" ليلى بين ردهات الحلم "
كتبت-داليا السبع
مازلنا في ردهات الحلم ننتظر الأمل البعيد عن أجمل ليالي الحب وذكريات العاشقين ترى ماذا تخبئه الاقدار عندما يحين اللقاء؟ يصفعني السؤال هل أسرفت عمري بالانتظار ؟! يسقط القلم مكسورا تستفيق من هذيانها ، تنهض فيتبعثر من جديد ما جمعته من ملابسها، تذهب إلى سريرها البارد فيسقط جسدها فيستقبله بأحضان تجمدت من طقس غريب ربما الشتاء! كاذبة أنتِ حتى النخاع يا "ليلى" أذرعُ الوحدة تمتد لتمسك بجسدي، تقع عيني على ذلك الخطاب، امسكه وأعاود قراءته للمرة الخمسون بعد المئة ، لقد وعدني هذه المرة بين حروفه المتعثرات على السطور ،بأنه عائد الليلة، ترى هل يعود إلى حضنها المكدود؟ بعد فراق أضناها وتركها ذاكرة من تراب؟! هل يعود بعدما أضاعت شمسه مكان شروقها؟! سَمِعَتْ طرقا خفيفا قفزت من فوق سريرها جمعت ملابسها أخذت ذاك القميص الأحمر المعلق هناك نظرت إلى مرآتها لم ترى جيدا ؛ الصورة ضبابية غير واضحة! تأنب نفسها" ألم تجدي مكانا آخر تكتبين عليه " كم أنت بائسة ؟! تبعثر جديلتها بعنف تمشط شعرها الغجري تضع حمرتها على شفاهها المثيرة ،تشعر بأنفاسها المتقطعة تكاد تخترق جدران الصمت ، تهرع بخطوات متثاقلة دون إرادة منها هذه المرة؛ أهلكها شبح الانتظار، فتحت الباب لفحتها رائحة الخواء وسطوة العدم .
ما هذا هل هو الوهم من جديد وشبح السراب المتجسد وأصوات نفسي وهواجسي؟ كلا .. يعششون في أذنيك ويسخرن من لهفتك المعهودة نزلت دون وعي على ركبتيها جاثية على الأرض،تففت الدموع تنهمر لتمتصها الأرض الجافة كحالها،صارخة بآهة اجتاحتها نيران الإشتياق العنيفة قاتلة عيل صبرها فما عادت تستطيع الصبر وهن الوهن منها ،كم تريد أن تشتم رائحته ؛ التي كادت أن تنساها.
نهضت من ضياعها تجر نفسها الجريحة جلست على طرف طاولتها الخشبية وضعت رأسها بين يديها ، وظلت والصمت لحظات ولحظات تناهى إلى سمعها وقع خطوات تقترب منها، أمعنت التجاهل، إنه الوهم يسخر من ضعفكِ يا "ليلى" مرة أخرى، يدٌ تربت على كتفيها.. نعم هى رائحته الغاربة تجتاح أنفها ووجدانها، رفعت رأسها هو بعينيه العميقتين ونظرته التي لطالما هزت جسدها ، يفيض منهما دمع الندم، ارتمى في أحضانها وتوحدا .
حاولت الابتعاد ولكنه احتواها بقوة ملتاع من الفراق ، لحظات، دقائق وساعات، يسكنها وتسكنه في لقاء أزلي هو شفاء لجراح الأخر أجساد أنهكها الشوق فانهارت متتداعية كم مر من الوقت ؟ فتحت عينيها بعد إغفاءة طويلة ، الشمس على سطح الطاولة آفلة تودع الحياة ، وحضنها فارغ وحيد ، رأسها على الطاولة قد مل الانتظار بجسد
مُخدر من أثر ذلك الحلم ..
أحست بألم يشتعل في جسدها تتنهد آه يا وجعي" ما كنتُ يوماً ما" بحسرة تتحدث "حلم" ياليته لم ينتهي ..