recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

إعلان

د. ممدوح سالم يكتب: الثانوية العامة ما كان وما سيكون


د. ممدوح سالم يكتب: الثانوية العامة ما كان وما سيكون

هذا ما كان

انتهى المولد كانتهائه كل عام.. ودًع الرعاة الجميع وجعلوا يتلقون التهنئة والتبريكات على انتهاء المولد السنوي.. وانصرف المدعوون (المراقبون وهيئات اللجان) ولا يدرون ما كان ولا ما سيكون..


 أصحاب الفرح (الطلاب الأبرياء) هم ضحايا المشهد مع أوليائهم.

 ‏أما ما سيكون..

 ‏ملايين الطلاب يهرعون إلى حجز مقاعدهم في مراكز الدروس الخصوصية لدى متخصصين تربويين وغير متخصصين، (وفي كل ليسوا معلمين..) ويجري الحال كسابقتها وليس من أمل للتغيير والإصلاح.

المشكلة؟!

 ‏نظام تعليمي ارتضاه الوزير وعمل عليه منتفعون لا يفيد علما ولا معرفة.. كيف؟

أقول:

الامتحانات: 

‏نظام تقييم يقوم على نظم الاختيار من متعدد في جميع المواد، يفتقد مفاهيم قياسية محددة، وأسس معيارية متفق عليها، لا المعلم خبير بها لافتقاده التدريب الشامل والكافي، ولا الطالب ملم بأدني درجاته.

الاختيار من متعدد 

نظام زهد في واضعوه أصلا، وقرروا عدم صلاحيته إلا في بعض التقييمات القياسية المحددة الجوانب؛ إنما إطلاقه وشموله على عموم الاختبارات كما هو الحال وفي كل المواد؛ فذلك ما لم يقل به الأولون والآخرون.

التعبير الإنتاج الكتابي مثلا وإلا أحدهم يجيب:

كيف يمكن قياس فرع التعبير الكتابي أو التحريري بالاختيار من متعدد؟ وكيف يمكننا معيارية مهارة الكتابة دون كاتب؟ وأنى يكون إنتاج نص كتابي بلا كتابة أصلا؟

هل يكفي أن نخير الطالب هكذا في المطلق في اختيار فكرة رئيسة من أخرى فرعية والنص لا يملكه؟ 

ألا يمكن لكاتب أن يبتدئ النص من حيث تتخيل نهايته؟ ثم أين عبقرية الطالب في الاختيار؟ 

الإنتاج الكتابي في الغالب ما هو إلا استجابة إبداعية لمحفز آخر حقيقي أو متخيل، أو مبتدع أساسا عند المبدعين.. وفي قياس الطلاب الأمر جد مختلف.

الكتاب والمفاهيم

أيناه ذلك الكتاب ومجموع المصادر والمراجع المعتمدة التي ينبغي أن تتوافر للطالب كي يقف على المنهج والمقرر والتطبيق... أيناه؟

أحلتم الأمر إلى الشركات ودور النشر إياها، وأنسلتم ألوف الكتب بمختلف المسميات، واتكلتم وتواكلتم على مذكرات وسلاسل الأستاذ العلامة فلان وفلان، وتفرق جهد الطلاب بين بنك خال من معارفه، ومنصات تعليمية متعددة، وزويل الكيمياء، ونيوتن الفيزياء، وفيثاغورث الرياضيات، وسيبويه النحو العربي، وسندباد الجغرافيا، وكذا التاريخ... وبعد...؟

لا شيء..

لا شيء من معرفة، لا شيء من نواتج حقيقية للتعلم، لا شيء من أي شيء.

والخلاصة...

أهيب بكل الأبناء ألا يلتفتوا إلى مراكز الدروس وأباطرتها، وأن يعكفوا على أنفسهم وجهدهم الخالص في التحصيل من خلال المدرسة التي ينبغي أن يعود لها دورها كما كان منذ عقود.

أهيب بكل السادة الأكارم المعلمين ألا ينساقوا وراء المادة، فينسوا رسالتهم الشريفة التي اختارهم الله تعالى لها.

أرجو من المعنيين بالأمر أن ينظروا بمنتهى الجدية إلى الأمر، ويعملوا على إعادة تقييمه، وأن يستمعوا إلى أنات الأبناء وذويهم، وأن ينسفوا نظام الثانوية العامة نسفا بما يريح البلاد والعباد من هذا الوباء...

وفي الأخير ... 

ليس عيبا أبدا أن تختار نظاما جيدا، حسن السمعة كنظام البكالوريا الدولية وتطبقه في هدوء بلا ضجيج.

وليس عيبا أن تعترف بالخطأ وتعدل عنه... ليس عيبا وليس عيبا أن تقر أن الوزارة بعيدة كل البعد عن واقع التعليم في مصر...

وإذا كان ما سبق من العيب المعيب والخطأ الرهيب؛ فالخطيئة ألا تعدل عنها، وألا تواجه.. ليس صعبا متى شئت أن تختار.

google-playkhamsatmostaqltradent