ما تحديات إنشاء نظام إقليمي موحد في آسيا الوسطى؟
أصبح من الضروري تحرُّك دول آسيا الوسطى نحو تشكيل نظام إقليمي موحد، ووضع أطر مؤسسية وأمنية مشتركة، خاصة في ضوء التحديات التي تواجهها المنطقة، والمتمثلة في صراع القوى العظمي الرئيسة (الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا)، نظرًا لتقاطع مصالحهم الجيوسياسية بشكل متزايد في آسيا الوسطى، حيث يرغب كل منهم في تعزيز نفوذه في المنطقة على حساب الآخر، الأمر الذي يُمثل تهديدًا محدقًا لسيادة وأمن دول آسيا الوسطى.
لكن العقبات التي حالت دون تنسيق المواقف الإقليمية والأمنية المشتركة فيما بين دول آسيا الوسطى على مدار العقود الماضية، تمثلت في ضعف تلك الدول، مقارنة بكل من روسيا والصين، واعتمادها الأمني عليهما بشكل متزايد، الأمر الذي أدى لربطها بهيكل الأمن الإقليمي الذي أنشأته "موسكو" و"بكين"، والذي يتمثل في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ورابطة الدول المستقلة أو كومنولث الدول المستقلة، ومنظمة "شانغهاي" للتعاون.
لذلك يتعيَّن على دول آسيا الوسطى اتخاذ خطوات لتشكيل موقف إقليمي وأمني موحد فيما بينها، أو ما يُسمى بالمجتمع الأمني، يأتي في طليعتها تطوير هوية وقيم مشتركة لدول المنطقة، وتحديد التهديدات الأمنية المشتركة التي تواجه تلك الدول، وتتمثل بشكل رئيس في تنافس القوى العظمى في المنطقة، فضلًا عن وجود الجماعات الإرهابية في المحيط الإقليمي للمنطقة، مثل حركة طالبان، وتنظيم داعش، وغيرهما.
المصدر: ذا ناشيونال إنترست