها، تعود الآن لتراهن على هؤلاء الحلفاء الذين بدورهم يضاعفون رهانهم عليها أيضًا".
أما بالنسبة لأستراليا، فإن انضمامها إلى اتفاقية "أوكوس" كان بسبب الضغط الشديد الذي تمارسه الصين عليها لعدة أسباب، لعل أبرزها: الاستجابة الدولية لدعوة أستراليا لإجراء تحقيق مستقل في أصول فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"؛ وهو ما أدى إلى اهتمام دولي أغضب بكين، وقد وصف تخليها عن عقد الغواصات مع فرنسا بأنه خطوة جريئة؛ حيث يُعدُّ هذا العقد واحدًا من أكبر العقود في تاريخ أستراليا.