القاهرة ترحب بالأمير محمد بن سلمان
استقبلت القاهرة مساء أمس الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، في زيارة أكد الإعلامي عمرو أديب أنها تحظى باهتمام إعلامي مصري وسعودي كبير، حتى أن استقبال سمو الأمير أُذيع على الهواء مباشرةً، وقال «أديب» إن هذه الزيارة تأتي في وقتٍ حساسٍ للغاية بالنسبة للمنطقة والعالم جراء الحرب الروسية الأوكرانية، لذلك فإن تنسيق الجهود والمباحثات المكثفة أمرٌ بالغ الأهمية، فهناك مشكلات عديدة وملفات سياسية واقتصادية تفرض نفسها على الساحة، سواء فيما يخص أزمة الغذاء والطاقة، أو ملف إيران النووي وغيره، وهناك كيمياء بين الزعمين تتيح لهما التوافق حول الكثير من القضايا الإقليمية والدولية.
ولتحليل الزيارة من الناحية السياسية، أكد الدكتور عبد المنعم سعيد الكاتب والمحلل السياسي «في مداخلة مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج كلمة أخيرة» أن الزيارة تأتي في توقيت مهم قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي «جو بايدن» الشهر المقبل، وتستدعي التنسيق المُسبق بين مصر والسعودية، وتوقع أن تطالب الدول العربية الولايات المتحدة خلال تلك الزيارة بالعمل على ألا تمتد الحرب الروسية الأوكرانية لفترة أطول، نظرًا لتأثيرها على مصالح أساسية للدول العربية وبالأخص شقي الغاز والقمح، مع التأكيد على الرغبة في التوصل لنظام عالمي مستقر.
ومن الناحية الاقتصادية، أكد الأستاذ عبد الحميد أبو موسى رئيس مجلس الأعمال المصري-السعودي «لبرنامج كلمة أخيرة» أن المملكة أكبر شريك تجاري لمصر وأكبر مستثمر عربي فيها وثاني أكبر مستثمر عالمي بعد بريطانيا، حيث تصل استثمارات السعودية في مصر لحوالي ٥٤ مليار دولار موزعة على ٥٣٠٠ مشروع في الأنشطة كافة، وتوقع أن تُوقع اليوم الثلاثاء اتفاقيات مهمة بين البلدين، باستثمارات تغطي تقريبًا كل المجالات الاقتصادية التي تحتاجها مصر، في الزراعة والصناعة والنقل وغيرهم، كما توقع فرصًا كبيرة للقطاع الخاص نتيجة لهذه الزيارة، وأكد أن الدولة حاليًا تبذل أقصى ما تستطيع لإزالة العقبات أمام المستثمرين.
ومن الجانب السعودي، أكد السفير أسامة نقلي سفير المملكة العربية السعودية لدى القاهرة «هاتفيًّا لبرنامج مساء dmc» أن زيارة ولي العهد السعودي لمصر تعكس مستوى العلاقات القوية والعميقة بين البلدين ومستوى الروابط بين الشعبين الشقيقين ومستوى التنسيق الكبير الذي دائمًا ما يشهد تطورًا على مر السنوات، فهناك توافق في الرؤى واصطفاف في مواجهة التحديات وهو ما ساهم في استتباب الأمن والاستقرار ليس فقط بالمملكة ومصر ولكن للأمة العربية والإسلامية.
وتابع السفير أسامة نقلي موضحًا أن مثل هذه الزيارات عادةً تكون ذات شقين: شق سياسي بالتشاور والتنسيق تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وشق ثنائي؛ فالعلاقة الطويلة بين البلدين أفرزت العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وصلت ذروتها مؤخرًا لتبلغ 70 اتفاقية غطت كل مجالات التعاون وهذا ما ارتقى بالعلاقات لمستوى العلاقات الاستراتيجية، والاستثمارات السعودية الخاصة في مصر كبيرة وهناك تطلعات لزيادتها، والتعاون قائم بالفعل على المستويين: الحكومة والقطاع الخاص لتعزيز المصالح المشتركة في كل القطاعات.