حادثة دير الجماجم "جزء 3"
كتب -محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع حادثة دير الجماجم، ويمتلك العراق قطاع ساحلي ضيق يبلغ ثمانى وخمسين كيلو متر، على الساحل الشمالي للخليج العربي، وعاصمته هى مدينة بغداد التى تقع في المنطقة الشرقية الوسطى من البلاد، أى فى وسط البلاد، ويجري نهري دجلة والفرات، من الشمال الغربي إلى الجنوب الغربي، وأما عن مدينة البصره فهي عاصمة محافظة البصرة، وتقع على نهر شط العرب جنوب العراق بين الكويت وإيران، وتعد البصرة الميناء الرئيسي للعراق، بالرغم من أن ليس لديها مدخل مياه عميقة، والذي يقع في ميناء أم القصر، والمدينة هى جزء من موقع سومر التاريخي، وهى موطن السندباد البحري.
وقد لعبت البصرة دورا هاما في التاريخ الإسلامي المبكر وبنيت فى العام الخامس عشر من الهجره النبويه الشريفه، وهي ثاني أكبر مدن العراق وأكثرها اكتظاظا بالسكان بعد مدينة بغداد، ومدينة البصرة واحدة من أكثر المدن حرارة في العالم، حيث تتجاوز درجة حرارتها في الصيف إلى خمسه وأربعين درجه مؤيه، وتشترك مدينة البصرة بحدود دولية مع كل من السعودية والكويت جنوبا وإيران شرقا، والحدود المحلية لمحافظة البصرة تشترك مع كل من محافظة ذي قار وميسان شمالا، والمثنى غربا، وتزخر البصرة حاليا فى ذلك العصر بحقول النفط الغنية ومنها حقل الرميلة وحقول الشعيبة وحقل غرب القرنة وحقول مجنون ونهران عمر.
وبحكم موقعها حيث تقع في سهول وادي الرافدين الخصيبة، فإنها تعتبر من المراكز الرئيسية لزراعة نخيل التمر بشكل رئيسي والأرز، الشعير، والقمح، والدخن بشكل ثانوي، وكما تشتهر بتربية قطعان الماشية، وهى تقع على أرض اما سهلية رسوبية أو صحراوية، وأما عن الكوفه فهي إحدى مدن العراق، وتقع على بعد مائه وسبعون كيلو متر من العاصمة بغداد، وهى شمال شرق النجف، وتقع الكوفة على ضفتي نهر الفرات، وتشكل الكوفة والنجف منطقة حضرية واحدة تعرف بمنطقة النجف، وتشكل مع سامراء، كربلاء، الكاظمية والنجف العراقية الخمسة المقدسة لدى الشيعة، وقد كانت الكوفة عاصمة الخليفة علي بن أبي طالب، رابع الخلفاء الراشدين.
وأسسها ثاني الخلفا الراشدين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فى العام السابع عشر هجريا وأما عن أطراف الواقعه فالطرف الأول فهو الحجاج بن يوسف وهو أبو محمد الحجاج بن يوسف الثقفي، وهوقائد في العهد الأموي، وقد ولد ونَشأَ في الطائف وانتقل إلى الشام فلحق بروح بن زنباع نائب عبد الملك بن مروان فكان في عديد شرطته، ثم ما زال يظهر حتى قَلده عبد الملك بن مروان أمر عسكره، وقد أمره عبد الملك بن مروان بقتال عبد الله بن الزبير، فزحف إلى الحجاز بجيش كبير وقتل عبد الله وفرق جموعه، فولاه عبد الملك مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليها العراق والثورة قائمة فيه، فانصرف إلى الكوفة في ثمانية أو تسعة رجال على النجائب.
فقمع الثورة وثبتت له الإمارة عشرين سنة، وقد بنى مدينة واسط ومات بها، وأجري على قبره الماء، فاندرس، وكان سفاكا سفاحا مرعبا باتفاق معظم المؤرخين وقد عُرف بـالمبير أي المُبيد، وأما عن الطرف الثانى فهوعبد الرحمن بن الأشعث وهو عبد الرحمن بن محمد الكندي وقد كان قائدا عسكريا أمويا، وهو من أهل الكوفة وأشرافها وصاحب أعنف الثورات ضد الدولة الأموية، وقد بدأ عبد الرحمن كأي قائد عسكري حليف لبني أمية وضم عددا كبيرا من البلدان لصالح الدولة الأموية ولم تكن أسباب خروجه دينية على الإطلاق، وقد ولد عبد الرحمن في الكوفة في بيت من أشرافها فأبوه محمد بن الأشعث، وهو أحد وجوه كندة .