recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

‮«‬الألم‭ ‬والحب‮» ‬‭ ‬وتداعيات‭ ‬الطنين‭ ‬فى‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬طنين‮»‬‭ ‬ للدكتور‭ ‬عزوز‭ ‬إسماعيل

 ‮«‬الألم‭ ‬والحب‮» ‬‭ ‬وتداعيات‭ ‬الطنين‭ ‬فى‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬طنين‮»‬‭ ‬

للدكتور‭ ‬عزوز‭ ‬إسماعيل «1»


د. سعدية العادلى



بقلم‭ ‬د‭. ‬سعدية‭ ‬العادلي



لولا‭ ‬الألم‭ ‬ما‭ ‬تحركت‭ ‬المشاعر،‭ ‬فالحياة‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬الخير‭ ‬والشر،‭ ‬اللذة‭ ‬والألم،‭ ‬الفضيلة‭ 


‬والرذيلة،‭ ‬السعادة‭ ‬والشقاء‭.‬


وكثير‭ ‬من‭ ‬الأدب‭ ‬وليد‭ ‬الألم‭. ‬فلولا‭ ‬ألم‭ ‬أبي‭ ‬العلاء‭ ‬المعري‭ ‬من‭ ‬الفقر‭ ‬تارة‭ ‬ومن‭ ‬العمى‭ 


‬تارة‭ ‬أخرى‭ ‬ما‭ ‬نظم‭ ‬شعرًا‭ ‬يخلد‭ ‬اسمه،‭ ‬ويتردد‭ ‬على‭ ‬الساحات‭ ‬الأدبية‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ 


‬وكما‭ ‬قال‭ ‬فيلسوف‭ ‬الشعراء‭.‬


نشكو‭ ‬الزمان،‭ ‬وما‭ ‬أتي‭ ‬بجناية‭ ‬ولو‭ ‬استطاع‭ ‬تكلما‭ ‬لشكانا،‭ ‬فالأدباء‭ ‬والشعراء‭ 


‬ينطقهم‭ ‬ألم‭ ‬الحب‭ ‬أحيانًا‭ ‬وألم‭ ‬الفقد‭ ‬أحيانا‭ ‬وألم‭ ‬الحنين‭ ‬أحيانا‭.‬


وقد‭ ‬ينعم‭ ‬الله‭ ‬بالبلوى‭ ‬وإن‭ ‬عظمت‭   ‬ويبلي‭ ‬الله‭ ‬بعض‭ ‬القوم‭ ‬بالنعم


أحدث‭ ‬الطنين‭ ‬فى‭ ‬أذنيّ‭ ‬الكاتب‭ ‬ألمًا‭ ‬رفعه‭ ‬لأوج‭ ‬المشاعر‭ ‬فأخذ‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬نوبة‭ ‬من‭ ‬نوبات‭ 


‬الألم‭ ‬يستعيد‭ ‬الذكريات‭ ‬والأحداث‭ ‬والأوجاع‭ ‬متصفحًا‭ ‬كتاب‭ ‬عمره‭ ‬على‭ ‬جسر‭ ‬مؤلم‭ 


‬حزين،‭ ‬لولا‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬كان‭ ‬ملجأه،‭ ‬والعلم‭ ‬غايته‭ ‬ومنقذه،‭ ‬فصادق‭ ‬الورق‭ ‬والقلم‭ ‬والكتاب‭ ‬


وصار‭ ‬علمًا‭ ‬للثقافة‭ ‬والأدب‭.‬


وطنين‭ ‬هي‭ ‬الرواية‭ ‬الأولى‭ ‬للدكتور‭ ‬عزوز‭ ‬علي‭ ‬إسماعيل،‭ ‬وهي‭ ‬صوت‭ ‬الألم‭ ‬الذي‭ 


‬فاجأه‭ ‬إثر‭ ‬تفكير‭ ‬عميق‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬حل‭ ‬لبعض‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬داهمته‭ ‬بعد‭ ‬عودته‭ ‬لأرض‭ 


‬الوطن‭ ‬‮«‬مصر‮»‬‭ ‬بقرار‭ ‬سريع‭ ‬غير‭ ‬مدروس‭ ‬نتيجة‭ ‬للأحداث‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬مصر‭ 


‬‮«‬محبوبته‮»‬‭ ‬فى‭ ‬الخامس‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2011،‭ ‬وكالعادة‭ ‬وكما‭ ‬حدث‭ ‬كثيرًا‭ ‬مع‭ 


‬العائدين‭ ‬من‭ ‬بلاد‭ ‬الغربة‭ ‬يملؤهم‭ ‬الحنين‭ ‬للوطن،‭ ‬وحميمية‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬وتكون‭ 


‬الصدمة‭ ‬أنه‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬ينتظر‭ ‬عودتهم‭ ‬سوى‭ ‬النصابين‭ ‬والمحتالين،‭ ‬تعرض‭ ‬الكاتب‭ 


‬لعملية‭ ‬نصب‭ ‬أتت‭ ‬عليه‭ ‬والتهمت‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬جناه‭ ‬بالغربة‭ ‬والسفر‭ ‬والسهر،‭ ‬والعناء،‭ ‬فلم‭ 


‬يجن‭ ‬سوى‭ ‬الطنين‭ ‬يصاحبه‭ ‬عبر‭ ‬رحلة‭ ‬الأيام‭ ‬بين‭ ‬الألم‭ ‬والأمل‭.‬


الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬للكاتب‭ ‬الدكتور‭ ‬عزوز‭ ‬إسماعيل‭ ‬أعمالاً‭ ‬خالدة،‭ ‬فهو‭ ‬صاحب‭ 


‬موسوعة‭ ‬‮«‬المعجم‭ ‬المفسر‭ ‬لعتبات‭ ‬النصوص‮»‬‭ ‬ذات‭ ‬المردود‭ ‬العلمي‭ ‬والثقافى،‭ ‬التي‭ 


‬ظهر‭ ‬تأثيرها‭ ‬واضحًا‭ ‬على‭ ‬المنصات‭ ‬النقدية‭ ‬داخل‭ ‬مصر‭ ‬وخارجها‭.‬


فهو‭ ‬يلبي‭ ‬الدعوات‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬متعددة‭ ‬لإلقاء‭ ‬المحاضرات‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬المناسبات‭ ‬وله‭ 


‬مبادرات‭ ‬عديدة،‭ ‬كمبادرة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬يدعى‭ ‬دائما‭ ‬لمناقشة‭ ‬القضايا‭ 


‬الأدبية‭ ‬الكبرى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استديوهات‭ ‬الإذاعة‭ ‬والتليفزيون،‭ ‬وسجل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬


الحلقات‭ ‬لتأصيل‭ ‬الهوية،‭ ‬وقضية‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان،‭ ‬ومن‭ ‬التراث‭ ‬والأدب‭ ‬الشعبي،‭ 


‬وسجلت‭ ‬له‭ ‬قناة‭ ‬النيل‭ ‬الثقافية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحلقات‭. ‬وله‭ ‬قناة‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬‮«‬يوتيوب‮»‬‭ 


‬ينشر‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الرؤى‭ ‬والثقافات‭ ‬الأدبية‭ ‬والنقدية‭ ‬لطلابه‭ ‬ومريديه‭ ‬وقد‭ ‬نال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ 


‬الجوائز‭ ‬والتكريمات‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬مختلفة،‭ ‬له‭ ‬مؤلفات‭ ‬عديدة‭ ‬فى‭ ‬موضوعات‭ ‬شتي‭ ‬منها‭.‬


كتاب‭ ‬الألم‭ ‬فى‭ ‬الرواية‭ ‬العربية‭.‬


كتاب‭ ‬عتبات‭ ‬النص‭.‬


كتاب‭ ‬الرواية‭ ‬الرسائلية‭ ‬والرسالة‭ ‬الروائية‭.‬


وله‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬النقدية‭ ‬والأدبية‭ ‬المتنوعة‭.‬


وفق‭ ‬الكاتب‭ ‬فى‭ ‬اختيار‭ ‬اسم‭ ‬روايته‭ ‬‮«‬طنين‮»‬،‭ ‬فالطنين‭ ‬يعد‭ ‬بطل‭ ‬الرواية،‭ ‬فأحيانًا‭ ‬


يكون‭ ‬شرسًا‭ ‬فى‭ ‬إطاحته‭ ‬برأس‭ ‬فريسته‭ ‬فيستدعي‭ ‬الكاتب‭ ‬آلام‭ ‬حياته‭ ‬على‭ ‬مر‭ 


‬السنين،‭ ‬يستدعي‭ ‬الطنين‭ ‬حادثًا‭ ‬مؤثرًا‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬الكاتب،‭ ‬موت‭ ‬أبيه‭ ‬يوم‭ ‬زفاف‭ ‬أخته،‭ 


‬ولأنه‭ ‬أصغر‭ ‬إخوته‭ ‬أجبره‭ ‬إخوته‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬مع‭ ‬العروس‭ ‬حتى‭ ‬توصيلها‭ ‬لبيت‭ ‬الزوجية‭ 


‬فى‭ ‬بلد‭ ‬آخر‭ ‬دون‭ ‬علمها‭ ‬بموت‭ ‬أبيها،‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬الألم‭ ‬يعتصره‭ ‬كلما‭ ‬تذكر‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ 


‬تشييع‭ ‬أبيه‭ ‬إلى‭ ‬مثواه‭ ‬الأخير‭.‬


ويعاوده‭ ‬الطنين‭ ‬ناخرًا‭ ‬فى‭ ‬أذنيه‭ ‬ورأسه‭ ‬عند‭ ‬تسجيله‭ ‬حلقة‭ ‬تليفزيونية‭ ‬حول‭ ‬الفنون‭ 


‬والآداب،‭ ‬وكيفية‭ ‬ربط‭ ‬الأدب‭ ‬بالفن،‭ ‬فكرة‭ ‬طرحها‭ ‬فى‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للجامعات،‭ 


‬ونسبت‭ ‬لشخص‭ ‬آخر،‭ ‬زاد‭ ‬الألم،‭ ‬وأخذ‭ ‬الطنين‭ ‬يعلو‭ ‬ويعلو‭ ‬وقاده‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬الوباء‭ 


‬المستشري‭ ‬كورونا‭ ‬وما‭ ‬فعله‭ ‬بالبلاد‭ ‬والعباد،‭ ‬وكيف‭ ‬ذهب‭ ‬للطبيب‭ ‬الذي‭ ‬نصحه‭ ‬بشراء‭ 


‬سماعة‭ ‬ووصف‭ ‬له‭ ‬المكان،‭ ‬وبالنظر‭ ‬للطبيب‭ ‬عندما‭ ‬هم‭ ‬بالانصراف،‭ ‬وجد‭ ‬فى‭ ‬إحدى‭ 


‬أذنيه‭ ‬سماعة‭. ‬


يستوقفنا‭ ‬الكاتب‭ ‬حين‭ ‬يتساءل‭: ‬ما‭ ‬قيمة‭ ‬الإنسان‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬دون‭ ‬إضافة‭ ‬شيء‭ 


‬أو‭ ‬أثر‭ ‬يحسب‭ ‬له‭ ‬عند‭ ‬الرحيل؟‭ ‬ليؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬السعي‭ ‬فى‭ ‬الحياة‭ ‬لإثبات‭ ‬الذات،‭ ‬وتحقيق‭ 


‬الآمال‭.‬


ويعاوده‭ ‬الطنين‭ ‬مستدعيا‭ ‬سنوات‭ ‬العمر‭ ‬الضائعة‭ ‬تسويفًا‭ ‬من‭ ‬أستاذه‭ ‬فى‭ ‬الجامعة‭ 


‬أضاع‭ ‬عليه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد،‭ ‬ورحيله‭ ‬عبر‭ ‬عجلة‭ ‬الزمن‭ ‬والمكان‭ ‬منقبًا‭ ‬عمّا‭ ‬عن‭ ‬


إليه‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬النقد،‭ ‬ومؤلفاته،‭ ‬ولشدة‭ ‬حبه‭ ‬وشغفه‭ ‬بهذه‭ ‬المعرفة‭ ‬فقد‭ ‬وصفها‭ ‬بأنها‭ ‬‮


«‬رحلة‭ ‬من‭ ‬العذاب‭ ‬السعيد‮»‬‭ ‬


يأخذه‭ ‬الطنين‭ ‬وما‭ ‬يصاحبه‭ ‬من‭ ‬صداع‭ ‬بسبب‭ ‬السماعة،‭ ‬فيستدعي‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬طنين‭ ‬


دوران‭ ‬الساقية،‭ ‬وينسحب‭ ‬للحنين‭ ‬إلى‭ ‬الوالد‭ ‬ومقولته‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬أغمضت‭ ‬عينيك‭ ‬قد‭ ‬لا‭ 


‬تشعر‭ ‬بالدوران‮»‬‭.‬


تساؤلات‭ ‬يطرحها‭ ‬الكاتب‭ ‬وهو‭ ‬يطوف‭ ‬بنا‭ ‬مرة‭ ‬براقص‭ ‬التنورة‭ ‬ومرة‭ ‬بالعصابة‭ ‬‮


«‬الغماية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬توضع‭ ‬على‭ ‬عيني‭ ‬البقر‭ ‬فى‭ ‬الساقية،‭ ‬ثم‭ ‬يعود‭ ‬لوصايا‭ ‬الوالد‭ 


‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬الأم‭ ‬الحنون‭ ‬التي‭ ‬تعطي‭ ‬بلا‭ ‬حساب،‭ ‬مع‭ ‬إعطاء‭ ‬نصيحة‭ 


‬يقدرها‭ ‬كل‭ ‬متحضر،‭ ‬وهي‭ ‬ثقافة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوقت‭ ‬يقدمها‭ ‬الأب‭ ‬البسيط‭ ‬بفطرته‭ 


‬لابنه‭ ‬الطفل‭ ‬الصغير‭ ‬‮«‬تصحي‭ ‬بدري‭ ‬يصبح‭ ‬يومك‭ ‬كله‭ ‬نادي‮»‬‭.‬


يستمر‭ ‬الكاتب‭ ‬مطوفًا‭ ‬بنا‭ ‬ليري‭ ‬الصورة‭ ‬المرسومة‭ ‬على‭ ‬جدران‭ ‬فناء‭ ‬المدرسة‭ ‬ملابس‭ 


‬الفراعنة‭ ‬التي‭ ‬تذكره‭ ‬بمئزر‭ ‬يوم‭ ‬عرفة،‭ ‬ليؤكد‭ ‬صلة‭ ‬العبادة‭ ‬برب‭ ‬الكون،‭ ‬فالعمل‭ ‬عبادة،‭ 


‬والتنسك‭ ‬عبادة‭ ‬مؤكدًا‭ ‬معرفة‭ ‬القدماء‭ ‬المصريين‭ ‬التوحيد‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬إخناتون‭ ‬‮«‬فحب‭ 


‬العمل‭ ‬هو‭ ‬عبادة‮»‬‭ ‬أسقط‭ ‬الكاتب‭ ‬ما‭ ‬فى‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬عشق‭ ‬للعلم‭ ‬والثقافة‭ ‬وما‭ ‬ينفقه‭ ‬من‭ 


‬وقت‭ ‬للاستعداد‭ ‬له،‭ ‬فإنه‭ ‬عبادة‭ ‬تربطه‭ ‬بالخالق‭ ‬وتقربه‭ ‬إليه،‭ ‬تناص‭ ‬مع‭ ‬الآية‭ ‬الكريمة‭ ‬‮


«‬وقل‭ ‬اعملوا‭ ‬فسيري‭ ‬الله‭ ‬عملكم‭ ‬ورسوله‭ ‬والمؤمنون‮»‬‭ ‬وأول‭ ‬سورة‭ ‬فى‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ 


‬‮«‬اقرأ‭  ‬بسم‭ ‬ربك‭ ‬الذي‭ ‬خلق،‭ ‬خلق‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬علق‭ ‬اقرأ‭ ‬وربك‭ ‬الأكرم‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬يذكرنا‭ 


‬بحبه‭ ‬لحصة‭ ‬التاريخ،‭ ‬فحب‭ ‬الكاتب‭ ‬للتاريخ‭ ‬أضمر‭ ‬فى‭ ‬نفسه‭ ‬الأصالة،‭ ‬حضارة‭ 


‬القدماء‭ ‬وفكرهم‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬يحيِّر‭ ‬العالم‭. ‬ثم‭ ‬ينتقل‭ ‬فى‭ ‬عشق‭ ‬ثقافى‭ ‬مستعرضًا‭ 


‬كتاب‭ ‬الدكتور‭ ‬ميلاد‭ ‬حنا‭ ‬‮«‬الأعمدة‭ ‬السبعة‭ ‬للشخصية‭ ‬المصرية‮»‬،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ 


‬المصريين‭ ‬بداخلهم‭ ‬تلك‭ ‬الجينات‭ ‬السبعة‭ ‬فنان‭ ‬عظيم‭ ‬نسعد‭ ‬به‭ ‬ونفخر،‭ ‬رغم‭ 


‬الانعكاسات‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬فى‭ ‬الأزمنة‭ ‬القريبة‭.‬


ويعاوده‭ ‬الطنين‭ ‬فيتمني‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬علاجًا‭ ‬عند‭ ‬أجدادنا‭ ‬القدماء،‭ ‬ثم‭ ‬يستمر‭ ‬فى‭ ‬جرعاته‭ 


‬الثقافية‭ ‬فيستحضر‭ ‬الفيلسوف‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬ويل‭ ‬ديورانت‮»‬‭ ‬فى‭ ‬موسوعته‭ ‬‮«‬قصة‭ 


‬الحضارة‮»‬‭ ‬استغرق‭ ‬فى‭ ‬كتابتها‭ ‬أربعين‭ ‬عامًا،‭ ‬شاركته‭ ‬فيها‭ ‬زوجته‭ ‬‮«‬أويل‭ ‬ديورانت‮»‬‭ 


‬ثم‭ ‬يجول‭ ‬فى‭ ‬عقول‭ ‬البشر‭ ‬أساس‭ ‬تلك‭ ‬الحضارات‭ ‬مقارنًا‭ ‬بما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬فعلًا‭ ‬من‭ 


‬شأن‭ ‬التفاهات،‭ ‬وأصبحت‭ ‬الأجيال‭ ‬الصاعدة‭ ‬جل‭ ‬اهتمامها‭ ‬الشهرة‭ ‬والمال،‭ ‬وتقليد‭ 


‬الآخرين‭ ‬وفقد‭ ‬الرؤية‭ ‬وانتشار‭ ‬لغة‭ ‬الشات‭.‬


وسحر‭ ‬الحب‭ ‬الأول‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬الكاتب‭ ‬صورة‭ ‬رومانسية‭ ‬وصفها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬طنين‭ ‬رأسه‭ ‬منذ‭ 


‬الطفولة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‮»‬‭.‬


يراوغنا‭ ‬القاص،‭ ‬وما‭ ‬أكثر‭ ‬مراوغاته‭ ‬الثقافية،‭ ‬وملاعباته،‭ ‬يدغدغ‭ ‬مشاعر‭ ‬القارئ،‭ ‬


واصفا‭ ‬‮«‬سمر‮»‬‭ ‬ويقول‭ ‬إنها‭ ‬زميلته‭ ‬فى‭ ‬الكلية،‭ ‬معددًا‭ ‬محاسنها‭ ‬متغزلًا‭ ‬فى‭ ‬جمالها،‭ 


‬فهي‭ ‬إذا‭ ‬ابتسمت‭ ‬فرحت‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬الدنيا،‭ ‬وإذا‭ ‬ثارت‭ ‬كانت‭ ‬لثورتها‭ ‬حكايات‭.‬


ثم‭ ‬يعاود‭ ‬ويقول‭ ‬إنها‭ ‬بمفردها‭ ‬طنين‭ ‬رأسه‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة،‭ ‬وهو‭ ‬فى‭ ‬الجامعة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬طفلًا‭ 


‬إذن‭ ‬من‭ ‬هي‭ ‬سمر؟؟


سمر‭ ‬هي‭ ‬حب‭ ‬الطفولة‭ ‬البريئة‭ ‬الذي‭ ‬تفشي‭ ‬حروف‭ ‬الحب‭ ‬الأولى‭ ‬فى‭ ‬قلب‭ ‬البطل،‭ 


‬فأصبح‭ ‬رمزًا‭ ‬يعول‭ ‬عليه‭ ‬مشاعر‭ ‬الفنان‭ ‬عندما‭ ‬يلتقي‭ ‬الحب‭ ‬الملهم،‭ ‬أما‭ ‬سمر‭ ‬الحقيقية‭ 


‬التي‭ ‬هي‭ ‬فى‭ ‬خاطره‭ ‬وفى‭ ‬دمه‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أهدى‭ ‬إليها‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬هي‭ ‬وحدها‭.. ‬كما‭ 


‬جاء‭ ‬بالإهداء‭.‬


‭(‬هي‭ ‬ملهمتي،‭ ‬ناجيتها‭ ‬فى‭ ‬الأسحار‭ ‬كثيرًا،‭ ‬كتبت‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬شعرًا،‭ ‬قيل‭ ‬عنه‭ ‬إنه‭ ‬عذب‭ 


‬الكلمات،‭ ‬ورائق‭ ‬الإحساس،‭ ‬شجي،‭ ‬به‭ ‬آهات‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬عشق‭ ‬نادر‭ ‬الوجود‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬يذكرنا‭ 


‬بقصص‭ ‬العشق‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬خلدها‭ ‬التاريخ‭ ‬وترويها‭ ‬كتب‭ ‬التراث،‭ ‬مضاد‭ ‬ومي،‭ 


‬قيس‭ ‬وليلي،‭ ‬جميل‭ ‬بثينة‭....‬،‭.....‬


كانت‭ ‬تحاول‭ ‬الابتعاد‭ ‬عني‭ ‬دائمًا،‭ ‬لا‭ ‬أدري‭ ‬لماذا؟‭ ‬ثم‭ ‬يطير‭ ‬بنا‭ ‬لمحمد‭ ‬عبدالحليم‭ 


‬عبدالله‭ ‬ورواية‭ ‬‮«‬بعد‭ ‬الغروب‮»‬‭ ‬ورواية‭ ‬‮«‬غرام‭ ‬حائر‮»‬‭.‬


فمحبوبته‭ ‬التي‭ ‬ينتمي‭ ‬ويهرب‭ ‬إليها‭ ‬دائمًا‭ ‬هي‭ ‬ملهمته‭ ‬مهما‭ ‬صال‭ ‬وجال‭ ‬بين‭ ‬حماقات‭ 


‬وانكسارات‭ ‬وهزائم،‭ ‬تجعله‭ ‬يعود‭ ‬متمنيًا‭ ‬أن‭ ‬ينهض‭ ‬من‭ ‬كبوته‭ ‬ويتلقفها‭ ‬مغنيًا‭ ‬لها‭ 


‬ترانيم‭ ‬السماء،‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬كان‭ ‬حبًا‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬واحد،‭ ‬فقد‭ ‬أعطي‭ ‬عزوز‭ ‬إسماعيل‭ 


‬معشوقته‭ ‬‮«‬مصر‮»‬‭ ‬الكثير‭ ‬ولم‭ ‬ينل‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬يستحقه‭ ‬ويرضيه‭ ‬ويشبع‭ ‬طموحاته‭ ‬


ونشاطه،‭ ‬كان‭ ‬يأمل‭ ‬أن‭ ‬تحتضنه‭ ‬وتحتويه،‭ ‬تقابل‭ ‬عطاءه‭ ‬بعطاء‭ ‬وهي‭ ‬أم‭ ‬العطاء،‭ ‬ففي‭ 


‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يستفيق‭ ‬من‭ ‬حبه‭ ‬الملهم‭ ‬ليجد‭ ‬نفسه‭ ‬عائدًا‭ ‬إليها‭ ‬فهي‭ ‬حبه‭ ‬الأصيل‭ ‬وهي‭ ‬قبلته‭- 


‬بدايته‭ ‬ومنتهاه‭.‬


‭(‬لوحة‭ ‬الغلاف‭) ‬


لوحة‭ ‬جمالية‭ ‬تجمعت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬عناصر‭ ‬الرواية،‭ ‬خلفية‭ ‬ناصعة‭ ‬البياض‭ ‬وصورة‭ ‬لفتاة‭ 


‬جميلة،‭ ‬شعرها‭ ‬المنساب‭ ‬فى‭ ‬عفوية،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬طوق‭ ‬من‭ ‬الزهور،‭ ‬وطرحة‭ ‬شفافة‭ 


‬دليل‭ ‬النقاء‭ ‬وطهارة‭ ‬النفس‭ ‬والروح‭ ‬ونظرة‭ ‬إلى‭ ‬أسفل‭ ‬دلالة‭ ‬الحزن‭ ‬والانكسار،‭ ‬وقد‭ ‬بدأ‭ 


‬الفارس‭ ‬صغير‭ ‬السن‭ ‬صغير‭ ‬الحجم،‭ ‬يفسر‭ ‬مضمون‭ ‬الرواية،‭ ‬فالبطل‭ ‬امتطى‭ 


‬الصعاب‭ ‬مصممًا‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الآمال‭ ‬فى‭ ‬غد‭ ‬مشرق‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله،‭ ‬والخيل‭ ‬رمز‭ ‬الخير‭ ‬


والوجاهة،‭ ‬وكما‭ ‬جاء‭ ‬بالحديث‭ ‬الشريف‭ ‬‮«‬الخيل‭ ‬معقود‭ ‬فى‭ ‬نواصيها‭ ‬الخير‭ ‬إلى‭ ‬يوم‭ 


‬القيامة‭ ‬وهي‭ ‬رمز‭ ‬القوة‭ ‬والفروسية‭ ‬والشجاعة‮»‬‭..‬


رواية طنين

المعجم المفسر لعتبات النصوص

الرسالة الروائية والرسالة الروائية

د. عزوز على إسماعيل














google-playkhamsatmostaqltradent