إعلان

recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

الفن المدلل في قصيدة (الشعر حياة ) للشاعر/طارق عتريس أبوحطب بقلم د. أحمد مصطفى






تخرج الشاعر الدكتور طارق أبو حطب في كلية الدراسات الإسلامية ، وكان من أبناء قسم اللغة العربية المميزين الجادين المحبين العاشقين ، واللغة العربية بأقسامها وكلياتها درة الشعر وعاصمة الحرف ، وربة بيت الشعر أو  الفن المدلل في لغتنا الوارفة.

غير أن البيئة الثقافية التي نشأ بها الشاعر ، ومشاركاته الأدبية ، وعضويته العاملة في نادي الأدب ، ومساهماته النقدية في الصحف الالكترونية والورقية ، أفصحت عن شاب تجاوز الأربعين وهو مازال يحلم وينظم ، وتيمنى ويرجو .

وقد قيل :" من لم يكتب قصيدة أو تطربه قصيدة ؛فليبحث لنفسه عن أصل آخر فما هو بعربي" وفي قصيدته ، جعل الشعر حبا ، وموجا يفيض سحرا وجمالا على الحياة ، بهمس حروفه ، وعلو همته، وعذوبته ورونقه يقول:

يفيض الشعر بالسحر الحلال 

وهمس الحرف يسكنه الجمال 

ونبض القلب للجوزاء يسمو 

يروم القرب من ساح الوصال

إن من البيان لسحرا ، ومن الشعر لحكمة ، وهذا البيان وهذه الحكمة هما تجربة شاعر صادق العاطفة مسجور الطلعة ،مسحور المخيلة ، تأتيه الكلمات تباعا ، فيصوغ منها أعذب الكلمات ، ويبث شجونه ، ويغرد بسلام، فنحن نتعلم ممن يتحدث عن نفسه بصدق ، يقول:

أبث خوالج الكون اشتياقي

و بثي ليس يخطؤه الخيال 

فروض الشعر في الخفاق يزهو

و بوح صداه أنطقه المحال

والشعر حين يكون بلغة سهلة بسيطة ، وأسلوب سلس عذب ، يفتح للقلوب آفاقا رحبة من الجمال ، فيجعلنا نؤمن برحابة الكلمة ونعانق في وداعة الربيع شدو الحياة ، يقول:

فكم غنى بدوح العشق طير

و كم تاقت إلى نيل الكمال

و كم نفس سقاها الهجر يأسا

فأغناها عن اليأس المقال

و كم حرف أحال البؤس نعمى

و أسكن في مواطنه الدلال

أرأيت هذه المتناقضات ، التي أعطت الأبيات وضوحا في المعنى ، ثم يبث الشاعر آهاته ، ويمسح معنا عبراته ، كلما تلاطم موج شعره ، فالحروف نعم تثلج القلب وتربط على الكتف ، وتصنع عالما فاضلا ، يغاير عالم البؤس والهجر والشقاء.

ثم يقول:

يتيه الشعر بالفصحى و يحلو

بشهد قصيده العذب الزلال

إذا باح القريض بسر صب

كساه الشعر من حلل الجلال 

و لو فاح العبير بدرب قوم

تهيم النفس يسعدها النوال

و لو صيغت بحور الشعر عقدا

فماذا بعد في الدنيا ينال

و لو نثرت حروف النظم درا

 لكان المرء محمود الفعال

وتتوالى أبيات القصيدة عقدا متناسق الحبات ، متلألأ النغمات ، ولعل ( طارق ) حين صاغ قصيدته ، أراد أن يتحقق حلمه على أرض  واقعه ، وأن الفرار لايكون إلا للشعر ، فالشعر هو الحب ، والنغم ، هو الموسيقى ، والعاظفة ، هونبض القلوب ، وموقظ الهمم ، هو الرياض الزاهرة ، والعيون الباهرة ، هو الإنسان في أبهى وأنقى صوره. وهو كما يقول  الشاعر:

فهذا الشعر في الدنيا لسان

كصوت الحر يخرسه الجدال

و إن كان القريض سليب فكر

رمته النفس في جوف الخبال

هي الأشعار أكوان و سلوى

و أوزان بلا قبح ارتجال

فإن آتاك بالحسنى فمرحى

ببيت الشعر باق لا يزال

و إلا دعه للهمم العوالي

وقاك الله من زلل الرجال

 انتهت القصيدة ولم ينته الشعر ، ويبقى طارق أبو حطب الشاعر الإنسان ، الجميل الفنان ، النقي البهي التقي، البحار الذي يغوص في لغة الضاد ، فسيتخرج دررا، وينظم من حروف اللغة سرورا حيا ....

 الفن المدلل في  قصيدة (الشعر حياة )  للشاعر/طارق عتريس أبوحطب بقلم د. أحمد مصطفى
دكتور طارق عتريس أبو حطب

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent