لماذا تقف المجر على الحياد إزاء الأزمة الأوكرانية؟
رغم عضوية المجر في كلٍ من الاتحاد الأوروبي وحلف "الناتو"، فإن خطاب رئيس الوزراء "أوربان" الأخير لم يتضمَّن أي إدانة للعملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، كما أن انضمامها للعقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا يأتي على مضض، وهو ما يمكن تفسيره -على المستوى الرسمي- استنادًا إلى العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المجر وروسيا، والتي تعزَّزت كثيرًا طيلة فترة حكم "فيكتور أوربان" منذ 12 عامًا.
وعليه، إذا استمر "فيكتور أوربان" في السلطة بعد أبريل القادم، فإنه سيهدِّد وحدة الموقف الأوروبي إزاء العقوبات المفروضة على روسيا، وقد يستخدمها كورقة للمساومة في العديد من القضايا الأخرى، وابتزاز الحلفاء الأوروبيين، معتبرًا أن انتخابات المجر المقرر عقدها قريبًا ستُقرِّر إلى أي مدى سيظل "شبح البوتينية" يطارد أوروبا.
ويمكن إيضاح تناقض موقف المجر إزاء الأزمة الأوكرانية، من خلال مسارين، تمثَّل الأول في قيام المجر في بداية الأزمة الأوكرانية بتأييد العقوبات المفروضة على روسيا، وعرض الدعم على الرئيس الأوكراني، والسماح للمهاجرين الأوكرانيين بالدخول إلى البلاد، والتوقف عن عرقلة جهود انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف "الناتو".
في حين جاء المسار الثاني مناقضًا لذلك؛ إذ إنه بينما توقَّفت جميع دول وسط وشرق أوروبا عن التعاون مع بنك الاستثمار الدولي الروسي، استمرت المجر في التعامل معه، فضلًا عن مواصلة تدشين محطة "باكس" النووية مع روسيا وفق المخطط الزمني لها. كما أشارت المجر إلى تأثر عملتها جراء العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا، ومن ثمّ لوَّحت بعدم الاستمرار في التصويت لصالح تلك العقوبات.
المصدر: فورين بوليسي