مآلات سياسة الحياد التركي حيال الصراع الروسي الأوكراني
تتمحور أهداف تركيا من اتباع سياسة الحياد الاستراتيجي تجاه الصراع الروسي الأوكراني، حول رغبة "أنقرة" في استعادة علاقتها مع "واشنطن"، والتخلص من العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، فضلًا عن الحفاظ على علاقتها مع أوكرانيا.
وفي سياق متصل، فقد وضعت الأزمة الأوكرانية الأخيرة تركيا في مأزق غير مسبوق، حيث تسعى للحفاظ على أمن أوكرانيا، باعتبارها الوجهة الأولى للاستثمارات التركية خلال عام 2021، ومن ثمّ فإن انهيارها يعني مزيدًا من تضرر الاقتصاد التركي، الأمر الذي فرض على تركيا محاولة اتباع نهج الحياد تجاه طرفي الأزمة.
وعلى الرغم من إدانة "أنقرة" للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فإنها أعلنت رفضها لفرض أي عقوبات على روسيا، وذلك في إطار مساعيها لإبقاء قناة اتصال مفتوحة مع روسيا، تؤهلها للوساطة بين طرفي النزاع، حتى بعد فشل جهودها السابقة للوساطة؛ حيث لم يسفر الاجتماع الأخير بين وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" والأوكراني "دميترو كوليبا" في "أنطاليا" عن أي نتائج ملموسة.
هذا، وقد تجعل سياسة الحياد التي تتبعها تركيا بهدف كسب ود الجميع، والتخلص من العقوبات المفروضة عليها، من الصعب التنبؤ بخطواتها القادمة حيال الأزمة الأوكرانية، لا سيما في ظل حفاظها على علاقتها مع موسكو.