قصص الأنبياء "صـالـح" عليه السلام
كتب- السيد عزب
هو أحد الأنبياء العرب عاش نحو مائتين وسبعون سنة(270سنة) في منطقة تسمى الأحقاف شمالي حضرموت من بلاد اليمن، كان سيدنا صالح عليه السلام معروفا بالحكمة والنقاء والخير ، كان قومه يحترمونه قبل أن يوحى الله إليه ويرسله بالدعوة إليهم.
قومه: بعث الله نبيه صالح إلى قبيلة تسمى ثمود وكانت هذه القبيلة من أشهر القبائل العربية فى تلك الفترة.
صفات قوم ثمود: كان قوم ثمود أشداء غلاظ أقوياء، لهم حضارة عمرانية واضحة المعالم، نحتوا من الجبال بيوتاً وقصوراً، أنعم الله عليهم بنعم لا تعد ولا تحصى فأعطاهم الأرض الخصبة والماء العذب والحدائق والنخيل لكنهم قابلوا النعمة بالجحود والكفر، كانوا يعبدون الأصنام من دون الله الواحد الأحد عبدوها وجعلوها شريكة لله.
أراد الله تعالى هداية قوم ثمود فأرسل لهم نبيا منهم وهو سيدنا صالح عليه السلام، فبدأ يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وترك ما هم فيه من عبادة الأصنام فقال لهم { يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}، لكنهم أصروا على الكفر، وإعتقدوا أنه مسحور وطالبوه بمعجزة تثبت أنه رسول من الله إليهم، فذهبوا إلى صخرة كبيرة وقالوا إن كنت نبينا حقا أخرج لنا ناقة من هذه الصخرة حتى تطمئن قلوبنا ونصدقك!!، فقام سيدنا صالح عليه السلام ودعا ربه أن يحقق المعجزة
وتحققت المعجزة فعلا نظر أهل ثمود إلى الصخرة فوجدوها تنشق وتخرج منها ناقة. حينئذ قال سيدنا صالح لقومه {ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل فى أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب} في البداية تعاظمت دهشة قوم ثمود حين خرجت الناقة من صخور الجبل ، فقد كانت ناقة مباركة وقيل إن لبنها كان يكفى آلاف الرجال والنساء والأطفال، ولكن سرعان ما تآمرو على قتلها، فقال لهم صالح عليه السلام إن أنتم قتلتموها فترقبوا عذابا عظيما من الله، لكنهم أصروا على عنادهم وكفرهم وقتلوا الناقة وتحدوا النبي في أن يأتيهم العذاب قائلين: لقد قتلناها فأين العذاب الذي حدثتنا به!!
هلاك قوم ثـمود: أوحى الله تعالى إلى صالح عليه السلام أن أخبر قومك أن العذاب قادم بعد ثلاثة أيام ، مرت الثلاثة أيام فبدأ قومه يسخرون منه ويستهزؤون به ، وفى فجر اليوم الرابع إنشقت السماء عن صيحة جبارة واحدة فإنفجرت الجبال وهلك فيها كل شىء حي ، وإرتجفت الأرض رجفة جبارة فهلك فوقها كل شيء حي،قال الله سبحانه وتعالى {إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر}، نعم هي صرخة واحدة فقط فإذا بالقوم الذين كفروا قد صعقوا جميعا صعقة واحدة قبل أن يدركوا ما حدث!!! فسبحان الله عما يشركون.
وفاته: توفي صالح عليه السلام ودفن بالأحقاف شمالي حضرموت من بلاد اليمن ، وقيل توفاه الله تعالى بفلسطين والله أعلم.
