recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

اتجاهات العالم فى ٢٠٢٢.. إطلالة على العام الجديد



  اتجاهات العالم فى ٢٠٢٢.. إطلالة على العام الجديد



في مطلع عام جديد نتساءل جميعًا حول ما يحمله لنا، ونأمل أن تكون إيجابياته أكثر مما نخافه منه.

ونللقي الضوء هنا على بعض ملامح العام الجديد، ونصبو أن يكون التغيير الحادث فيه للأفضل.


 

 القسم الأول: مصر خلال 2022

القسم الثاني: العالم في 2022 توجهات رئيسية 

القسم الثالث: رسوم كارتونية

الفسم الرابع: التغير المناخي

القسم الخامس: اتجاهات الاقتصاد العالمي

 القسم السادس: جائحة "كوفيد-19"

القسم السابع: سوق العقارات

القسم الثامن: اتجاهات المستهلكين

الفسم التاسع: التحول الرقمي

القسم العاشر: التصميم الجرافيكي




القسم الأول

مصر تتخذ خطوات جادة للتحول نحو الاقتصاد الأخضر

 




تتخذ مصر خطوات جادة وسريعة لتلبية متطلبات السلامة البيئية والحفاظ على المناخ والتحول إلى الاقتصاد الأخضر، وذلك في ضوء تزايد الأخطار التي تهدد الحياة على كوكب الأرض.


وفي هذا السياق، فقد أظهرت مشاركة مصر النشطة في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP 26) في  مدينة "جلاسكو" بإسكتلندا خلال شهر أكتوبر 2021، وعي الدولة الكامل بهذه القضية وتوجهها الاستراتيجي للحفاظ على البيئة، ويظهر ذلك من خلال إطلاق "الاستراتيجية المصرية لتغير المناخ 2050"، وكذلك التحرك نحو الاقتصاد الأخضر والمؤسسات الصديقة للبيئة كأحد أهداف رؤية مصر 2030.


هذا، وتعد مصر من أولى الدول في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا التي عززت التمويل المستدام، وأصدرت سندات خضراء، وأول تلك السندات أصدرته وزارة المالية بمبلغ 750 مليون دولار أمريكي؛ مما جعل مصر واحدة من الدول التي تؤدي دورًا رائدًا في التنمية الخضراء وأصبحت تقود المنطقة في مجال الاستثمار النظيف والصديق للبيئة.


وتجدر الإشارة، إلى أن مصر تستعد لاستضافة مؤتمر المناخ في دورته القادمة (COP 27)، من خلال تبني العديد من السياسات والبرامج التي يمكن أن تكون داعمة للبيئة في مختلف القطاعات.


الاقتصاد المصري سيشهد نموًا كبيرًا خلال الأعوام القادمة

 



 

أجرت وكالة "رويترز" (reuters) استطلاعًا لرأي 22 خبيرًا اقتصاديًّا خلال الفترة من 8 إلى 20 أكتوبر 2021، وكشفت أن الاقتصاد المصري سينمو بنسبة 5.1% خلال السنة المالية التي ستنتهي في يونيو 2022، كما أشارت إلى أن النمو سيتسارع بنسبة 5.5% خلال العامين المقبلين مع استمرار انتعاش السياحة، وتراجع التداعيات المترتبة على تفشي جائحة "كوفيد-19".


في هذا الصدد، صرح "ألين سانديب" رئيس قسم البحوث بشركة "النعيم للسمسرة" (Naeem Brokerage)، قائلًا "نتوقع أن يرتفع نمو الاستهلاك وأن يظل الاستثمار قويًّا هذا العام".


جدير بالذكر، أن النمو الاقتصادي قفز إلى 7.7% خلال الربع الأخير من العام المالي 2021/2020؛ مما أدى إلى نمو بلغ 3.3% خلال تلك السنة المالية كاملة، وذلك ارتفاعًا من التوقعات التي بلغت 2.8%.


ختامًا، تراجعت إيرادات السياحة إلى 4.9 مليارات دولار أمريكي خلال السنة المالية 2021/2020 مقارنة بـ 9.9 مليارات دولار أمريكي خلال العام 2020/2019، لكن خلال الربع الثاني من 2021، شهدت الإيرادات انتعاشة قوية؛ حيث بلغت 1.75 مليار دولار أمريكي مقارنة بـ 305 ملايين دولار أمريكي خلال الربع نفسه من عام 2020.


مصر تسير على خطى ناجحة نحو ضبط الموازنة العامة للدولة

 



 

 

تواصل مصر ضبط أوضاع الموازنة العامة للبلاد؛ حيث انخفض العجز الكلي بالموازنة باستمرار على مدى السنوات المالية الخمس الماضية، ووصل إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي خلال السنة المالية 2020/2019، وما يُقدر بنحو 7.4% من الناتج المحلي الإجمالي خلال السنة المالية 2020/ 2021، مدفوعًا بشكل أساسي باحتواء أجور موظفي الخدمة المدنية، وتقليل دعم الطاقة، كما انخفضت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي.


اتصالًا، من المتوقع استمرار انخفاض نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي خلال الفترات القادمة، ويأتي ذلك في ضوء استمرار إجراءات الضبط المالي التي تنتهجها الدولة، بما في ذلك تحسين تعبئة الإيرادات المحلية مع دخول "استراتيجية الإيرادات متوسطة الأجل" المعتمدة مؤخرًا حيز التنفيذ، بالإضافة إلى الاتجاه نحو خفض الاقتراض الخارجي جنبًا إلى جنب مع تحسن مصادر الدخل الأجنبي مع انحسار تداعيات جائحة "كوفيد-19" تدريجيًّا.


هذا، وقد شرعت الحكومة في إطلاق "البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي"(National Structural Reform Program) خلال الفترة من 2021-2024؛ وذلك بغية تنفيذ الموجة الثانية من الإصلاحات الهيكلية  للاقتصاد التي بدأتها الدولة منذ سنوات، ويهدف البرنامج إلى التركيز على تحسين مستوى المعيشة، وتقديم الخدمات الجيدة لجميع المصريين دون تمييز، كما يسعى إلى تنفيذ مجموعة من السياسات الهيكلية لمعالجة الاختلالات القائمة في الاقتصاد، لتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي وتحسين عمليات الاستهداف المرتبطة بها، وتطوير رأس المال البشري.


توقعات بتزايد السلوك الاستهلاكي في مصر خلال عام 2022

 



 

من المرجح أن يزداد نمو قطاع مبيعات التجزئة في مصر خلال عام 2022، ويتماشى ذلك مع توقعات باستمرار نمو الإنفاق الاستهلاكي الحقيقي خلال العام نفسه، مع توقعات بنمو الاقتصاد المحلي بمعدل حقيقي يبلغ 5%، وهو أعلى من النمو البالغ 3.3% خلال عام 2021.


جدير بالذكر، أن إنفاق الأسر المصرية خلال عام 2022 ستدعمه التدفقات القوية لتحويلات المصريين من الخارج، وانتعاش النشاط السياحي، هذا، وقد بلغت التحويلات الخارجية 33.3 مليار دولار أمريكي خلال السنة المالية 2021/2020، وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق، وسوف تستمر في الارتفاع خلال عام 2022، مدفوعة بالنمو الاقتصادي في الأسواق الجاذبة للعمالة المصرية، ولا سيما في دول مجلس التعاون الخليجي.


بالإضافة إلى ذلك، سيؤدي انتعاش النشاط السياحي إلى تحسين ديناميكيات العمل، وخلق حافز لقطاع الاستهلاك في البلاد؛ حيث ستؤدي إزالة قيود السفر، فضلًا عن ارتفاع معدلات التطعيم للعاملين في الأماكن السياحية الشعبية، واستئناف الرحلات الجوية من روسيا، إلى انتعاش قوي لقطاع السياحة، ونتيجة لذلك، من المتوقع أن تتحسن سوق العمل في البلاد، مع توقعات بأن يبلغ معدل البطالة 7% خلال عام 2022، انخفاضًا من 7.5% في عام 2021.


تعزيز طرق النقل البرية على رأس أولويات الدولة المصرية

 




تعمل الحكومة المصرية باستمرار على تعزيز طرق النقل البرية؛ حيث تم توقيع عقد بقيمة 4.5 مليارات دولار أمريكي في سبتمبر 2021، بين "الهيئة القومية للأنفاق" وكونسورتيوم يضم شركة "سيمنز موبيليتي" (Siemens Mobility)، و"أوراسكوم للإنشاءات"(Orascom Construction)، و"المقاولون العرب" (The Arab Contractors)، وذلك لإنشاء مشروع السكك الحديدية عالية السرعة في العين السخنة.


وفي هذا الصدد، يتكون المشروع من إنشاء خط رئيس بطول 660 كم، وخط سكة حديد للشحن يربط بين العين السخنة على البحر الأحمر، ومدينتي الإسكندرية ومرسى مطروح على البحر المتوسط ​​عبر القاهرة، وسيتم تنفيذ المشروع بموجب عقد الهندسة والمشتريات والبناء والتمويل، مع تكليف الكونسورتيوم بتصميم الخط وتركيبه وتشغيله وصيانته لمدة 15 عامًا، فضلًا عن الترتيبات الهيكلية والمالية للمشروع.


هذا، وسيحصل المشروع على دعم سياسي من جانب الحكومة المصرية، لا سيما وأن خط السكك الحديدية سيوفر بشكل فعال بديلًا للتدفقات التجارية التي تخدمها قناة السويس حاليًا، مما يخفف من الازدحام على القناة، وكذلك على شبكة النقل البري في البلاد، والتي تهيمن عليها الطرق في المقام الأول باعتبارها الوسيلة الرئيسة لنقل البضائع الداخلية.


افتتاح المتحف المصري الكبير: حدث ضخم ينتظره العالم خلال عام 2022

 



 

من المتوقع افتتاح المتحف المصري الكبير في الجيزة خلال شهر نوفمبر  2022، والذي سيضم 100 ألف قطعة أثرية مصرية قديمة على مساحة تبلغ نحو 500 ألف متر مربع، وقد بدأ تنفيذ المشروع قبل 20 عامًا بواسطة الرئيس الأسبق "حسني مبارك"، وواجه العديد من التأخيرات، لعدة أسباب منها تفشي جائحة "كوفيد -19".


هذا، وقد تم تصميم المتحف بواسطة شركة الإنشاءات المعمارية "هينيجان بينج" (Heneghan Peng)، والتي يقع مقرها في مدينة دبلن -أيرلندا، بتكلفة بلغت مليار دولار أمريكي، وبتمويل من الحكومة اليابانية.


وتجدر الإشارة، إلى أنه من بين القطع الأثرية التي سيتم عرضها في المتحف المصري الكبير "مركب الشمس" للملك "خوفو"، وهو عبارة عن وعاء طقوسي كان ينظر إليه عند الفراعنة على أنه ينقل الحاكم إلى الحياة الأخرى بعد الموت، وقد تم نقل المركب الذي يبلغ ارتفاعه 45 مترًا، وهو واحد من أقدم القطع الأثرية المكتشفة في مصر والعالم، إلى المتحف في أغسطس 2021.


بالإضافة إلى ذلك، تشمل المعالم الأخرى البارزة في المتحف مجموعة مكونة من 5000 قطعة أثرية من قبر الملك "توت عنخ آمون"، بالإضافة إلى مجموعة ضخمة من الجرانيت الأحمر للملك "رمسيس الثاني"، والتي سيتم عرضها في ردهة المبنى.


مصر تسعى لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2036

 




صرح وزير الشباب والرياضة "أشرف صبحي" أن الدولة المصرية تعتزم تقديم طلب رسمي إلى "اللجنة الأولمبية الدولية" (International Olympic Committee)، لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2036، وأوضح أن الوزارة والجهات المعنية الأخرى تدرس حاليًّا الجوانب الفنية واللوجستية والمالية اللازمة لاستضافة ذلك الحدث الضخم.


ومن جانبه أشار رئيس اللجنة الأولمبية الدولية "توماس باخ" (Thomas Bach) في نوفمبر 2021 أنه يتمنى أن تستضيف إفريقيا الألعاب الأولمبية خلال فترة رئاسته التي تنتهي في عام 2025، وعلى الرغم من أن ذلك لن يكون ممكنًا، فإنه يأمل أن تسعى دولة إفريقية لتنظيم دورة الألعاب بحلول عام 2036 أو 2040.


هذا، وتعمل الدولة على إنشاء "مدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية" بالعاصمة الإدارية الجديدة على بُعد 45 كيلومترًا شرق القاهرة، وسيشمل المشروع الحكومي ملعبًا يتسع لـ 90 ألف مقعد، وقاعتين داخليتين بسعة إجمالية تبلغ 23 ألف متفرج، بالإضافة إلى مرافق لاستضافة بطولات السباحة والفروسية والتنس والاسكواش.


جدير بالذكر، أن الألعاب الأولمبية الصيفية، التي تقام كل أربع سنوات، سيتم تنظيمها خلال عام 2024 في باريس، وخلال عام 2028 في لوس أنجلوس، وفي عام 2032 ستتم استضافتها بمدينة "بريسبان" الأسترالية.




القسم الثاني

في مطلع 2022: ماذا تخبئ لنا الأحداث حول العالم؟

 




يُنذر المقال في بداية العام الجديد باحتمالات اتساع بؤر التهديد الخطيرة في أماكن التوتر بين العديد من الدول؛ حيثُ يجد العديد من القوى الكبرى في العالم أنفسهم متورطين في صراعات قد تؤدي إلى حد الحروب العسكرية في عام 2022 في مناطق متفرقة من العالم، كتصاعد احتمالات غزو الصين لتايوان.


في سياقٍ متصل، تُشير التوقعات إلى استمرارية التشرذم والتناحر السياسي المتواتر في كثير من أنحاء العالم الديمقراطي، الأمر الذي يثبته الموقف الضعيف للأحزاب السياسية المهيمنة تقليديًّا على السلطة في كثير من دول العالم الديمقراطي، كما سيستمر هذا الاتجاه في عام 2022.


هناك توقع آخر مرتبط بالعلاقات الأمريكية-الصينية، والتي من المرجح لها أن تزداد سوءًا؛ حيثُ سيستمر الانقسام بين القوتين العظميين في العالم في الاتساع؛ فقد تشكّل قضايا مثل: "تايوان"، والحشد البحري الصيني تحديًا كبيرًا للولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه من الناحية الاقتصادية، سيصبح العزوف الاقتصادي الأمريكي عن الاقتصاد الصيني من أكبر الإشكالات التي يمكن أن يواجهها الاقتصاد العالمي خلال 2022.


من تفشي "جائحة كوفيد-19" إلى الاتفاق النووي الإيراني... ما الذي يخبئه لنا عام 2022؟

 



 

هناك مجموعة من الأحداث التي قد يحملها العام الجديد، يأتي أبرزها في استمرار تعنت الدول الغنية بشأن سياسات توزيع اللقاحات بشكل عادل؛ ممّا يعطل الجهود العالمية الرامية إلى السيطرة على الانتشار السريع للجائحة.


يتوقع أيضًا ضعف الديمقراطيين الأمريكيين، وفقدانهم السيطرة على الكونجرس الأمريكي نوفمبر 2022، الأمر الذي حدث بالفعل سابقًا بالتزامن مع دخول الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" البيت الأبيض عام 2018؛ حيثُ يصبح من الصعب جدًا على الحزب الحاكم الاحتفاظ بالسيطرة على الكونجرس خاصة حال تعثر مؤسسة الرئاسة.


بالإضافة إلى ذلك، ثمة توقعات متصاعدة تنذر بحتمية انهيار مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني إلى الأبد؛ مستندة إلى أن سياسة المفاوضات القائمة على التشجيع الأمريكي للجانب الإيراني برفع العقوبات الاقتصادية حال الالتزام بالاتفاق النووي لم تحدث أي جدوى.


ختامًا، من المتوقع ألا تغزو جمهورية الصين الشعبية تايوان، لكنها قد تستمر في إثارة الاضطراب والتجسس بقوة على الأخيرة إلى حد لا يتسع إلى  التدمير الذاتي، والمواجهة العلنية الشاملة كالغزو.


توقعات العام 2022: مآلات التطور التكنولوجي والتغيرات المناخية وسط جائحة "كوفيد-19"

 



 

بالتزامن مع بداية عام آخر متأثر بانتشار جائحة "كوفيد-19"، ينظر سكان العالم إلى ما سيحدث في عام 2022 بنظرة أكثر تفاؤلًا، ووفقًا لمسح جديد أجرته شركة (Ipsos Global Advisor) في نحو 33 دولة، فقد أظهرت نتائج الاستطلاع نظرة أكثر تفاؤلًا لعام 2022، من بينها أن هناك احتمالا بأن يحصل 80% من سكان العالم على جرعة واحدة على الأقل من اللقاح المضاد للجائحة خلال عام 2022.


وبشأن البيئة، تعتقد غالبية سكان العالم أنه خلال عام 2022 سيشهد الكوكب مزيدًا من تبعات وعواقب التغيُّرات المناخية، فبحسب الاستطلاع الذي أجرته الشركة، فإن 60% من السكان حول العالم يعتقدون أن يكون هناك المزيد من الأحداث المناخية المتطرفة في بلادهم خلال عام 2022 أكثر مما كانت عليه في عام 2021.


وفيما يتعلق بالتطور التكنولوجي الذي شهده العالم خلال العقود القليلة الماضية، فقد أظهر الاستطلاع أن أكثر من نصف سكان مجتمع البحث – جاءوا بنسبة 57%- يعتقدون أنه من المحتمل أن يعيش المزيد من الأفراد حياتهم في العالم الافتراضي بمعزل عن الواقع، وبحسب البيانات، قد ترتفع تلك الأرقام في تركيا لتصبح نسبة المستخدمين للتكنولوجيا والعالم الافتراضي 77%.


تغيرات مناخية وتحركات عالمية مغايرة في انتظار عام 2022

 



 

تفيد التوقعات أن خطط المناخ الوطنية للحد من الانبعاثات الكربونية لن تصبح كافية للحد من الاحترار العالمي، والوصول إلى هدف 1.5 درجة مئوية، كما لا يمكن للتعهدات المناخية الجديدة التي تم التعهد بها في "قمة جلاسكو للمناخ" (COP26) أن تتحقق خلال العام 2022، ووفقًا للمحللين، فإن العالم سيظل دافئًا بما لا يقل عن 1.8 درجة مئوية.


على الجانب الآخر، تنفي كل الاحتمالات المتعلقة بغزو الصين لتايوان، كما تنفي التوقعات احتمالات الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا، والذي من شأنه أن يُخاطر بسقوط ضحايا روسيين بشكل فادح؛ مما قد يتعارض مع تفضيل الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" للخداع والإنكار.


ختامًا، هناك تكهنات بخسارة الحزب الديمقراطي الأمريكي السيطرة في الكونجرس الأمريكي، ومجلس الشيوخ وسط اكتساح جمهوري، وقد تشهد الانتخابات البرلمانية انتكاسة للحزب الذي يسيطر على البيت الأبيض، هذا، إلى جانب تحذيرات  من احتمالات انخفاض نسبة تأييد الداخل الأمريكي للرئيس الأمريكي "جو بايدن".


قد تتعرض الصين لاختلال ديموغرافي أسرع من المتوقع

 



 

تواجه الصين في القرن الحادي والعشرين مأزقًا ديموغرافيًا هائلًا، نظرًا لأن استمرار الاتجاهات الحالية من انخفاض معدلات الخصوبة، وسرعة شيخوخة السكان، من شأنه وضع المشرعين الصينيين أمام مجموعة من التحديات الجديدة؛ مثل تقلص القوى العاملة وتزايد عدد السكان المُعالين، وستتوقف مدى حدة تلك التحديات على معدل الخصوبة الإجمالي في الصين على المدى الطويل.


يفترض نموذج الأمم المتحدة للخصوبة في الصين خلال الفترة المتبقية من القرن، أن يكون معدلًا مماثلًا لمعدل الخصوبة في السويد بنحو 1.7 (عدد الولادات لكل امرأة). ولكن إذا انتهى الأمر بمعدل الخصوبة الإجمالي طويل الأجل للصين أقرب إلى مثيله في شرق آسيا -مثل اليابان (TFR 1.36)، وكوريا الجنوبية (TFR 0.92)، وتايوان (TFR 1.17). فقد يكون لدى الصين إجمالي معدل خصوبة أقل من المنخفض؛ مما يجبرها على مواجهة المشكلات الناجمة عن الاختلالات الديموغرافية في وقت أبكر بكثير مما كان متوقعًا.


أدت المخاوف إلى سلسلة من الإعلانات السياسية الرئيسة من قبل السلطات الوطنية والبلدية التي تسعى إلى رفع معدلات المواليد، بما يشمل رفع الحد الأقصى لعدد الأطفال الذين يمكن أن ينجبهم الأزواج من اثنين إلى ثلاثة، وتقديم إعانات مالية لتشجيع العائلات على إنجاب أطفال إضافيين، وتعزيز قيم الزواج والأسرة بقوة.


الهجمات الإلكترونية المتزايدة تدفع إلى رفع مستوى الأمن السيبراني

 



 

أدت الهجمات الإلكترونية الخطيرة في العام الماضي إلى رفع مستوى الأمن السيبراني باعتباره إدارة مخاطر أساسية لمعظم المديرين التنفيذيين ومجالس الإدارة عبر الحكومات والصناعات المختلفة.


في هذا السياق، أدت التهديدات المتزايدة أثناء جائحة "كوفيد-19" إلى زيادة مخاطر الأعمال على الشركات المصنعة في مرمى الفدية؛ حيث أبلغت معظم الشركات المصنعة في الولايات المتحدة الأمريكية عن حوادث أمنية للتصيد الاحتيالي أو برامج الفدية خلال الاثني عشر شهرًا الماضية.


تأسيسًا على ذلك، أفاد 82% من المديرين التنفيذيين الذين شملهم استطلاع الرأي الذي أجرته شركة "ديلوت" (Deloitte) العالمية، أنهم سيستثمرون أكثر في الأمن السيبراني خلال عام 2022، مع ما يقرب من ربع الميزانية، بما لا يقل عن 10% أكثر مما كانت عليه في عام 2021.


ختامًا، مع تزايد التهديدات الإلكترونية، أصبح الأمن السيبراني داخل المؤسسات وخارجها أمرًا حيويًّا بشكل متزايد، فضلًا عن كونه مسؤولية عامة، تتطلب اليقظة، وتدريب الموظفين.


توقعات عالمية في سياق عام 2022





 

عادة ما يحمل العام الجديد مجموعة من الأحداث والتحركات المغايرة، وفي هذا السياق هناك مجموعة من البيانات لبعض أشهر شركات المضاربة العالمية مثل: شركة  (Betfair) ، وشركة (Metaculus)، و التي تُعدُّ بمثابة دليل نظري أفضل للمستقبل.


جدير بالذكر أن مثل تلك التوقعات تحاول الإجابة على مجموعة من التساؤلات بشأن مدى استمرارية جائحة "كوفيد-19"، ومآلات التوتر الروسي-الأوكراني، بالإضافة إلى احتمالات ارتفاع التضخم الأمريكي من عدمه.



القسم الثالث

استطلاع للرأي يكشف أن عام 2022 سيكون أكثر تفاؤلًا

 




كشف استطلاع للرأي شمل أكثر من 22 ألف شخص في 33 دولة حول العالم، أن الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والمناخية ستكون أفضل خلال عام 2022؛ حيث يتوقع 77% من المستجيبين أن يصبح العام الحالي أفضل من عام 2021، وهو ما أكده 54% من اليابانيين، و94% من الصينيين.


كيف ستستجيب شركات الأدوية لتفشي متحور "أوميكرون" خلال 2022؟

 



 

كان ظهور متحور "أوميكرون" بمثابة دعوة للانتباه بأن فيروس "كوفيد-19" سيظل يمثل تهديدًا رئيسًا لفترة زمنية طويلة، وقد أجبر المتحور الجديد المحللين في شركة الخدمات المالية الأمريكية "كانتور فيتزجيرالد" (Cantor Fitzgerald) على زيادة توقعاتهم لمبيعات 2027 للقاح "فايزر" من 10 مليارات دولار أمريكي إلى 25 مليار دولار أمريكي.


الأزمة الأوكرانية تتسبب في تصاعد التوترات بين "موسكو" و"واشنطن"

 



 

بلغت التوترات بين أوكرانيا وروسيا أعلى مستوياتها منذ سنوات؛ حيث أثار حشد القوات الروسية بالقرب من حدود البلدين مؤخرًا مخاوف من أن "موسكو" قد تشن غزوًا على "كييف" خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة.


الثورة الصناعية الرابعة ستكشف المزيد من التقنيات المتقدمة مستقبلًا

 



 

من المتوقع أن تقدم الثورة الصناعية الرابعة عددًا من التقنيات اللامحدودة، بدءًا من السيارات بدون سائق، إلى الروبوتات المتصلة بالخدمات السحابية، وصولًا إلى الطباعة ثلاثية الأبعاد والملابس الصديقة للبيئة.


الميتافيرس تعزز التواصل عبر الواقع الافتراضي

 




على الرغم من الشعبية المتزايدة لتقنية "الميتافيرس" (Metaverse)، فإن المفهوم لا يزال يكتنفه الغموض بالنسبة للكثيرين؛ حيث يعرّفه البعض باعتباره بيئة للتفاعلات عبر الواقع الافتراضي، بينما يصفه البعض الآخر بأنه يشبه ألعاب الفيديو.


دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في "بكين" تجذب الكثير من الاهتمام

 



 

من المقرر أن تشمل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 في بكين عددًا قياسيًّا من الأحداث والفعاليات يبلغ 109 أحداث في رياضات؛ البياثلون، والتزلج، والكرلنج، وهوكي الجليد، والتزحلق على الجليد.




القسم الرابع

2022: ماذا عن التغيرات المناخية؟

 



 

تشير التوقعات الحالية إلى أن ثمة تغييرات عدة في المناخ سيشهدها عام 2022 وما بعده، ومن بينها التالي:

الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة: حتى وقت قريب، كان الوقود الأحفوري أرخص كثيرًا من الطاقة المتجددة، ولكن مع توسع الطاقة المتجددة في دول مثل، الولايات المتحدة الأمريكية، والصين، تنخفض التكاليف تدريجيًّا، ما سيؤدي إلى تسريع عملية تبني الطاقة النظيفة والمتجددة.

 

تطبيقات جديدة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح: يدرس الكونجرس الأمريكي تقديم إعفاءات ضريبية جديدة للطاقة الشمسية، والتي ستزيد اعتمادها بشكل كبير.

 

نقص المياه: تقدر ناشيونال جيوغرافيك أنه بحلول عام 2025، سيعيش 1.8 مليار شخص في مناطق تعاني ندرة شديدة في المياه. وبحلول هذا الوقت، ستتطلب الزراعة العالمية تريليون متر مكعب إضافي من الماء سنويًّا. كما تشير دراسات الأمم المتحدة إلى أن 30 دولة ستعاني ندرة المياه في عام 2025، ارتفاعًا من 20 دولة في عام 1990.


توقعات باستمرار ارتفاع درجة الحرارة العالمية عام 2022

 



 

توقعت وكالة الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة أن يكون متوسط درجة الحرارة العالمية بين 0.97 درجة مئوية، و1.21 درجة مئوية؛ أي أعلى من متوسط عصر ما قبل الصناعة (1850-1900)، مع تقدير مركزي يبلغ 1.09 درجة مئوية.


في ظل تلك الأوضاع، ستكون هذه هي السنة الثامنة على التوالي التي يتجاوز فيها متوسط درجة الحرارة العالمية 1 درجة مئوية.


كما تُشير التوقعات إلى أن ارتفاع الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ستؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بمعدل يجعل سنوات "النينيو" -ظاهرة مناخية عالمية؛ حيث يؤثر تغير الحرارة في أحد المحيطات على الجو بمنطقة أخرى بعيدة- في نهاية التسعينيات أكثر برودة من سنوات "لا نينا" - تغير دوري غير منتظم في الرياح ودرجات الحرارة في المحيط الهادئ الاستوائي الشرقي، مؤثرًا على المناخ في الكثير من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية- بعد عقدين من الزمن.


تجدر الإشارة هنا إلى أن مرحلة "لا نينا" هي مرحلة التبريد لظاهرة "النينيو" للتذبذب الجنوبي ولها تأثير تبريد على درجات الحرارة العالمية. وكان هذا هو السبب في أن تنبؤات ارتفاع درجة الحرارة كانت أقل في كل من 2021 و2022؛ مقارنة ببعض السنوات السابقة خاصة عام 2020.


الاستدامة: 12 اتجاهًا غذائيًّا خلال 2022

 



 

نالت الأنظمة الغذائية خلال العقود القليلة الماضية زخمًا عالميًّا، الأمر الذي ظهر واضحًا خلال العام المنصرم 2021 تحديدًا، في أكثر من موضع، جاء أبرزها في: "مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021" (COP26)، ومؤتمر "قمة الأمم المتحدة بشأن النظم الغذائية" (United Nations Food Systems Summit 2021).


وانطلاقًا من كل تلك المعطيات والتحركات العالمية، فقد أصبح الوضع الراهن في مختلف أنحاء العالم يفرض بدوره حتمية تغيير الأنظمة الغذائية العالمية، وذلك في إطار مواجهة التحديات التي تواجه صحة الإنسان والكوكب على حدٍ سواء في القرن الحادي والعشرين.


ومع مطلع عام 2022، هناك نحو اثنا عشر اتجاهًا غذائيًّا مستندة جميعها إلى مجموعة واسعة من الأبحاث والمناقشات العلمية المحكمة، التي تعمل على أجندة الغذاء المستدام، ومنها:

تدابير مرونة سلامة الغذاء القائمة على التنوع المحلي: دأبت العديد من شركات الأغذية خلال الآونة الأخيرة على استكشاف مجموعة من الحبوب المُهمشة، والبقوليات، والبذور، والفواكه والخضراوات؛ نتيجة مرونتها، وقدرتها على المساهمة  في تحقيق الأمن الغذائي.

 

إعادة تدوير الأطعمة المُهدرة: ظهر المفهوم بقوة خلال الآونة الأخيرة؛ نظرًا لأن 30% من جميع المواد الغذائية المزروعة على مستوى العالم يتم إهدارها بشكل مستمر؛ مما يُسهم بحوالي 8% من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم.

 

اعتماد نظم الزراعة الإيكولوجية والمتجددة: حيثُ تعتمد النظم الأيكولوجية الزراعية على التكيُّف مع الظروف البيئية والمناخية، وفق مفهوم زراعي يخلق دورة ممارسة زراعية إيجابية.

 

اتباع الأنظمة الغذائية الصحية الغنية بالنباتات: تشير التوقعات بدخول المزيد من الشركات سوق الاستثمار في منتجات غذائية صحية جديدة، كما تشير أيضًا إلى احتمال استثمار نحو 56% من أصحاب العلامات التجارية قدراتهم في تطوير منتجات نباتية جديدة في عام 2022.

 

إنتاج سلع غذائية صحية ووقف إزالة الغابات: التزمت كبرى شركات الأغذية والزراعة العالمية خلال "قمة المناخ" (COP26) في "جلاسكو" بوقف إزالة الغابات بحلول عام 2030.

 

تقليل استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان دون الاستغناء عنها تمامًا: الاتجاه نحو أنظمة غذائية أكثر مرونة، وتقليل استهلاك اللحوم بشكل عام لتجنُّب المخاوف بشأن التداعيات المناخية المترتبة عليه، والتأثيرات الصحية لمثل تلك الأنظمة.

 

التوزيع العادل للموارد الغذائية: يسعى الانتقال العادل للموارد الغذائية بين البشر إلى ضمان تقاسم الفوائد الكبيرة للانتقال إلى الاقتصاد الأخضر  بما في ذلك تحول النظم الغذائية  على نطاق واسع.

 

تدابير مكافحة مضادات الميكروبات: تبرز مضادات الميكروبات كتهديد رئيس للصحة والتنمية على مستوى العالم.

 

مضاعفة إنتاج الأطعمة المعززة للصحة والمناعة: تشير الأدلة إلى أن التركيز على النظام الغذائي المتوازن يعزز نظام المناعة، ويساعد في مقاومة الأوبئة؛ مثل جائحة "كوفيد-19".

 

اتباع وسائل الشفافية بشأن إنتاج الغذاء: وفقًا لأحدث الأبحاث، فإن 81% من المتسوّقين يؤكدون أن الشفافية مهمة للغاية بالنسبة لهم سواء عبر الإنترنت أو في المتاجر.

 

وضع المعلومات الغذائية والبيئية للأطعمة: تشير التوقعات إلى احتمالات رؤية المزيد من المنتجات التي تضع درجات الحياد الكربوني على منتجاتها، والملصقات البيئية، التي تجمع بين تصنيف الكربون ومجموعة من درجات التصنيف البيئي الأخرى.

 

ابتكار مواد تغليف أكثر استدامة: يتساءل عدد أكبر من العلامات التجارية للأغذية أكثر من أي وقت مضى عن مصادر مواد التعبئة والتغليف الخاصة بهم، الأمر الذي سيفرض ضغوطًا مستمرة للبحث عن وسائل أكثر استدامة للنفايات البلاستيكية.


الاستدامة والشفافية من الأولويات الملحة في عام 2022




 

أدت جائحة "كوفيد-19" وما تبعها من أحداث صادمة خلال العامين الماضيين إلى دفع المستهلكين لإعادة التفكير في أولوياتهم وتحديد مسؤوليتهم فيما يتعلق بالاستدامة على وجه التحديد؛ حيث أثرت الجائحة في 93% من آراء المستهلكين حول العالم.


وعلى الرغم من أن الاستدامة كانت بمثابة سلعة فاخرة تاريخيًّا، فإن نحو نصف المستطلعين أكدوا أنهم على استعداد لدفع أسعار أعلى بنحو 54%، أو حتى خفض أجورهم بنحو 48% من أجل مستقبل مستدام، وأعرب 7 من كل 10 تقريبًا عن عزمهم للتقدم إلى الوظائف في المنظمات التي يعتبرونها مستدامة بيئيًّا ومسؤولة اجتماعيًّا، ومع ذلك، يُنظر إلى ما يدعي المستهلكون أنهم على استعداد للقيام به على أنه هو طموح إلى حد كبير.


هناك فجوة كبيرة بين ما يشير المستهلكون إلى أنهم على استعداد للقيام به وطريقة إنفاق أموالهم بالفعل. وفي إشارة إلى أن أقل من 1 من كل 3 مستهلكين (31%) أفادوا بأن المنتجات المستدامة أو المسؤولة بيئيًّا شكلت معظم مشترياتهم الأخيرة أو كلها، فإن ذلك يعني أن الشركات لديها فرصة ثمينة للاستفادة من هذا الطلب الذي لم تتم تلبيته.


ستحتاج الشركات إلى توفير المعلومات حول مبادراتها وتعزيز مصداقيتها؛ حيث أعرب نحو نصف المستهلكين أنهم لا يثقون في تصريحات الشركات حول الاستدامة البيئية، ويقوم أكثر من ثلاثة أرباع تلك المجموعة بإجراء أبحاثهم الخاصة قبل اتخاذ قرار الشراء.


هل سيتمكن مجلس الأمن من حل مشكلة التغير المناخي؟

 



 

في 13 ديسمبر 2021، فشل مجلس الأمن في اعتماد قرار بشأن التغير المناخي الناجم عن المخاطر الأمنية التي تؤدي إلى تفاقم الصراع عبر خطوط الصدع الجيوسياسي؛ حيث صوتت الهند، بصفتها العضو الوحيد غير الدائم، ضد مشروع القرار، واستخدمت روسيا العضو الدائم حق النقض ضده فيما امتنعت الصين عن التصويت.


أوصى مشروع القرار بتبني المخاطر الأمنية المتعلقة بالمناخ كعنصر مركزي في استراتيجيات منع الصراع الشاملة لمجلس الأمن الدولي، وجادل بأن الآثار الضارة للتغير المناخي يمكن أن تؤدي إلى التوترات الاجتماعية؛ مما يؤدي إلى تفاقم مخاطر النزاعات، وعدم الاستقرار في المستقبل.


صوتت الهند ضد القرار لأنها جادلت بأن مجلس الأمن الدولي ليس المكان المناسب لمناقشة أي من مسألتي التغير المناخي والعدالة المناخية. ورغم  تلك المعارضة الشديدة، فإن إضفاء الطابع الأمني على التغير المناخي أمر لا مفر منه ولا غنى عنه؛ حيث تُعدُّ حماية البيئة والموارد الطبيعية للأجيال القادمة جزءًا من حماية الأمن القومي.


هذا، فضلًا عن أنه منذ أن تمت مناقشة التغير المناخي في مجلس الأمن، انتشر تصنيف القضية على أنها تهديد أمني أو تهديد أمني غير تقليدي في الأوساط الأكاديمية، وكذلك في دوائر الفكر والسياسة.




القسم الخامس

عشرة اتجاهات اقتصادية يمكن أن تحدد ملامح العام الجديد

 



 

على الرغم من الانتشار السريع لجائحة "كوفيد-19" وتأثيراتها خلال العام الماضي 2021، والتوقعات بالانتشار مجددًا خلال عام 2022، فإن أنماط الحياة اليومية عادت إلى طبيعتها إلى حد ما، لكنها بصورة أبطأ مما كانت عليه قبل الجائحة، مصحوبة ببعض التغييرات الهائلة التي لا يمكن تجاوزها خلال الوقت الحالي، أبرزها تلك التي طرأت على التجارة الإلكترونية، والتغيُّر في سلوك المستهلك، وعادات الشراء، وغيرها.


ويمكن الاطلاع على مجموعة من التغييرات التي طرأت خلال العامين الماضيين على سلوك المستهلك، وهي:

انخفاض معدلات النمو الاقتصادي العالمي نتيجة انخفاض معدلات المواليد: حيثُ أدى انخفاض معدلات المواليد إلى انخفاض معدل النمو الاقتصادي العالمي وتراجعه خلال فترة تفشي الجائحة، بما في ذلك الانخفاض الحاد في معدلات النمو الاقتصاي في جمهورية الصين.

 

ارتفاع الدّين العام وزيادة التدخل الحكومي بالصين: شهدت الصين نموًّا اقتصاديًّا نتيجة الكساد الصغير الذي شهده الاقتصاد الصيني وتباطؤ معدلات النمو خلال الربع الأخير من عام 2021.

 

تصاعد حجم الدّين العام العالمي: شهد الاقتصاد العالمي تصاعدًا حادًّا للدّين العالمي على مدى أربعة عقود ماضية، إلا أن معدلات نمو تلك الديون خلال تفشي الجائحة  كانت بشكل أسرع، مدفوعًا بالاقتراض الحكومي.

 

ارتفاع معدلات التضخم: أدت مستويات خفض العمالة، وزيادة معدلات الإنفاق الحكومي إلى ارتفاع معدلات التضخم مصحوبة بتوقعات تراجع الإنفاق الحكومي خلال عام 2022، واستمرار التغييرات التكنولوجية في كبح الأسعار.

 

زيادة معدلات التضخم الأخضر: حيثُ إن مكافحة الاحتباس الحراري تؤدي إلى زيادة الطلب على المعادن الخضراء مثل: النحاس والألومنيوم؛ إلا أن انخفاض الاستثمار في المناجم وحقول النفط بشكل حاد خلال السنوات الخمس الماضية أدى إلى التضخم الأخضر في أسعار السلع الأساسية، والتي شهدت خلال الآونة القليلة الماضية أكبر زيادة سنوية لها مُنذ عام 1973.

 

التحول الرقمي المتسارع: أشارت الأدلة حتى الآن إلى أن أنماط العمل عن بُعد خلال فترة تفشي الجائحة كانت مصحوبة بمعدلات إنتاج أقل؛ الأمر الذي يُظهر التناقض المتمثل في ضعف الإنتاجية على الرغم من التغير التكنولوجي المتسارع الذي لا يزال قائمًا.

 

توطين البيانات: على الرغم من التداعيات السلبية للجائحة على مختلف الأنشطة الاقتصادية كالتجارة، ورأس المال؛ فإن حركة البيانات من المتوقع لها أن تتجاوز الحدود خلال عام 2022، كما ستتطور حركة البيانات عبر الإنترنت خارج سيطرة الحكومات الوطنية للدول.

 

انكماش فقاعات السوق: تظهر تلك الفقاعات جليّة في تضاعف الأسعار خلال فترة تداول تصل إلى 12 شهرًا بالعملات المشفرة، والطاقة النظيفة، وشركات التكنولوجيا.


اقتصاد وعمل وسفر: اتجاهات الأحداث في 2022

 



 

ثمة مجالات أساسية ستشهد العديد من التغيرات في عام 2022، ويبدو أن العمل والاقتصاد والسفر إلى الفضاء، هي أكثر المجالات تأثرًا بالتغير، ما يمكن إيجازه كالتالي:

مزيد من القوة للعملات المشفرة: حققت العملات المشفرة ارتفاعات كبيرة عام 2021 وجذبت المزيد من الاهتمام، ومع مطلع 2022 يبدو أن العملة المشفرة الأكثر شهرة "البيتكوين" (Bitcoin)، ستكون وسيلة تحوّط ضد التضخم الذي عانى منه العالم عام 2021. وهو ما بدأت تجلياته في الظهور؛ حيث بدأ السياسيون والرياضيون في أخذ رواتبهم بـ "البيتكوين".

 

العمل الهجين و"الاستقالة الكبرى": أدت جائحة "كوفيد-19" والتحول إلى العمل الهجين إلى اتجاه العديد من الموظفين لتحقيق التوازن بين العمل والحياة من خلال العمل عن بُعد، وهو الاتجاه الذي قد يكتسب مزيدًا من الزخم خلال 2022؛ حيث يتجه الأفراد لترك وظائفهم ويعيدون ترتيب أولويات حياتهم أكثر من أي وقت مضى.

 

الفضاء والسفر: يُعد سباق الفضاء الجديد أحد أكثر التطورات دراماتيكية في عام 2022؛ حيث تتعاون الصين وروسيا في إنشاء قاعدة قمرية مستقبلية (في عام 2030)، بالإضافة إلى هبوط روبوت على كويكب (في عام 2024).


اتجاهات الاستثمار العالمية عام 2022

 



 

شهد عام 2021، العديد من التغيرات الاقتصادية العالمية، ويبدو أن عام 2022 سيشهد تغيرات جمة، والتي يمكن استعراض أبرزها كالآتي:

حال الاقتصاد: في النصف الأول من عام 2021، شهد الاقتصاد الأمريكي 6% زيادات ربع سنوية في الناتج المحلي الإجمالي، لكن هذا أمر غير مستدام؛ حيث انخفض النمو في الربع الثالث إلى 2%. ويعد ذلك مؤشرًا على أنه حتى إذا استقر الاقتصاد عام 2022، فسيستقر عند مستويات منخفضة من نمو الناتج المحلي الإجمالي.

 

سوق العمل: كان التحسن الملحوظ في سوق العمل حدثًا مهمًا في عام 2021، وبحلول نوفمبر من العام ذاته، انخفضت البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى 4.2% ومع ذلك، فالأرقام تقدم صورة غير مكتملة لسوق العمل الحقيقي؛ حيث لم تستعد الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن 22 مليون وظيفة فقدتها خلال جائحة "كوفيد-19".

 

تأثير الرقائق الإلكترونية: سيستمر النقص المستمر في الرقائق الإلكترونية في التأثير على الأسهم، وليس فقط الأسهم التقنية؛ حيث تحتوي جميع السلع الاستهلاكية المُعمرة عمليًّا على شريحة كمبيوتر، لذا، فإن النقص يمثل مشكلة كبرى من أجهزة الكمبيوتر المحمولة. وتشير توقعات شركة "إنتل" إلى أن النقص في الرقائق سيستمر حتى عام 2023.


عواقب وخيمة وتفاوتات متزايدة: مستقبل الاستثمار الأجنبي في عام 2022

 



 

عانى العالم عام 2020 انخفاض تدفقات الاستثمار العالمي بنسبة بلغت نحو 35% نتيجة جائحة "كوفيد-19"، أي أنها تراجعت من 1.5 تريليون دولار أمريكي عام 2019 إلى 1 تريليون دولار أمريكي عام 2020، وفقًا لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد).


رغم الانتعاش الطفيف في النصف الأول من عام 2021، فإن هذا الانتعاش كان متفاوتًا بشكل كبير؛ حيث شهدت أفقر بلدان العالم أكبر انخفاض في الاستثمار الأجنبي المباشر الرئيس، وكذلك الاستثمار الأجنبي المباشر التأسيسي.


جاء ذلك نتيجة للتفاوت في معدلات التطعيم بلقاح "كوفيد-19"؛ حيث لا تزال بعض الدول النامية متخلفة عن الركب، ولم تحصل على اللقاحات الكافية، الأمر الذي يُعوق الاستثمار والانتعاش الاقتصادي بها.


في ظل تلك الأوضاع، يبدو أن هذا التفاوت المتزايد سيستمر في عام 2022، وسيزداد عدم المساواة في عالم الاستثمار الأجنبي. وبالنسبة للدول ذات الدخل المنخفض، فالعواقب ستكون وخيمة؛ نظرًا لأن الاستثمار الأجنبي المباشر عامل أساسي في تنميتها الاقتصادية، فهو يوفر معظم الوظائف والقيمة المضافة.


الاقتصاد العالمي وسط تفشي جائحة "كوفيد-19" مطلع عام 2022

 



 

في مستهل العام الجديد، يطرح "مايكل ويدوكال" (Michael Weidokal) -كرئيس لإحدى شركات الأبحاث الاقتصادية والجيوسياسية الرائدة في العالم- نحو عشرة اتجاهات وربما تنبؤات يعتقد أنها ستُشكل العالم خلال عام 2022.


تأتي على رأس تلك التوقعات "محاولة العالم التعايش مع جائحة كوفيد-19"، حيثُ إن الانتشار السريع والملحوظ لمتحورات الفيروس المصاحب للجائحة كمتحور "أوميكرون" (omicron) تثبت للعالم بين الحين والآخر أن جهود وقف انتشار الجائحة تكاد أن تكون مستحيلة؛ حتى وإن أضحت المتحوّرات الجديدة  أقل فتكًا.


وعليه، يصبح الاتجاه الثاني المتوقع أن يسود خلال عام 2022 هو "تباطؤ التعافي الاقتصادي العالمي"، وذلك على الرغم من موجة الانتعاش القوية التي شهدها كلٌ من الاقتصاد العالمي بشكل عام والاقتصاد الأمريكي على وجه التحديد خلال عام 2021، والتوقعات التي تنذر باستمرار هذا الانتعاش خلال عام 2022، فإن النمو الاقتصادي بشكل عام من المحتمل له أن يشهد حالة من التباطؤ في معظم أنحاء العالم.


توقعات الاستثمار العالمي لعام 2022

 



 

تُشير توقعات الاستثمار العالمي لعام 2022 إلى أن هناك مجالات ستشهد مزيدًا من النمو، فيما ستشهد مجالات أخرى مزيدًا من الانخفاض، ويمكن التطرق لذلك كالآتي:

مزيد من النمو في سوق الأسهم الأوروبية واليابانية: على عكس الأسهم الأمريكية، فإن أسواق الأسهم في أوروبا واليابان تتميز بأسعارها المناسبة والموجهة نحو النمو.  وفي هذا الصدد، فعمليات إعادة فتح الأعمال التجارية، والنفقات الرأسمالية العالمية القوية، تُشير إلى أن سوق الأسهم اليابانية قد ترتفع بنسبة 12% عام 2022.


في الوقت نفسه، تمتع مؤشر (MSCI Europe)  بأفضل فترة تفوق نسبيًّا في 20 عامًا مقارنة ببقية العالم، ومن المتوقع أن يستمر هذا النمط نتيجة زيادة عمليات الدمج والاستحواذ، ونشاط إعادة الشراء. هذا، وتشير افتراضات الأرباح والتقييم إلى أن الأسهم الأوروبية يمكن أن تحقق عائدًا بنسبة 8% من السعر.

 

اختيار المخزون: يعتقد المحللون الاستراتيجيون في بنك "مورجان ستانلي" أن شركات الرعاية الصحية والمالية والتكنولوجيا قد تشهد ارتفاعًا في عام 2022، فيما يمكن أن تتأخر السلع الاستهلاكية، ومخزونات التكنولوجيا الدورية مع استقرار ديناميكيات العرض والطلب في نمط أكثر طبيعية.

 

السندات الحكومية: استجابت البنوك المركزية في الأسواق المتقدمة لجائحة "كوفيد-19" بسياسات فائدة شبه موحدة وحالة كبيرة من السيولة. ومع ذلك، في عام 2022، ستحتاج أسواق السندات إلى فهم السياسات المتباينة؛ حيث ستهدف بعض السياسات، كما هو الحال في المملكة المتحدة وكندا، إلى تشديد الظروف المالية، بينما سيحاول البعض الآخر تخفيف الظروف المالية بشكل أكبر، وإن كان ذلك بوتيرة أبطأ، أو الحفاظ على الظروف المالية التيسيرية.


في هذا الصدد، يوصي الخبراء الاستراتيجيون في "مورجان ستانلي" بتقليل وزن سندات الخزانة الأمريكية - لا سيما تلك ذات آجال استحقاق متوسطة - توقعًا بأن تتجاوز سندات الخزانة لأجل 10 سنوات 2% بحلول نهاية عام 2022. كما يرون أن الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري للوكالة تتعرض لضغوط من التقييمات الغنية وتقلبات أعلى.


يرى الخبراء أيضًا أن ديون الأسواق الناشئة المحلية تبدو مثيرة للاهتمام، لكن ينبغي على المستثمرين التحلي بالصبر، وفي ظل التوقعات بارتفاع الدولار الأمريكي والعوائد الحقيقية مع بداية عام 2022، والتي على إثرها سيحصل المستثمرون على نقطة دخول أفضل في وقت لاحق من العام.

 

المعادن: تشير توقعات الخبراء إلى أن المعادن قد تفقد بريقها؛ حيث تؤثر العائدات الحقيقية المرتفعة على أسعار الذهب، بينما تنخفض أسعار النحاس والزنك مع تحسن العرض، فيما يظل الألمنيوم هو الاختيار الأفضل للاستراتيجيين.


اتجاهات رئيسة تؤثر على العرض العالمي

 



 

الاستجابة إلى متطلبات العمال: أدى نقص العمال إلى تعقيد التعافي من جائحة "كوفيد-19"، وتحتاج سلاسل التوريد وعمليات التصنيع إلى العمال ذوي المهارات التكنولوجية للحفاظ على النمو في الوقت الحاضر والمستقبل، ولذلك، سيتعين على المنظمات إعادة التفكير في نهجها لتوظيف وإشراك الجيل الجديد الذي يتمتع بتطلعات ودوافع جديدة.


مضاعفة الاستثمار التكنولوجي: من المتوقع رؤية توجه متسارع من الاستثمار؛ حيث تسعى الشركات إلى تعزيز قدرات تخطيط سلاسل التوريد المهمة من خلال اعتماد عناصر تمكين رقمية أكثر تقدمًا، مثل التخطيط المعرفي والتحليلات التنبؤية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تقنيات التتبع المتقدمة والبلوكشين.


تعطل الخدمات اللوجستية: استمر إغلاق المواني العالمية الرئيسة و المطارات خلال العطلات إلى حد كبير في الصين، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة الأمريكية، ومن المحتمل أن تستمر تلك الاضطرابات لعدة أشهر خلال عام 2022.


تسعير السلع: لا تزال شفافية الإنفاق ضعيفة، فعلى الرغم من أن سعر الفئة متاح، لم يحدد التقسيم التفصيلي للسعر من حيث المكون المادي، والنقل، والعمالة، والعلاوة المضافة، وهنا يتيح توحيد السعر تحسين قوة الشراء وتقليل التباين في الجودة والتسعير.


مستقبل الاقتصاد الأمريكي عام 2022

 



 

تناولت العديد من التقارير مستقبل الاقتصاد الأمريكي عام 2022، وفي هذا الصدد يمكن رصد أبرز تلك التوقعات، والمتمثلة في:

فاتورة البنية التحتية: في نوفمبر 2021 وقع الرئيس الأمريكي "جو بايدن" على مشروع قانون البنية التحتية البالغة قيمته تريليون دولار أمريكي ليصبح قانونًا، وخصص المليارات لحكومات الولايات والحكومات المحلية على مدى السنوات الخمس المقبلة. من المتوقع أن يُسهم مشروع القانون بحوالي ربع نقطة مئوية في الناتج المحلي الإجمالي خلال تلك الفترة.

 

التضخم: في حين أنه من المتوقع أن تستمر التكاليف المرتفعة خلال عام 2022، حيث تستعيد الأسواق توازنها، فإن التضخم المفرط على مدى فترة طويلة أمر غير مرجح، فقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلك (CPI) بنسبة 6.2% في أكتوبر  2021، مما يعكس تحفيزًا حكوميًّا كبيرًا، وسوق عمل أمريكي منتعشة.

 

سلاسل التوريد: تنفق الشركات الآن 15% أكثر لإدارة سلاسل التوريد الخاصة بها مما كانت عليه قبل جائحة "كوفيد-19". ويكتسب مقدمو الخدمات معالجة أفضل للأسباب الجذرية لارتفاع التكاليف والتأخيرات، وفي ظل هذه الأوضاع، فالنقص في سلسلة التوريد العالمية آخذ في الانحسار، لكن الأمر قد يستغرق عامًا أو أكثر حتى يعود تدفق المنتج إلى الداخل إلى طبيعته.




القسم السادس

كيف ستُشكل جائحة "كوفيد-19" عام 2022؟

 



 

أدت جائحة "كوفيد-19" على مدار عامي 2020 و2021 إلى إحداث تغيرات ثقافية وتكنولوجية عالمية، بيد أن الواقع ينم عن احتمالية وقوع تلك التغيرات قبل الجائحة، فقدومها لم يكن إلا سبب للإسراع بها.


واليوم، يبدو أن الجائحة ستشكل عام 2022 بنمط مختلف، فرغم ظهور متغير "دلتا"، ومتغير "أوميكرون" (Omicron)، فإن الدول لم تتجه للإغلاق كما حدث مع بداية الجائحة، الأمر الذي يشير إلى أنه لن يكون هناك إغلاق جديد.


من المتوقع في هذا الصدد أن تتم معاملة الفيروس كوباء مستوطن ينبغي التكيُّف معه، وأن يحذو العالم حذو آسيا؛ حيث يرتدي الأفراد الأقنعة في الأماكن العامة لسنوات إذا كانوا مرضى أو يعانون من نقص المناعة. أما الرعاية الصحية، فلن تكون كما كانت بعد الجائحة، فمن المتوقع أن تصبح الخدمات الصحية عن بُعد أكثر شيوعًا، وأن يتحول الكثير من الأشخاص لاستخدام مكالمات الفيديو للزيارات الصحية.


كذلك سيُغيِّر لقاح "كوفيد-19" الطريقة التقليدية لصنع اللقاحات، لذا، من غير المتوقع أن تستغرق اللقاحات عقدًا من الزمن لتطويرها، وإذا حدث ذلك بالفعل وتم تصنيع اللقاحات في غضون عدة أشهر كما حدث خلال الجائحة، فقد يكون هذا أحد أهم الاختراقات الطبية في القرن الجاري.


في مستهل العام الجديد: توقعات مقلقة وتنبؤات حذرة بشأن جائحة "كوفيد-19"

 



 

مطلع العام الجديد 2022، ساقت صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) مجموعة من التوقعات بشأن عدد من القضايا الطارئة على الساحة العالمية، ويأتي في مقدمتها استمرار تفشي جائحة "كوفيد-19"، والمتحورات الأخرى المرتبطة بالجائحة، ومسارات تعافي الاقتصاد العالمي.


ثمة توقعات مقلقة تلوح في أفق العام الجديد بشأن جائحة "كوفيد-19"؛ حيثُ يتوقع معظم علماء الفيروسات حول العالم أن يُخلّف متحور "دلتا" متحوّرًا آخر أكثر عدوى، إلا أن القليل من هؤلاء العلماء توقعوا في الوقت نفسه تقدمًا إيجابيُّا في مدى قدرة الجهاز المناعي للأفراد على التصدي لمثل تلك المتحورات، وإجراءات التباعد الاجتماعي المتبعة في جميع أنحاء العالم.


وفيما يتعلق بنجاح الدول الإفريقية في تطعيم 70% من سكانها، فإن هناك العديد من دول القارة فشلت في تطعيم تلك النسبة من السكان، وذلك استنادًا إلى ما حدث عام 2021، حيثُ فشلت الجهود المبذولة لتأمين ما يكفي من اللقاحات، وذلك على الرغم من نجاح دولتي المغرب وجنوب إفريقيا في الوصول إلى المستوى الذي تعتبره ضروريًّا للتطعيم.


جائحة "كوفيد-19": التحول الرقمي أسلوب حياة

 



 

كشفت إحدى الدراسات التي أجراها معهد "أي بي أم لتعزيز قيمة الأعمال" (IBM Institute for business value) أنَّ 60% من الشركات قد سرَّعت استثماراتها في التقنيات الرقمية؛ بسبب جائحة "كوفيد-19"، وأنَّ أكثر من النصف (55%) قاموا بإعادة تشكيل استراتيجياتهم التنظيمية.


هذا، ويركز العديد من المديرين التنفيذيين على جعل مؤسساتهم أكثر استجابة، فعند سؤالهم عن أولوياتهم خلال السنوات 2 إلى 3 المقبلة، أفاد عدد أكبر من المديرين التنفيذيين (56%) بأنهم بحاجة إلى تحقيق المرونة التشغيلية أكثر من أي إجراء آخر.


ومن جانبهم، أكد التنفيذيون أنَّ التكنولوجيا تؤدي دورًا رئيسًا في بناء المرونة والقدرة على التكيف، مما يجعلها القوة الخارجية الأولى التي ستؤثر على أعمالهم على المدى القريب، هذا وستكون تقنيات "إنترنت الأشياء" (Internet of Things) بنسبة (79%)، و"الحوسبة السحابية" (Cloud computing) (74%)، والذكاء الاصطناعي (52%) هي أفضل التقنيات التي يتوقعونها لتحقيق نتائج أفضل للأعمال.


الجدير بالذكر أن تلك التقنيات –خاصة "الحوسبة السحابية"- ستعمل على تمكين عملية التعاون، وجعلها أكثر سرعة وفعالية، مما سيمثل قوة دافعة أخرى للنمو في العام الجديد (2022).


تبرعات اللقاح لعام 2022 لن تعالج عدم المساواة في التطعيمات

 



 

من المتوقع أن تقدم الدول المانحة ما يقرب من 2.7 مليار جرعة لقاح "كوفيد-19" وهي ثلاثة أرباع اللقاحات التي تعهدت بها لعام 2022.


وعلى الرغم من أن تلك الجرعات لن تسد فجوة التطعيم الهائلة بين البلدان المتقدمة والنامية، فإنها ستُحدث فرقًا كبيرًا حال ذهبت إلى حيث تشتد الحاجة إليها. ومع ذلك، تشير اتجاهات التوزيع إلى أن الاعتبارات الاستراتيجية والدبلوماسية لها دور أكثر تأثيرًا.


تلقت بلدان آسيا والمحيط الهادئ كمية غير متناسبة من اللقاحات؛ حيث تلقت أربع دول فقط أكثر من ربع تلك الجرعات، وهي: بنجلاديش، وإندونيسيا، وباكستان، وفيتنام، وتستمر بوتان وماليزيا، والمغرب، وسريلانكا في تلقي التبرعات بالرغم من أنها طعَّمت أكثر من 60% من مواطنيها بشكل كامل.


وفي المقابل، تلقت 42 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل -تمثل 1.1 مليار شخص- مجتمعة تبرعات كافية لتطعيم 10% فقط من سكانها بشكل كامل، وتلقت جمهورية الكونغو الديمقراطية، وإثيوبيا، وفنزويلا ما يكفي لتطعيم 5% فقط من سكانها بشكل كامل.



 


القسم السابع

توقعات 2022: كيف يمكن للرقمنة إعادة تشكيل الأسواق العقارية

 



 

في مقتبل العام الجديد 2022، ثمة توقعات مغايرة بشأن التغييرات الشاملة التي فرضتها جائحة "كوفيد-19" على مختلف أنماط الحياة اليومية، والتعاملات والأسواق الاقتصادية، لاسيما الأسواق العقارية، وتداولاتها المرتبطة بالتجارة الإلكترونية.


وفي إطار التطور التكنولوجي الهائل، والتسارع المستمر نحو رقمنة جميع العمليات، والأنشطة التي يقوم بها الأفراد، فإن كل التوقعات تُنذر بأن تتأثر القطاعات الأكبر من الأصول العقارية العالمية بشدة بالتطور التكنولوجي، والتوجهات العالمية نحو الرقمنة، لا سيما في قطاعي الأصول العقارية الصناعية، والمكاتب التجارية.


كما تُشير التوقعات إلى أن النمو السريع في التطور التكنولوجي، وزيادة حجم التجارة الإلكترونية أدى خلال الآونة الأخيرة إلى زيادة الطلب العالمي على الخدمات والفرص المقدمة إلكترونيًّا، وبالتالي أضحى من المتوقع أن يتجاوز الطلب العالمي على مراكز توزيع الأصول العقارية في الولايات المتحدة الأمريكية نحو مليار قدم مربع بحلول عام 2025؛ ويرجع هذا التوسُّع غير المسبوق جزئيًّا إلى تجاوز مبيعات التجارة الإلكترونية على الصعيد العالمي 18% من إجمالي المبيعات عام 2020، ومن المتوقع أن تتجاوز أكثر من 25% بحلول عام 2025.


الأسواق العقارية البريطانية: توقعات النمو خلال العام الجديد 2022

 



 

طرح المقال الصادر عن صحيفة "فايننشال تايمز" (The Financial Times) مجموعة من التوقعات المصاحبة لسوق العقارات بالمملكة المتحدة، والتي توضح في مجملها احتمال أن يؤدي ارتفاع أسعار فوائد قروض التمويل العقاري إلى ضعف السوق العقارية بشكل عام.


من جانبه، فقد أوضح "هاليفاكس" (Halifax) -أحد أكبر مقرضي الرهن العقاري في البلاد- أنه من المقرر أن تشهد أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعًا في النمو خلال عام 2022، ولكن بوتيرة "أكثر ثباتًا" من الفترات الماضية، كما أنه من المتوقع أن ترتفع الأسعار بنحو 1% في عام 2022 ، لكنه في الوقت نفسه  لا تزال حالة عدم اليقين مرتفعة للغاية بشأن حركة السوق.


تشير تصريحات "هاليفاكس" أيضًا إلى أنه مع احتمال ارتفاع أسعار الفائدة أكثر خلال عام 2022؛ لكبح التضخم المتزايد الذي تشهده البلاد، ومع إلغاء تدابير الدعم الحكومية، فإن الضغط المتزايد على ميزانيات الأسر يشير إلى أن نمو أسعار المنازل سوف يكون نموًّا بطيئًا بشكل كبير، كما ستظل أسعار العقارات مدعومة بالعرض المحدود للعقارات المتاحة.


ختامًا، أدت الاضطرابات التي شهدتها الأسواق العقارية خلال الأعوام القليلة الماضية نتيجة المتغيرات المستمرة، والتفاوتات العالمية في التعامل مع الأزمات المستجدة، كجائحة "كوفيد-19"، إلى ارتفاع الأسعار بشكل عام.


مستقبل قطاع العقارات عام 2022

 



 

أجرت مؤسستا "برايس ووترهاوس كوبرز"  (PwC)، و"معهد الأراضي الحضرية" (the Urban Land Institute)، استطلاع رأي تناول مستقبل قطاع العقارات في أوروبا، وتمثلت أبرز نتائجه فيما يلي:

احتمالية نمو قطاع العقارات بشكل مطرد خلال عام 2022، وذلك بعد نجاحه في اجتياز جائحة "كوفيد-19"، واستمر تصنيف العقارات في فئة الأصول المفضلة.

 

تزايد مخصصات الاستثمار في الأصول السكنية وأصول قطاع المعيشة، ومن المرجح –بناءً على استطلاعات الرأي- أن تعود أرباح هذا القطاع إلى ما كانت عليه قبل الجائحة، نتيجة استمرار الطلب القوي على القطاع من قِبل المستثمرين.


رغم هذه التوقعات المتفائلة، بيد أنه في ظل وجود مجتمع مستثمرين في العقارات يفتقر إلى الخبرة اللازمة للخروج من الجائحة، وما يعنيه "إعادة تشغيل الاقتصاد"، فلا تزال هناك حالة من التقلب وعدم اليقين.



 


القسم الثامن

اتجاهات سلوك المستهلك في عام 2022: توقعات متواترة

 



 

بينما تستمر جائحة "كوفيد-19" في الانتشار وتأثيراتها الممتدة خلال عام 2021، ما زالت الأنماط المختلفة للحياة اليومية تواصل العودة بصورة أبطأ مما كانت عليه قبل الجائحة، مصحوبة ببعض التغييرات الهائلة التي لا يمكن تجاوزها في الوقت الحالي، أبرزها التطورات التي طرأت على التجارة الإلكترونية، والتغيُّر في سلوك المستهلك، وعادات الشراء، وغيرها.


في إطار ذلك، طرأت مجموعة من التغييرات خلال العامين الماضيين على سلوك المستهلك، أبرزها زيادة حجم التجارة الإلكترونية، الأمر الذي يأتي كنتيجة حتمية لنمو الطلب العالمي على أساس سنوي لأكثر من 1000% على السلع والمنتجات الإلكترونية، وتٌعدُّ تجارة الأحذية الإلكترونية تحديدًا اتجاهًا سريع النمو لحائزي منصات البيع الإلكتروني في جميع أنحاء العالم.


ختامًا، تبرز بعض من مظاهر التغيير الأخرى، كتلك المتعلقة بإعادة استخدام السلع والمنتجات التجارية كالتأجير، وإعادة البيع، والادخار بسبب الشغف المتزايد بالتجارة المستدامة، والقوة الشرائية المتزايدة لجيل الألفية.


اتجاهات المستهلكين العالمية خلال عام 2022

 



 

تناول استطلاع رأي صادر عن موقع "كواليتريكس" (qualtrics) تجارب المستهلكين مع الشركات عام 2021، واتجاهاتهم وتفضيلاتهم المتوقعة عام 2022، وذلك بالاعتماد على أكثر من 23 ألف مستهلك في 23 دولة. وطبقًا للاستطلاع فثمة أربعة اتجاهات رئيسة يميل إليها المستهلكون، وهي:

الاستعداد للاستغناء: قبل عام 2021، كان العملاء أكثر مرونة مع التجارب السيئة في تعاملهم مع الشركات ومنتجاتها، خاصة تلك  التي كانت تلبي التوقعات في بعض الأحيان، ولكن طبقًا لاستطلاع الرأي، فهذا لم يعد متاحًا لدى المستهلكين في عام 2022، فمن المُرجح أن تتراجع الأعمال التجارية الأقل من التوقعات، وستكون هناك إمكانية للاستغناء، الأمر الذي يتطلب من الشركات سرعة معالجة الفجوات في تجربة العملاء.

 

استبعاد خطط الأعمال قبل عام 2022: على الشركات إجراء تحسينات كبيرة في الأسعار والقيم المضافة، وخدمة العملاء، وقدرات المنتج، وسهولة الاستخدام، وذلك ليس فقط لجذب المستهلكين الجدد، ولكن للتمسك بقاعدة العملاء القائمة، فطبقًا للاستطلاع فهناك 8 من كل 10 أشخاص يرون أن تجربة العملاء بحاجة إلى التحسين.

 

وضع مخاوف العملاء ومتطلباتهم في الاعتبار: يعتقد ثلثا العملاء في الاستطلاع أن الشركات ينبغي أن تنصت إلى تعليقاتهم ومتطلباتهم فيما يخص المنتج أو الخدمة، وعدم تجاهلها.

 

معاملة العملاء كأشخاص وليس كسلع: يُعيد العملاء تقييم العلاقات التي تربطهم بالشركات، وينفقون أموالهم في الأماكن التي يشعرون بأنها ذات قيمة كبرى، الأمر الذي يفرض على الشركات السعي للحفاظ على ولاء عملائها وإيلائهم مزيدًا من الاهتمام، فالشركات التي تُظهر أنها تهتم حقًا بعملائها ستحتل الصدارة في عام 2022.

 

إقامة روابط بشرية مع المستهلكين: العملاء يريدون أن يشعروا بالتقدير، فهم يريدون خدمة ذات جودة أفضل، بعلاقة ثنائية الاتجاه يتم تشكيلها من خلال التغذية العكسية والعمل.


عام 2022 سيشهد اعتمادًا واسعًا على منصات التجارة الإلكترونية

 



 

يتجه تجار التجزئة إلى عام 2022 المليئ بالتحديات؛ حيث يستمر النقص في سلاسل التوريد في إلحاق الضرر بالعديد من السلع، فضلًا عن معدلات التضخم المرتفعة، التي لا يُتوقع أن تنخفض على المدى القريب؛ مما يجبر الشركات على رفع الأسعار، ويُحتمل أن يتسبب في إحباط عملائها.


ورغم تلك التحديات، من المتوقع  أن يشهد عام 2022 اعتمادًا واسع النطاق على منصات التجارة الإلكترونية، وذلك بعد الطفرة فائقة السرعة التي شهدتها تلك المنصات في مدينة "نيويورك" الأمريكية خلال عام 2021، وإطلاق  منصات "دور داش" (DoorDash)، و"إنستاكارت" (Instacart) المتخصصة في توصيل الطلبات والبقالة.


بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يقوم البقالون بزيادة عروض وجباتهم، وتقديم خيارات شراء رقمية جديدة هذا العام.


أخيرًا، سيسرع تجار التجزئة في تبنيهم لتكنولوجيا الأتمتة -لتعويض نقص العمالة- لإدارة المهام ليس فقط في المهام والمستودعات الخلفية، ولكن أيضًا في مناطق المتاجر التي تتعامل مباشرة مع  العملاء.



 


القسم التاسع

التحوّل الرقمي والتأثير المتبادل: مستقبل المنصات الإلكترونية في 2022

 



 

يحمل عام 2022 الكثير من التحولات والتغيرات في المنصات الرقمية والعالم الافتراضي، والتي ستؤثر بدورها في تشكيل حياة البشر ووظائفهم بالعالم، ما يمكن إيجازها كالآتي:

المزيد من الخصوصية والجودة بوسائل التواصل الاجتماعي: ستركز المنصات الرقمية على الخصوصية وجودة المحتوى من خلال تحديث سياسات الخصوصية الخاصة بها وتعديل خوارزمياتها بحلول نهاية عام 2022.


ونظرًا لتزايد الطلب على محتوى مفيد، فستنمو قبيلة جديدة من المؤثرين المبدعين بسرعة وإحداث تأثير كبير على العلامة التجارية والمشاركة، ومن المرجح أن يشهد تطبيق "إنستجرام" (Instagram) و"تيك توك"  (TikTok) ارتفاعًا في الإنفاق الإعلاني في عام 2022، فيما سيستمر  "إنستجرام"  (Instagram) في النمو بما يتجاوز 50% من حصته من عائدات الإعلانات.

 

عالم الميتافيرس: تم تغيير اسم العلامة التجارية لـ"فيسبوك"  (Facebook) إلى "ميتا"، والتي من خلالها يمكن للمستخدمين التفاعل والتواصل وإنشاء محتوى في البيئة الافتراضية، وتحقيق الدخل من معاملاتهم الافتراضية باستخدام تقنية "البلوشين"  (blockchain) والعملات المشفرة.


ترتبط ميتافيرس أو الشبكة الثالثة (3Web) ارتباطًا جوهريًّا بـ NFTs  والعملات المُشفرة، والتي تقوم بتسويق التفاعلات عن طريق إنشاء أو بيع المصنوعات الرقمية. وفي عام 2022، من المتوقع أن تكون (3web) قضية تجارية كبيرة تدعمها العلامات التجارية المعروفة، بما في ذلك "نايك" (Nike)، و"ميكروسوفت" (Microsoft) وغيرهما.

 

نمو الذكاء الاصطناعي في خدمات الغذاء والموارد البشرية: دفع نقص العمالة، العديد من المؤسسات إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتوسيع طريقة تقييم المتقدمين للوظائف، وسيمتد هذا الاتجاه إلى مختلف المجالات؛ حيث تتولى الروبوتات الكثير من الوظائف، كما هو الآن متجسد في التطبيقات الأكثر إثارة للذكاء الاصطناعي في فن الطهو.

 

مزيد من التحوّل الرقمي: ستعمل شبكة الجيل الخامس (G5)، ومعيار ( Wi-Fi 6) الجديد على تمكين اتصال أسرع – وهو أمر بالغ الأهمية إذا كان العالم سيتبنى هذه الاتجاهات الرقمية الجديدة؛ حيث ستشمل التطبيقات المستقبلية المدن الذكية، وإنترنت الأشياء والاتصالات من مركبة إلى أخرى، ما سيُحسن تدفق حركة المرور والسلامة.

 

وظائف جديدة ومهارات تقنية: ستمثل المهن الجديدة 27% من قواعد موظفي الشركات الكبرى، بينما ستنخفض الوظائف التي عفا عليها الزمن تقنيًّا من 31% إلى 21%، فالتحوّل في تقسيم العمل بين البشر وأجهزة الكمبيوتر والخوارزميات لديه القدرة على محو 75 مليون فرصة عمل حالية مع توليد 133 مليون وظيفة جديدة.

في هذا السياق، سيزداد الطلب على محللي البيانات ومطوري البرامج والتطبيقات والمتخصصين في التجارة الإلكترونية والمتخصصين في وسائل التواصل الاجتماعي. كما ستنمو العديد من الوظائف "البشرية"، مثل خدمة العملاء والتطوير التنظيمي وإدارة الابتكار.


أهم الاتجاهات التكنولوجية عام 2022

 



 

مع زيادة   عمليات التطعيم بلقاح "كوفيد-19"، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها. ورغم ذلك، فإن هذه الحياة لم تكن تلك التي اعتدناها قبل تفشي الجائحة، فقد غيرت التداعيات طويلة المدى لتلك الأزمة العالمية ملامح احتياجات العملاء، وأنماط الحياة اليومية. وهذا بدوره سيؤدي إلى العديد من التغييرات التكنولوجية، ويأتي ذلك على النحو الآتي:

الزخم في تقنيات علوم الحياة: أدى عام 2021 إلى حدوث ابتكارات كبيرة في تقنيات علوم الحياة، والتي تشتمل على المستحضرات الصيدلانية، والتكنولوجيا الحيوية، والعلوم البيئية، والطب الحيوي، والمغذيات، وعلم الأعصاب، وبيولوجيا الخلية، والفيزياء الحيوية.


في هذا السياق، من المتوقع حدوث حركة قوية في العديد من قطاعات علوم الحياة، بما في ذلك تطبيق تكنولوجيا الروبوتات، وأدوات الذكاء الاصطناعي خاصة التكنولوجيا السحابية، بالإضافة إلى تطوير الطب الشخصي من خلال التطورات في تكنولوجيا علم الوراثة.

 

زيادة استخدام الإنترنت عبر الأقمار الصناعية والجيل السادس: وفقًا لتوقعات مؤشر الشبكات المرئية من (Cisco) لعام 2018، سيكون هناك 1.4 مليار شخص إضافي يستخدمون الإنترنت عام 2022، مقارنة بـ 3.4 مليارات مستخدم في عام 2017.


يعادل هذا 60% تقريبًا من سكان العالم، بافتراض أن تعداد السكان يبلغ ثمانية مليارات نسمة عام 2022.


كذلك سيكون هناك تركيز متزايد على شبكات الجيل السادس (G6) خلال عام 2022؛ حيث بدأت الصين البحث فيها منذ عام 2018، وهو العام ذاته الذي بدأت فيه الولايات المتحدة الأمريكية بحث الشبكة مع لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC)  التي فتحت طيف تردد أعلى للاستخدام التجريبي. 

 

سيادة الحوسبة عالية الأداء: نظرًا للنمو الأخير في البحث والتحليل المستند إلى البيانات الضخمة والحوسبة السحابية، من المتوقع زيادة استخدام الحوسبة عالية الأداء خلال عام 2022 في مجالات عدة؛ مثل: اكتشاف الأدوية، وأبحاث السرطان، واستكشاف الفضاء.

 

هيمنة الخصوصية والأمن على الإنترنت: نظرًا لأن العالم أصبح عالمًا رقميًّا، من المتوقع أن نشهد عددًا متزايدًا من الهجمات الإلكترونية الشخصية والتنظيمية حول العالم. وستتخذ الصناعة مجموعة متنوعة من الإجراءات المضادة. وسيشمل الدفاع ضد تلك الهجمات تثقيف الأفراد حتى يتمكنوا من التعرف على هجمات الشبكة وتجنبها.

 

زيادة انتشار الروبوتات: من المتوقع حدوث زيادة في استخدام الروبوتات في الحياة اليومية خلال عام 2022، وخاصة قطاعات الرعاية الصحية، والزراعة، والسيارات، والتخزين، وإدارة سلاسل التوريد. ومن المتوقع أن يكون هناك ارتفاع في مجال الروبوتات النانوية، وهي أجهزة استشعار صغيرة ذات قدرة معالجة محدودة.

 

تطور قطاع تكنولوجيا الطاقة المتجددة: أدى التغير المناخي إلى التحول التدريجي نحو تبني الطاقة المستدامة، حتى أنه خلال جائحة "كوفيد-19"، كان قطاع الطاقة هو الوحيد الذي شهد نموًا؛ حيث تم توليد واستخدام طاقة خضراء أكثر بنسبة 40% في عام 2020. ومن المتوقع استمرار هذا النمو خلال عام 2022، خاصة في ظل التكلفة المنخفضة لتوليد الطاقة المستدامة واحتمالية اعتمادها على نطاق واسع.


اتجاهات التكنولوجيا عام 2022 وما بعده

 



 

تشير التوقعات الخاصة بالاتجاهات التكنولوجية عام 2022 وما بعده إلى أن هناك مجالات تكنولوجية كبيرة سيزداد الطلب عليها؛ ومنها:

فرط الأتمتة: تحاول شركات التصنيع، مستشهدة بنقص العمالة نشر الروبوتات، ولكنها تواجه تأخيرات كبيرة في تركيب الأجهزة؛ حيث أدى تعطل سلاسل التوريد من الدول الأوروبية إلى تأخير الشركات لأشهر، لكنها ستسعى للاعتماد على الروبوتات بشكل أكبر.

 

المؤسسة الرقمية: طبقًا لمؤسسة (Gartner) فمن المتوقع أن تطلق الشركات العنان لقوة المؤسسة الرقمية، والتي ستنمو بنسبة 25% أسرع من منافسيها.

 

ثورة التشفير: يبدو أن تقنيات "البلوشين" (blockchain) ستحظى بالقبول في الاستخدام التجاري، ومن المرجح أن يتم استخدامها في كل شيء بدءًا من توزيع اللقاح إلى الأرشيف الرقمي، وفي هذا الصدد، تخطط شركات "أمازون"، و"مايكروسوفت" لإصدارات "البلوشين" كخدمة.

 

نقص في الرقائق: تفاقم النقص في الرقائق بسبب الطلب الكبير عليه قبل الجائحة، وفي عام 2022 وما بعده يبدو أن هذا الطلب سيزداد؛ ، حيث ينتشر استخدامها في الإلكترونيات الاستهلاكية.


التقنيات الجديدة والتكنولوجيا: اتجاهات متنوعة خلال عام 2022

 



 

تعمل التكنولوجيا المتطورة، والتقنيات الحديثة مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence, AI)،  و"إنترنت الأشياء"(Internet Of Things, IOT) على إعادة تشكيل آليات الصناعة، وزيادة قدرات المهنيين، بما في ذلك الأطباء، والمهندسون المعماريون، وغيرهم؛ مما يُمكّنهم من القيام بأشياء جديدة مذهلة.


في هذا السياق، تُعدُّ "تكنولوجيا المستهلك" فضاءً واسعًا من المنتجات والخدمات التي تساعد في حل المشكلات، أو الحصول على تجارب أفضل في الحياة اليومية، كما تمثل الروربوتات أحد أبرز أشكال التطور التكنولوجي الذي شهده العالم خلال الآونة الماضية.


ختامًا، توضح التوقعات أنه مع استمرار الاتجاه المتزايد بأن تصبح كل الأشياء المحلية "ذكية" بشكل متزايد وقادرة على التواصل مع بعضها البعض بطرق مفيدة، فإن التقنيات الحديثة ستستمر في النمو بشكل أكبر طوال عام 2022، كما ستصبح تقنيات "شبكة الجيل الخامس" (5G) المعيار للهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية الأخرى في جميع نقاط الأسعار، بدلًا من أن تقتصر على المنتجات المتميزة والرائدة.


التكنولوجيا والمواهب البشرية هي أهم أولويات العام المقبل

 




أفاد عدد كبير من المديرين التنفيذيين أنهم بحاجة إلى المرونة التشغيلية بنحو 56% أكثر من أي إجراء آخر، وقد جاءت تلك النسبة عند سؤالهم عن أولوياتهم خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.


يرى المدراء التنفيذيون أن التكنولوجيا تؤدي دورًا محوريًّا في بناء المرونة والقدرة على التكيف؛ مما يجعلها القوة الأولى التي ستؤثر على أعمالهم على المدى القريب، ويأتي إنترنت الأشياء (79%) ، والحوسبة السحابية (74%) ، والذكاء الاصطناعي (52%) كأفضل التقنيات التي يتوقعونها لتحقيق نتائج الأعمال.


وعلى صعيد آخر، استقال 4.4 ملايين أمريكي من وظائفهم في سبتمبر 2021، ما يتجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 4.3 ملايين في أغسطس 2021. ولا يقتصر النقص في المواهب على الولايات المتحدة الأمريكية، فقد أصبح ملموسًا على مستوى العالم أيضًا.


وفي قطاع التكنولوجيا الأمريكي وحده، يمكن أن يؤدي نقص المواهب إلى خسارة 162 مليار دولار أمريكي في الإيرادات بشكل سنوي.


تبني التقنيات سيُعيد تشكيل العمليات التجارية

 



 

لم يعد اتباع نهج مجزأ للتكنولوجيا كافيًّا؛ حيث تحتاج الشركات إلى إعادة اختراع عملياتها بشكل شامل لتحقيق الفوائد الكاملة للتحول الرقمي.


بدلًا من طرح ابتكارات تهدف إلى تبسيط العمل الفردي، يتعين على المدراء التنفيذيين التركيز على بناء أنظمة متكاملة تحدث ثورة في نماذج الأعمال في عام 2022، دون الخوف من الفشل، لأن المخاطرة هي ما تؤدي إلى الحصول على مكافآت مدفوعة بالتكنولوجيا، ووجد بحث "معهد آي بي إم" أن الشركات التي لا تتوقف حال فشلت تشهد زيادة في نمو الإيرادات بنسبة 10% في سياق تبني التكنولوجيا والتحول الرقمي.


كما وجدت إحدى الدراسات أن مستخدمي التكنولوجيا بشكل مكثف في 13 صناعة يستفيدون من علاوة إيرادات قدرها 7 نقاط مئوية، وأولئك الذين استثمروا في النظم البيئية والابتكار المفتوح شهدوا علاوة دخل متوسطها 40%.


ختامًا، أظهر بحث "معهد آي بي إم" لعام 2021، أن 9 من أصل 10 شركات عازمة على اتخاذ مبادرات استدامة مختلفة عبر المؤسسة، في حين وجدت دراسة أخرى أن 1 من كل 3 شركات استهلاكية تقيس تقدمها، الأمر الذي يستدعي المعالجة خلال عام 2022.



 


القسم العاشر

اتجاهات تصميمات الرسوم المتحركة في عام  2022

 



 

أصبحت الرسوم المتحركة أدوات قوية للإعلان والتسويق الإبداعي. حيث إنها تغذي باستمرار أنواعًا مختلفة من ترويج الأعمال وتشكل طريقة جديدة تمامًا لتقديم المنتجات والخدمات في الفضاء الرقمي الحديث.


أصبح تأثير الفن الخطي في مقاطع الفيديو المتحركة أحد أكثر الاتجاهات شيوعًا في عام 2022؛ حيث تؤدي الخطوط الرفيعة هذا العام دورًا مثيرًا للاهتمام بشكل خاص، من خلال جعلها نحيفة للغاية ولكن مميزة، حيث يحاول الفنانون إنشاء رسوم متحركة تبدو وكأنها صور حقيقية مرسومة باليد.


غالبًا ما سيكون من السائد دمج الأشكال ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد في مقطع فيديو واحد هذا العام، وقد سبق ومزجها العديد من مصممي الحركة، باعتبارها تعطي إحساسًا خاصًا بالأناقة إلى مقطع الفيديو وتجعله أكثر إمتاعًا للعملاء.


يكتسب "التحويل" (Morphing) زخمًا أيضًا في عام 2022، وهو تأثير في الصور المتحركة والرسوم المتحركة التي تغير أو تحول صورة أو شكلًا أو شعارًا إلى آخر من خلال انتقال سلس في مقطع فيديو.


أفضل اتجاهات تصميم الجرافيك في عام 2022

 

اتجاهات العالم فى ٢٠٢٢.. إطلالة على العام الجديد


 

"نوستالجيا التسعينيات" (90s nostalgia): بدأت بعض المنصات الإعلامية مثل "نتفليكس" في إعادة الحنين إلى الاتجاه السائد في التصوير في القرن الماضي، من ألوان النيون والمناظر الطبيعية ذات تأثير الموجة البخارية، والألوان الزاهية، والمباني القديمة التي تبعث إحساسًا بالراحة.


رسومات الشعار المبتكرة" (Expressive and experimental lettering): تشمل شخصيات فريدة، وتجذب الشباب بشكل خاص لأن تلك الشخصيات لها سمات مختلفة قد تتضمن كلمات أو خصائص يمكن التفاعل معها، ما يجعلها مثالية لتصميم المنتجات والعلامات التجارية.


"أنتي ديزاين" (Anti-Design): يتم استخدام التقنية منذ العام الماضي، ولكن شعبيتها تزداد أكثر فأكثر، وهذه التقنية عبارة عن  التصميم الذي يرفض مبادئ التصميم القياسية، كما يتجنب الأذواق الجمالية التقليدية، ويتميز بالألوان المتضاربة، والعناصر المزدحمة، والطباعة الصارخة، ويُعدُّ أكثر شيوعًا في المجال الرقمي.


"الأنماط البارامترية" (Parametric patterns): هي الدعامة الأساسية لتصميم الجرافيك، وهي مفيدة لإضافة الاهتمام البصري إلى الخلفية، وتتكون من هياكل هندسية معقدة، حيث يتحول كل خط حسب مواضعه النسبية.


 تنبؤات رواد التصميم الجرافيكي لعام 2022

 



 

تبنت العلامات التجارية طرقًا جديدة لجذب مزيد من الانتباه عبر الإنترنت، ما فتح إمكانات جديدة لإشراك المستهلكين من خلال الحركة والرسوم المتحركة، وسرد القصص، وهو اتجاه يؤثر أيضًا على المواد الثابتة مثل، التعبئة والتغليف.


سيمثل الاتجاه القادم "فوضى حية ومفعمة بالنشاط"، ويأتي ذلك كرد فعل على النمط المتناغم والمتسق طويل الأمد للعديد من العلامات التجارية والشركات، ما فتح المجال لنهج يبتعد عن الانسجام ويتجه نحو الصدام، من تمثيل عنصر خام دون تعديل كملصق متنافر الألوان، وألوان النيون القوية والإطارات غير المنتظمة.


كما ستصبح الطباعة أكثر حيوية في عام 2022، وستكون هناك أنماط مطبعية تستغل أشكال الحروف المميّزة المبالغ فيها، وتزيد من التباين بين الخطوط المتدفقة والزوايا الحادة، كما ستلعب الألوان والحيوية أيضًا دورًا قويًا في اتجاهات الطباعة لعام 2022.


هذا، وسيتعين على العلامات التجارية التأكيد أنها تضع استدامة الكوكب في المقام الأول، نظرًا لأنه في إطار تقديم الحكومة الأمريكية خطة مسؤولية المنتج الممتدة التي تدخل حيز التنفيذ في أبريل 2022، ستتعرض العلامات التجارية لضغوط متزايدة لاستخدام مواد أكثر استدامة في عبواتها أو تخاطر بفرض ضرائب إضافية لعدم الامتثال.


google-playkhamsatmostaqltradent