هل تؤدي الأزمة الأوكرانية إلى إنشاء نظام عالمي جديد؟
سلّطت التحليلات المختلفة الضوء على الفرصة التي أعطتها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا للدول الغربية؛ حيث تم منح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها فرصة تاريخية لتوحيد الصف الغربي، هذا فضلًا عن الاستعداد لما هو قادم من منافسة، ليس فقط مع روسيا ولكن أيضًا مع الصين، وذلك على الرغم من فشل الغرب في منع روسيا من "غزو" أوكرانيا.
ويرى الخبراء أن التاريخ يُعيد نفسه مجددًا؛ حيث إن الغرب قد توحّد في السابق حين اندلعت الحرب الكورية عام 1950، إذ أسفرت عن إحياء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وزيادة الإنفاق الدفاعي للولايات المتحدة الأمريكية، كما حفزت الغرب على إعادة دمج اليابان وألمانيا الغربية في العالم الحر.
وبالمثل، فإن العملية الروسية العسكرية في أوكرانيا تعتبر بمثابة فرصة استراتيجية لواشنطن وحلفائها؛ حيث يتعين على الديمقراطيات الحالية التنسيق فيما بينها لصياغة برنامج متعدد الأطراف للتسلح العسكري، وتعزيز التعاون الاقتصادي والدبلوماسي بين الدول الليبرالية في جميع أنحاء العالم.
وعلى هذا النحو، يتعين على الولايات المتحدة الأمريكية أن تُضاعف من الإنفاق العسكري على قدراتها الدفاعية ليصل إلى 5% من ناتجها المحلي الإجمالي، فضلًا عن ضرورة حث حلفائها الرئيسين في أوروبا وآسيا على الالتزام بزيادات مماثلة في ميزانيات الدفاع.
المصدر: فورين أفيرز