رؤية خاصة للسياسة التعليمية في الجمهورية الجديدة "1"
بقلم: الأستاذ الدكتور عصام محمد عبد القادر
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة جامعة الأزهر
تهتم دول العالم أجمع بالتعليم، إذ يعد قضية أمن قومي لا جدال حولها، ومصر من الدول التي أولت التعليم، ومازالت، اهتماما بالغا، برغم التحديات التي تواجه العملية التعليمية؛ نتيجة للأوبئة المتعاقبة والمتغيرة، والتي تصيب بني البشر، ويهدف التعليم بتعديل سلوكيات المتعلمين، من خبرات يكتسبونها بصورة منظمة ومتسلسلة، وهذه الخبرات يصعب الفصل بينها في مراحل التعليم المختلفة؛ إذ تشكل المهارات التي يمتلكها المتعلم في نهاية المطاف، ومن ثم يصبح فاعلاً في مجتمعه، يشار إليه بأنه المواطن الصالح
ولإحداث تغيرات في سلوك المتعلم بصورة مقصودة داخل أسوار المؤسسة التعليمية أو خارجها، ينبغي أن يتم وفق أنشطة تعليمية معدة سلفاً من قبل خبراء التعليم، ويترجمها من يحمل على عاتقه الرسالة السامية، والنشاط التعليمي في حد ذاته يشكل مجموعة المهام التي يخطط لها، وبالطبع يؤديها المتعلم، في صورة مهام محددة، وقد تكون هذه المهام فردية أو جماعية، والتي يتم اشتقاقها من المحتوى التعليمي لموضوع التعلم، والتي يتحقق بواسطتها أهدافه الإجرائية المحددة سلفاً، ويتضمن في طياته البعد الزمني، وأدوار المشاركين، والتعليمات والإرشادات المرتبطة بطبيعة المهمة أو المهام التي تؤدى، وآليات التقويم التي تحدد أنماط التعزيز أو التغذية الراجعة، المرتبطة بمهام النشاط التعليمي، والمهمة تعني الأداء الذي يقوم به المتعلم لتحقيق الأهداف المنشودة من العملية التعليمية في صورة إجرائية (قابلية الأداء للملاحظة والرصد).
والإشكالية التي تواجه المؤسسات التعليمية تكمن في تحويل نمط التعليم السائد؛ حيث الانفعالات والتفاعلات، ومسار الأداء المنظم بين المعلم والمتعلم داخل المؤسسة التعليمية، وجب تحويله عبر المنصات الرقمية التي تزخر بالوسائط المتعددة، والتي يمكن توظيفها بحرفية في العملية التعليمية؛ إذا ما امتلك قطبي العملية التعليمية المهارات الداعمة لذلك بصورة وظيفية، ولا يخفى عن الجميع بأن ذلك يعد مسارا بديلا عن المسار التقليدي أو ما كان سائداً في مؤسساتنا التعليمية الوطنية.
ولضمان فعالية المسار البديل لإكساب المتعلم خبرات تعليمية في مجالاتها المعرفية والمهارية والوجدانية، تعين على أصحاب الرسالة السامية تحويل مهاراتهم من البيئة المعتادة للبيئة الرقمية؛ حيث مقدرتهم على التهيئة وفق نمط يناسب خصائص المحتوى والمتعلمين، والشرح والإيضاح لأوجه الغموض التي تنتاب الخبرة المقدمة، والتوجيه والإرشاد عند اللزوم، وتوزيع الأدوار في ضوء طبيعة مهام التعلم، وتقديم التعزيز عند الاستجابة الصحيحة، والتغذية الراجعة حال وجوبية الدعم، ومن ثم اختيار نمط التقويم المناسب.
وعند إعداد وصياغة الأنشطة التعليمية الرقمية من قبل أصحاب الرسالة السامية وجب مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين؛ حيث توفير أنماط منها تتناسب مع هؤلاء المتعلمين متبايني أساليب التفكير، وأساليب التعلم المفضلة لديهم، ويراعى ذلك في الأدوار التي يؤدونها، ولا يخفى عن المتخصصين بأن الأنشطة التعليمية الرقمية يمكن التعديل عليها بغية التحسين والتطوير، بما يسهم في تحقيق أهداف العملية التعليمية.
ونستكمل تجنباً للإطالة ......
حفظ الله مصر، وحمى من يحمي حماها، ويقوم على رعايتها، وأمنها، ويسعى دوماً لرقيها وازدهارها، ووفقنا جميعاً في تقديم ما يرفع رايتها عالية خفاقة.