بنك مصر والقاهرة والأهلي يرتبون قرضًا مشتركًا لشركة تكنولوجيا الأخشاب يهدف التمويل لإنشاء مصنع لإنتاج أخشاب الـ «MDF»
نجح تحالف مصرفي مكون من بنك القاهرة كوكيل للتمويل والبنك الأهلي المصري وبنك مصر بترتيب قرض مشترك بقيمة 152 مليون يورو لصالح شركة تكنولوجيا الأخشاب " WOTECH" التابعة للشركة القابضة للبتروكيماويات، حيث يهدف التمويل لإنشاء مصنع لإنتاج أخشاب الـ «MDF» باستخدام قش الأرز كمادة خام.
حضر التوقيع قيادات البنوك وفرق العمل المشاركة في التمويل، إضافة إلى قيادات كل من الشركة القابضة للبتروكيماويات وشركة تكنولوجيا الأخشاب " WOTECH".
يأتي دور البنك الأهلي المصري بصفته المرتب الرئيسي الأولى ومسوق التمويل ووكيل الضمان والمنسق العام للتمويل، وبنك مصر بصفته المرتب الرئيسي الأولى ومسوق التمويل والبنك الفني وبنك القاهرة بصفته المرتب الرئيسي الأولى ومسوق ووكيل التمويل.
وعقب التوقيع صرح هشام عكاشة رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري بأن المشروع يعد من المشروعات القومية التي تستهدف الحد من التلوث البيئي الناتج عن حرق كميات كبيرة من قش الأرز وتحويل هذه المشكلة إلى فرصة استثمارية تتمثل في تطوير مشروعات البتروكيماويات في مصر بما ينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد الوطني من خلال تعظيم القيمة المضافة من زيادة الصادرات المصرية وتقليل الضغط على العملات الأجنبية، مشيرا إلى دور البنك الأهلي المصري المتنامي في مجال تمويل المشروعات والقروض المشتركة بالتعاون مع البنوك والمؤسسات المالية المحلية والدولية بما يعكس ثقة تلك الجهات في البنك، وهو ما منحه مركز متقدما في هذا المجال على الصعيد المحلي والإقليمي لسنوات متوالية.
وأضاف عكاشة أن مشاركة البنك الأهلي المصري في تمويل هذا المشروع تأتى في إطار إستراتيجية البنك وتوجهاته نحو دعم وتمويل المشروعات الصناعية ولاسيما المشروعات ذات الأثر الإيجابي علي البيئة من أجل إحداث التنمية الشاملة، مشيدا بالاحترافية التي قام بها فرق عمل البنوك المشاركة لترتيب التمويل خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد والعالم، ومؤكدا على أن التمويلات الممنوحة من البنوك العاملة في مصر للقطاع الصناعي تعكس الثقة من جانب مؤسسات التمويل المحلية في جدوي مشروعات القطاع ذات الجدوى الاقتصادية.
ومن جانبه، صرح طارق فايد رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبنك القاهرة، بأن التحالف المصرفي نجح في اقتناص ترتيب التمويل وتسويقه في ظل منافسة مع تحالفات ضمت مؤسسات وبنوكا محلية وأجنبية تقدمت لتمويل المشروع في ضوء قيام التحالف بتقديم شروط تمويلية تنافسية بعد مناقشات استهدفت الإلمام بالتفاصيل الفنية للمشروع لإمكان تقديم العرض بما يتسق معها وذلك كأحد توجهات البنوك نحو تمويل المشروعات ذات الأهداف التنموية للاقتصاد والمجتمع.
وأضاف "فايد" أن تمويل المشروع يأتي في ضوء توجهات بنك القاهرة والبنوك المرتبة نحو الإسهام في دفع عجلة التنمية الاقتصادية انطلاقاً من الدور الوطني الذي تقوم به البنوك لتشجيع ومساندة المشروعات ذات القيمة المضافة في ظل التغيرات الجديدة التي يشهدها مناخ الاستثمار في مصر.
كما أكد محمد الإتربي – رئيس مجلس إدارة بنك مصر حرص البنك على دعم المشروعات الداعمة للبيئة النظيفة والتي تتماشى مع حرص الدولة لوضع حلول نهائية لمشكلة "ظاهرة السحابة السوداء" التي تتكرر بشكل سنوي حيث إن التمويل يهدف لإنشاء مصنع لإنتاج أخشاب الــ MDF بسعة إنتاجية قدرها 205 ألف متر مكعب/ سنويا بمدينة إدكو - محافظة البحيرة، وذلك بتكلفة استثمارية إجمالية في حدود 217 مليون يورو، مشيرا إلى تقديم بنك مصر الدعم الكامل لمختلف المشروعات القومية على اختلاف توجهاتها والتي تنعكس بشكل مباشر وغير مباشر على المواطن، لافتا إلى فرص العمل التي سيوفرها مشروع مصنع الأخشاب والتي تصل إلى نحو 2000 فرصة عمل، كما تستهدف الشركة تصدير حوالي 50% من الإنتاج المستهدف مما سيساهم في توفير جانب من تدفقات العملة الأجنبية للدولة، حيث يشارك كل بنك بحصة في حدود 51 مليون يورو وتبلغ المدة الكلية للتمويل 9 أعوام تتضمن عامين تمثل الفترة المتاحة للشركة للسحب من التمويل، على أن يبدأ السداد بعد انتهاء تلك الفترة، مشيدا بالتعاون المثمر فيما بين البنوك المشاركة والذي أسفر عن اتمام التمويل بنجاح، وأن مشاركة بنك مصر في ترتيب ذلك القرض يمثل تأكيداً لدور بنك مصر الرائد للمشاركة الفعالة في التنمية الاقتصادية والصناعية للبلاد ودعم الاقتصاد المصري في شتى المجالات، وانطلاقا من التزام البنك بتنفيذ أهدافه الإستراتيجية وأنه نتيجة لإنجازات البنك الملموسة والواضحة في تمويل المشروعات القومية.
وبهذا يعد مشروع شركة تكنولوجيا الأخشاب هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط لإنتاج أخشاب الـ MDF باستخدام تكنولوجيا ألمانية والذى يستهدف إنتاج ذلك النوع من الأخشاب باستخدام قش الأرز من مخلفات زراعة الأرز التي اعتاد المزارعون حرقها للتخلص منها، الأمر الذى كان يعد من أحد أهم أسباب ملوثات البيئة لسنوات طويلة، وبذلك يكون المشروع إضافة إلى كونه مشروعا اقتصاديا تنمويا فإنه أيضا ذو قيمة بيئية إيجابية حيث سيسهم في تحويل إحدى المشكلات البيئية المزمنة في مصر إلى منتج ذي قيمة مضافة تطمح الدولة خلال الفترة المقبلة إلى تطبيقه في مشروعات مثيلة.
جدير بالذكر أن التمويل المزمع منحه لأول مصنع لإنتاج هذا النوع من الأخشاب باستخدام قش الأرز يعد نتاجاً لتلاقى الخبرات المالية من جانب البنوك والخبرات الفنية التي تمتلكها الشركة القابضة للبتروكيماويات والمناقشات التي بدأت بين التحالف المصرفي مع الشركة القابضة للبتروكيماويات في المراحل الأولى للمشروع بغرض الوصول إلى عرض تمويلي وتقني لمشروع سيكون فخراً للصناعة الوطنية لمصر بين دول الشرق الأوسط.