الاتفاق النووي الإيراني وسياسة خارجية أكثر توازنًا
تنبئ المحادثات النووية في "فيينا" بتقدم إيجابي نحو الوصول إلى اتفاق نووي بين الغرب وإيران، ولكنها تحدث في ظل أوضاع عالمية غير مستقرة، تأتي في مقدمتها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتي كادت تعصف بنجاح الاتفاق النووي المرتقب.
وعلى الرغم من أن تصريحات وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف"، التي طالب فيها الولايات المتحدة الأمريكية بتزويد روسيا بضمانات مكتوبة بأن العقوبات التي يقودها الغرب لن تمس التجارة والاستثمار بين روسيا وإيران، كانت "مفاجأة" للمفاوضين في فيينا، وسبَّبت ارتباكًا للجميع، فإن إيران لن تدع الصفقة تنهار في مثل هذه المرحلة المتقدمة من المفاوضات، خاصة إذا كان السبب هو تعثُّر العملية العسكرية في أوكرانيا.
في ظل تغيُّر النظام الدولي بشكل كبير بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فإنه من الضروري متابعة الدور السياسي والدبلوماسي لإيران، خاصة أن السياسة الخارجية الإيرانية نجحت بشكل كبير في إدارة المفاوضات النووية الإيرانية؛ حيث استطاعت أن تجعل المفاوضات محدودة النطاق، بمعنى أنها ركزت فقط على الأنشطة النووية الإيرانية، دون التطرُّق إلى ملفات أخرى.
وتكمن مخاوف روسيا في سعي إيران إلى موازنة علاقاتها الدولية خلال الفترة القادمة في ظل تزايد عزلة "موسكو"، بينما ترغب روسيا في سحب إيران إلى دائرة نفوذها. ومن هذا المنطلق، من المهم أن يستغل الغرب التطلُّع الإيراني نحو صياغة سياسة خارجية متوازنة في الوقت الحالي، لأن نجاح المفاوضات في فيينا ربما سيمثِّل إشارة البدء لتعزيز العلاقات بين الغرب وإيران في ظل التحولات التي تحدث الآن في النظام الدولي نتيجة للأزمة الأوكرانية.
المصدر: المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية