الاحتجاجات ونشاط وحدات المقاومة في إيران وحالة السجون والسجناء السياسيين
من يوليو 2021 إلى 22 يوليو من هذا العام، واجهنا ما مجموعه 12827 احتجاجًا وانتفاضة في مدن مختلفة من إيران من 31 محافظة. أي أنه تم تشكيل 1100 حركة احتجاجية في المدن الإيرانية كل شهر وسطياً.
وفي الوقت نفسه، كنا نواجه إضرابًا جماهيريًا من قبل عمال صناعات النفط والبتروكيماويات، وكذلك عمال المناجم والمحاجر، وكانت معظم حركات الاحتجاج تتشكل من قبل العمال الإيرانيين، وهم القسم الأكثر حرمانًا في المجتمع الإيراني.
الانتفاضات والاحتجاجات
فيما يتعلق بالانتفاضات، في صيف العام الشمسي الإيراني 1400 (21 مارس 2021- 20 مارس 2022)، شهدت إيران انتفاضة العطشى، التي انتشرت في 73 مدينة من 21 محافظة، واستشهد فيها ما لا يقل عن 13 شخصًا.
في خريف عام 1400، كانت لدينا انتفاضة للمزارعين في محافظة أصفهان، والتي شهدت صراعًا مع عملاء الملالي وقواتهم الأمنية في قاع نهر زاينده رود لعدة أيام.
وفي 26 نوفمبر اشتبك الشبان المنتفضون مع عملاء النظام، وهتف الناس بأننا أتينا لنقاتل وقاتلوا كي نقاتل.
كما شهدت في خريف عام 2021 انتفاضة أبناء المدن الكردية وفي مايو 2022، شهدنا انتفاضة الأهالي والتجار ضد ارتفاع الاسعار والضرائب الباهظة التي فرضها عليهم النظام وتشكلت احتجاجات في 30 مدينة في 8 محافظات.
وفي يونيو 2022، كانت لدينا انتفاضة شعبية في عبادان بعد انهيار مبنى ميتروبول، وبسبب تقاعس النظام، هرع الأهالي وبدأوا في إخراج الجثث والمصابين من تحت الأنقاض بأيديهم الفراغة.
من هنا اندلعت انتفاضة في مدن مختلفة دعما لأهالي عبادان، والتي اندلعت في 29 مدينة من أصل 11 محافظة.
وفي يونيو ويوليو من هذا العام، أيضًا إضراب التجار احتجاجًا على زيادة الضرائب
وارتفاع سعر الدولار.
وفي نفس الفترة من العام الجاري، احتج المعلمون والمتقاعدون بشكل منفصل مع 17 تجمعًا منظمًا على مستوى البلاد.
وعلى مدار عام كامل على وصول رئيسي إلى السلطة، بدأ المتقاعدون يهتفون بالموت
لرئيسي وأصبح هذا الشعار الآن شعارًا عامًا.
خصائص الاحتجاجات
إحدى ملامح الاحتجاجات هي انتشارها واستمرارها خلال هذه الفترة، حيث كانت تتشكل في مدن مختلفة كل يوم، وتقلصت المسافة الزمنية بين الانتفاضات والاحتجاجات، وأصبحت الشعارات أكثر راديكالية، واتخذت توجهاً سياسياً واستهدفت خامنئي ورئيسي في شعارات الشعب الغاضبة.
وحدات المقاومة
بالإضافة إلى ذلك،كان هناك حضور نشط ورائد لوحدات المقاومة التي تلعب دورًا بارزًا في تسييس ونشر الاحتجاجات.
عندما سعى خامنئي لتعيين رئيسي رئيسًا لنظامه، كان يهدف إلى السيطرة على هذا المجتمع المتمرد بهذه الطريقة. وباللجوء إلى الوعود الفارغة التي قطعها رئيسي، ظن أن بإمكانه السيطرة على الأزمات الاجتماعية المستعصية الكبرى والتغلب عليها في أيام قليلة.
لكن بعد مرور عام، حصد خامنئي فشل مشروع رئيسي، الذي نتج عن انتفاضات واحتجاجات غير مسبوقة، فضلًا عن عمليات كسر أجواء الاختناق والكبت على يد وحدات المقاومة.
إن الارتقاء التنظيمي والإيديولوجي والسياسي لوحدات المقاومة والتزامها بإسقاط النظام أمر مثير للإعجاب للغاية، ورغم كل الظروف والصعوبات التي تواجهها إلا أنها لا تستسلم وتبقى راسخة على مبادئها.
وإن زيادة حملات وعمليات وحدات المقاومة بمقدار ضعفين على الأقل مقارنة بالعام السابق أمر مثير للإعجاب.
نفذت وحدات المقاومة عدة عمليات في 4 أشهر، بما في ذلك الاستيلاء على قنوات النظام الإذاعية والتلفزيونية وبث شعار "الموت لخامنئي، وعاشت رجوي، وتعطيل عشرات أنظمة وزارة الرقابة والقمع المعروفة بوزارة الإرشاد في حكومة النظام، وتعطيل والاستيلاء على أكثر من 100 خادم وحاسوب وعشرات الأنظمة وقواعد البيانات و 37 موقعًا و 12 نظامًا داخليًا لوزارة النهب في النظام المعروفة باسم الجهاد الزراعي، وكذلك تعطيل والاستيلاء علة 5138 كاميرا مراقبة في بلدية طهران، إضافة إلى ضبط وثائق منظمة السجون القضائية لجلادي النظام، مما أتاح الوصول إلى الكثير من المعلومات، بما في ذلك أسماء وصور 33 ألف شخص من عملاء وجلادي وسجاني سجون النظام.
بالإضافة إلى ذلك، كان لدينا عمليات واسعة النطاق من قبل وحدات المقاومة المتمثلة في
الهجمات والانفجارات المتتالية في معسكر مالك أشتر، وهجوم وتفجير واسع النطاق في معسكر القدس التابع لحرس الملالي، وتفجير والهجوم على ما يسمى بمعسكر ياسر في مشهد، وهو قاعدة ومركز عمليات لقيادة عمليات القمع في مشهد ؛ ومهاجمة وزارة قمع ونهب العمال المعروفة بوزارة العمل والتعاون، وهي عمليات مباركة تزامنت مع ذكرى وفاة خميني، وهجوم وحدات المقاومة على الإدارة العامة لهيئة العقوبات الحكومة في خراسان رضوي ؛ ونشر وبث رسائل قيادة المقاومة وصورهم خلال عشرات العمليات تحديداً في طهران والمدن الكبرى مثل تبريز، وأصفهان، وشيراز ومشهد ورشت ومدن أخرى، وأيضًا كان هناك أكثر من 2000 هجوم على لافتات ورموز النظام القمعية وتم إضرام النار فيها، وسلسلة من عمليات الكتابات المناهضة للنظام على الجدران وتركيب لافتات قادة المقاومة، والتي كانت مؤثرة جدًا.
السجناء السياسيون
فيما يتعلق بوضع السجناء السياسيين في إيران، فإن أعضاء وحدات المقاومة والسجناء
السياسيون، وأنصار مجاهدي خلق، مسجونون الآن في مدن مختلفة. ويتعرض هؤلاء السجناء على وجه الخصوص لضغوط وقيود النظام، لكن على الرغم من ذلك، فإنهم مفعمون بالحيوية؛ إنهم ثابتون وراسخون على مبادئهم.
ويحاول النظام إبقاء هؤلاء السجناء متباعدين في السجون بشكل منفصل حتى لا يتشكل أي تنظيم في السجن، ويحتفظ بالسجناء السياسيين ووحدات المقاومة في السجن بين المعتقلين العاديين والسجناء الخطرين.
ويُحتجز السجناء السياسيون الآن في 69 سجناً في إيران، ويحظى السجناء السياسيون
الموجودين في هذه السجون بالاحترام من قبل السجناء الآخرين.
يقول أحد المساجين الذين خرجوا من السجن وكان مع سجناء مجاهدين يقول إنهم أخذوني وأعطوني ثيابي وشاركوني طاولة طعامهم أيضًا.
كانوا يمارسون التمارين الرياضية في الصباح وساعدوا جميع السجناء، واحترمهم جميع السجناء، ورؤية هؤلاء السجناء الأبطال سهلت علينا فترة بقاءنا السجن.
ومن الأمور التي يجب ذكرها السجناء المرضى، فعدد كبير من السجناء مرضى الآن بأعمار مختلفة، لكنهم يقاومون، ومن بينهم من يعاني من السرطان وأمراض القلب والسكري.
وقد تم اعتقال بعضهم ونقلهم إلى السجن أثناء العلاج الكيميائي.
على الرغم من ضغوط المرض ونقص الأدوية والمشاكل الجسدية الناتجة عن مرضهم، إلا أنهم ما زالوا في السجن صامدين.
العديد من وحدات المقاومة تقاوم النظام في المحاكم وتتحدث عن شهداء مجزرة عام 1988 هناك.
حتى في إحدى الحالات، قِيل للقاضي المجرم محمد مقيسه إن أماكننا وأنتم ستتغير، وسيأتي وستجلسون مكان المتهمين. لقد أطلقت النار على نساء حوامل، وأطلقت النار على 1500 شخص في الشوارع وقتلت 30 ألف سجين في عام 1988.
في سجن إيفين، وبسبب ازدياد أجواء الدعم لمجاهدي خلق والمقاومة ضد النظام، حاول النظام تفريق السجينات السياسيات من هذا السجن إلى سجون أخرى، ومنهن مريم أكبري منفرد التي نقلتها إلى سمنان.
وفي يوليو 2022 من نفس العام، بدأت زهرة صفايي مع ابنتها برستو معيني اعتصامًا للمطالبة بمقابلة ابنها المسجون حاليًا في سجن إيفين. وتضامن معهم بقية معتقلي سجن قرجك، ومن بينهم سجينات عاديات وسجينات سياسيات أخريات.
عمليات الإعدام
في هذه الفترة التي تبلغ مدتها عام واحد، وعلى الرغم من حقيقة أن النظام حاول زيادة
الإعدامات منذ تولي رئيسي الرئاسة، أعدم النظام 520 سجينًا، من بينهم 17 سيدة و 9 أطفال، ورغم كل هذا استمرت المقاومة والاحتجاجات ضد النظام الحاكم.
الاحتجاجات ونشاط وحدات المقاومة في إيران وحالة السجون والسجناء السياسيين