recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

إعلان

الأهرام والمثقفون .. عِشقُ يدوم!


الأهرام والمثقفون .. عِشقُ يدوم!

بقلم: صبري الموجي

"د. صلاح فضل عاشقٌ للأهرام".. هذا ما أكده لي د. مصطفي يوسف المُتحدث الإعلامي لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، أثناء تتبُعِه نشر تعقيب د. صلاح فضل رئيس المجمع علي توصيات دورة المجمع الثامنة والثمانين، والتي جاءت بعنوان "  تعريبُ العلوم : التجارب والحلول والمشكلات"

ولاشك أن عِشقَ د. فضل للأهرام، هو  ترجمةٌ حقيقية لقيمة الأهرام، مَعشوقة المثقفين، ومهوي أفئدتهم منذ نشأتها وحتي الآن؛ لما امتازت به - وهو غيضٌ من فيض - من شمول المادة الصحفية، وتنوعها، وجرأة أقلام كُتابها المُتزنة، التي تُميط اللثام عن الحقيقة بلغة راقية، تشير إلي موطن الداء بعيدا عن الشتم والتجريح، فضلا عن المصداقية، التي تحترمُ ميثاق العمل الصحفي، والتي تأتي دائما جنبا إلي جنب مع السبق الصحفي، الذي امتازت به الأهرام علي الدوام .

ورغم أن شهادتي في حق هذا الصرح العريق مجروحة؛ لأنني أهراميٌ حتي النخاع، إلا أن ما أقوله يُقره كلُّ من عشق الأهرام، وحرص علي اقتنائها لتكون مصدرَ معلوماته البعيدة عن الغش والتزييف.

شهادةُ د. فضل في حق الأهرام، هي تأكيدٌ لولاء الرجل لهذا الصرح الشامخ، الذي ضمت جنباتُه أساطين الثقافة والفكر مثل موسيقار الكلمة طه حسين، ونحَّات الفكر العقاد،  وفيلسوف الأدباء توفيق الحكيم، وأديب نوبل محفوظ، وعبد الرحمن الشرقاوي، وبنت الشاطئ، ويوسف إدريس، ويوسف السباعي، ومحمد حسنين هيكل، وأحمد بهاء الدين،  وصلاح جاهين، وسلامة أحمد سلامة، وإبراهيم نافع، وأنيس منصور، وصلاح منتصر، وعبد الوهاب مطاوع، وعيسي الشرقاوي، وصلاح حافظ، وغيرهم الكثير والكثير ممن كانت لهم بصماتُهم الواضحة في الارتقاء بالفكر، والسمو بالوجدان، والتي جعلت كلَّ واحد من هؤلاء وغيرهم مدرسة في ميدانه.

شهادة د. فضل للأهرام، الذي كنتُ سفيره في تغطية فعاليات المجمع الأخيرة، هي تكريمٌ أسعدني، ودافعٌ لمواصلة التميز والإتقان.

ولأن الحديثَ عن الأهرام حديثٌ ذو شجون لا يكفيه مجرد مقال، أنتقل سريعا لتعقيب د. فضل علي مؤتمر "تعريب العلوم" ؛ ليخرج القارئ بفائدة، حيث أفاد أن انعزال اللغة العربية عن باقي اللغات، هو حكمٌ عليها بالإعدام؛ لأن التعريب عمليةٌ ضرورية للتنمية اللغوية والفكرية والثقافية، وأن الحضارة أخذٌ وعطاء، وإذا كانت العربية قد أخذتْ من غيرها، فإنها سدّت دينها، وأوفت الكيل، وصار لها الفضلُ في النهضة العلمية والثقافية بآوروبا.

فعالياتُ مجمع اللغة العربية، توقفت عامين بسبب جائحة كورونا، وعادت من جديد بمؤتمر قوي عن قضية قديمة جديدة، هي قضية تعريب العلوم، ذلك المؤتمر الذي أثبت المشاركون فيه أن مشكلة تطبيق التعريب علي أرض الواقع، تعود إلي أن المشتغلين بهذه العلوم عاجزون عن شرحها وعرضها بلغة بسيطة مفهومة، وهو ما جعلها حلما لابد له من رجال أشداء لجعله حقيقة معيشة.

مجمع اللغة العربية برئيسه د. فضل، ود. الربيعي، وأمينه العام د. عبد الحميد مدكور، وأعضاء المجمع وخبرائه، جعلوا قضية التعريب شغلهم الشاغل فهل ينجحون في ذلك؟

google-playkhamsatmostaqltradent