تفاصيل مناقشات صالون د. صديق عفيفى حول التعليم بحضور وزير التعليم الأسبق د. احمد جمال الدين
كتبت - ٱية معتز صلاح الدين
إستضاف صالون الدكتور صديق عفيفي مساء الاثنين الاستاذ الدكتور أحمد جمال الدين وزير التربية والتعليم الأسبق وأستاذ القانون وذلك استمرارا لمنافسات الصالون حول التعليم
في البداية رحب الأستاذ الدكتور صديق عفيفي بضيف الصالون الأستاذ الدكتور أحمد جمال الدين موسى وقال انه شغل منصب وزير التعليم في حكومات د.احمد نظيف والفريق أحمد شفيق ود. عصام شرف وقدم نبذة عن الاستاذ الدكتور أحمد جمال الدين فأشار أنه أيضا سياسي وأكاديمي مصري مفكر ويدير حاليا مكتبه في القاهرة للإستشارات القانونية وهو أستاذ القانون المالي في جامعة المنصورة وسبق أن شغل منصب رئيس جامعة المنصورة وحصل على الدكتوراه من جامعة كليرمون فيران الفرنسية سنة ١٩٨٤ بتقدير مشرف للغاية واشار الاستاذ الدكتور صديق عفيفى أن معرفته بالاستاذ الدكتور أحمد جمال الدين بدأت من خلال إحدى اللجان التي شكلها الأستاذ الدكتور مفيد شهاب الوزير الأسبق لتطوير المعاهد وكنا معا في لجنة واحدة، ثم تطورت هذه المعرفة إلى صداقة وعندما تم تعيينه وزيرا عرضت عليه عدة أفكار ونفذها ولم يتردد لحظة في الإصلاح المؤسسي في التعليم ، كما رحب بزوجة الوزير المستشارة الدكتورة نائب رئيس النيابة الإدارية،
عقب ذلك تحدث الأستاذ الدكتور أحمد جمال الدين فقال:
اريد ان اتحدث عن التعليم في إطار الإصلاح المؤسسي وانا عندما دخلت الحكومة كوزير
عام 2005 فكرت في العديد من التطويرات وتحدثت مع رئيس الحكومة ووقتها تم إنشاء عمل مركز معلومات في مجلس الوزراء وكان يقوم بإعداد بعض التقارير عن الوزراء وفوجئت بعد فترة أن رئيس الوزراء يخبرني بيني وبينه أنني افضل وزير وفقا لتقارير المركز عندما كنت وزير التربية والتعليم، وقال ان الإصلاح المؤسسي لم ينجح لأن المسألة اكبر من الوزارة وأن الأمر يتعلق بمؤسسات الدولة واضاف أنه من عام 2006 بدأ يكتب مقالات عن الإصلاح المؤسسي وكانت سلسلة متكاملة في جريدتي الأهرام والمصري اليوم ومجلة العربي الكويتية، وقال انه أصدر سلسلة مقالات في كتاب أسماه ( الإصلاح المؤسسي لمستقبل أكثر اشراقا ) عام 2010 وصدر عن دار نهضة مصر وقد تنبأ فيه بجميع الأمور التي حدثت بعد عام في مصر اى أحداث 2011 وأكد أن أهمية الإصلاح تعود إلى أن البعد المؤسسي في تحقيق التنمية المستدامة هام جدا ولابد من ضمان حقوق ملكية محمية بقانون وإنفاذ غير متحيز للقانون من خلال قضاء مستقل ولوائح حكومية ، واكد ان كل هذه الأفكار التي يتلوها كتبها قبل 2011 مؤكدا أنه كتب مرارا وتكرارا لكن المشكلة أن هناك مقاومة للإصلاح وبعض القوى في المجتمع لها إمتيازات فهل تضحى بتلك الإمتيازات ؟ لذلك الإصلاح ليس نزهة ولابد من خطوات متناسقة وذكية لا تتنافر أهدافها وقال لابد أن ننظر للإصلاح من إطار ديناميكي وقلت قبل 2011 أن تأخير الإصلاح له ثمنه .
واضاف أن الإصلاح المؤسسي مسالة مهمة وأن الإصلاح الحقيقي هو الذي يعلي من النزاهة ويحارب الفساد والمحسوبية مهما كان صغيرا ويستهدف رفع الكفاءة وتحسين الدخل والإصلاح الحقيقي الشامل هو الذي يشمل جميع المتغيرات وأكد مجددا أن هذه الأفكار ذكرها قبل 2011 وتطرق الاستاذ الدكتور أحمد جمال الدين بعد ذلك إلى قضايا التعليم
وقال ان تطوير التعليم ليس مسألة سهلة ولابد أن يتم إصلاح التعليم فى إطار إصلاح شامل وضرب مثلا أننا نعلم اولادنا القيم فى المدرسة ثم يأتى الإعلام ويفعل العكس وأكد أن وزارة التربية والتعليم من الصعب أن تراقب أداء المدرسة وأنه يجب أن يقوم بذلك المحليات لان هناك 95الف مدرسة وأشار أن أبرز المؤشرات التعليمية هى الاتاحة وهى إتاحة اماكن لابناءنا فى المدارس وأن يكون محدد فى الاتاحة مكان المدرسة وكثافة الفصل وهل التعليم مجانى ام لا وهل المدرسة قريبة ام بعيدة كلها معايير هامة وأشار اننا فى مصر نتجاهل مرحلة رياض الأطفال رغم أن العالم كله يهتم بتلك المرحلة من 4الى 6 سنوات ...وقال ان التعليم الفنى بحاجة إلى تطوير لأننا نعتبره مكان لاستيعاب اصحاب المجموع الضعيف ويجب أن يكون التعليم الفنى رافد للتأهيل لمهن تحتاجها الدولة ويجب الإهتمام باصحاب المصلحة المباشرة مثل أولياء الأمور كما يجب الإهتمام بحسن اختيار المعلمين وتدريبهم وتحسين أوضاعهم المالية
وقال ان عدد الطلاب فى مصر يؤثر على جودة التعليم وان التعليم يواجه عدة مشاكل أبرزها تدنى الكفاءة وغياب دور المحليات فى مراقبة المدارس وجمود المناهج وتدهور أحوال المعلمين وارتفاع كثافة الفصول والانصراف إلى الحفظ و التلقين وانتشار التسرب وفقدان الثقة المجتمعية فى النظام التعليمى والوهن المؤسسى وارتفاع عدد الأميين لأكثر من 20مليون واكد اهمية الإصلاح الكلى للتعليم وليس الإصلاح الجزئي لانه مثلا هناك من يقول إن الحل هو مواجهة مشكلة الدروس الخصوصية وانا اقول ان ذلك عرض وليس مرض وهناك من يقول اصلاح أحوال المعلم لكن اقول انه لابد من إصلاح كلى وليس جزئيا
واضاف الاستاذ الدكتور أحمد جمال الدين وزير التربية والتعليم الأسبق أنه لابد من تعزيز قواعد الحوكمة والرقابة المجتمعية على أداء المدارس وتطوير الأساليب التعليمية
وأشار أن الإحصائيات تقول ان التعليم الخاص به 2.5مليون تلميذ كما أن الإحصائيات تكشف أيضا ان عدد المعلمين فى التعليم الخاص 113300 معلم والتعليم الأزهرى 1.5مليون تلميذ وعدد فى الأزهر 11123معلم وأشار أن المشكلة فى من يتسربوا من التعليم ويصبحوا اميين وان عدد الأميين حاليا 17% من عدد السكان اى أكثر من 20مليون الثلثين منهم سيدات وأشار إلى ضعف الالتحاق برياض الاطفال و أنه عندما كان وزيرا حاول معالجة هذا الأمر وكان الهدف الوصول إلى 60% واستمرت الخطة بعد أن تركت الوزارة لكن الاحصائيات تقول إن 20.7%فقط فى هذه المرحلة هم من يلتحقون برياض الاطفال وأكد أنه لابد من دور للمجتمع المدنى لفتح فصول لمرحلة رياض الاطفال ..وأشار إلى أنه انشأ مدارس ستيم للمتفوقين فى العلوم والرياضيات حيث انشأها بالتعاون مع اليونسكو وتم التوسع فيها الان وأنه كان القبول لمن يكون مجموعه 98%مع عمل اختبارات قبل قبولهم وكانت اختبارات إلكترونية فى القدرات والذكاء وأغلب خريجيها يعملون فى الخارج
وأشار إلى أنه الآن وصل عددها 12مدرسة
وتطرق إلى كثافات الطلاب حاليا وهى فى الابتدائيه 51.9طالب و48طالب فى الإعدادية وفى المدارس الثانوية العامة 41.4طالب بالفصل وأنه فى المدارس التجارية تصل الكثافة إلى 48.2 أما فى المدارس الزراعية تصل إلى ،49.1طالب وهى كثافات عالية جدا وأشار أنه عندما كان فى عهد د. عصام شرف طلب أن يتم تخصيص 51مليار لحل مشكلة الكثافة ووافق مجلس الوزراء من حيث المبدأ لكن كنا نحصل على مليار جنية سنويا لهيئة الأبنية التعليمية ولم تحل المشكلة وأشار إلى أن أوضاع المعلمين المهنية والمادية أمر هام جدا وان عدد المعلمين فى 2018كان عددهم مليون و 233الف معلم وفى العام الماضي أصبح عددهم مليون و15الف معلم وهذا أمر مستغرب خاصة مع زيادة عدد الطلاب وأشار أن هناك مشكلة وهى أن هناك نصف مليون إدارى ضمن عدد المعلمين وان 85%من ميزانية التعليم تصرف مرتبات و مكافآت وأشار إلى انخفاض مستوى التعليم الفنى كما أن مساهمة التعليم الخاص ضعيفة ولابد أن تساند الدولة التعليم الخاص وأن نسبة الملتحقين بالمدارس الخاصة هى 9.4% وأشار إلى أنه فى احصائية دولية جاءت مركز مصر فى المركز 116من 137دولة فى مؤشر تدريب المعلم ولابد من تطوير المناهج مع إعطاء أهمية ودرجات للأنشطة من خلال لجنة محايدة تمنح الدرجات واكد أهمية إنشاء مجلس قومى للتعليم
وبعد ذلك بدأت المداخلات تحدث الاستاذ شاكر حسنين نقيب المعلمين فى ابو النمرس فأشار إلى مشاكل ارتفاع الكثافة وتدهور أوضاع المعلمين ومشاكل المناهج وأشار أن نسبة مشاركة التعليم الخاص لابد من زيادتها وتحدث الأستاذ الدكتور أحمد صديق فأكد أن مدارس ستيم هى بالفعل بدأت متميزة وخريجيها أغلبهم عملوا بالخارج لكن مع زيادة عددها بدأ مستوى تلك المدارس ينخفض واضاف أنه يجب وجود تدريب المعلمين وأشار إلى أنه حتى يكون هناك حوكمة فلابد من آلية لاختيار وتقييم القيادات التعليمية وتحدث الدكتور طارق الحصرى مستشار ومساعد وزير التربية والتعليم الأسبق فأشار إلى أننا انشأنا مدارس ستيم لأبناء مصر النابغين لكن للاسف أصبحت رسومها 20الف جنية واكد اتفاقه مع ما ذكره الاستاذ الدكتور أحمد جمال الدين حول أهمية وجود رقابة على أداء المدارس من خلال المحافظة والمحليات وأشار أن الوزارة يجب أن يكون دورها الأساسى التخطيط ووضع السياسات وقال أن نسبة الطلاب فى التعليم الفنى 55% واقترح أن يتبع التعليم الفنى الغرفة التجارية ووزارة الصناعة
و تحدث الدكتور محمد المرزوقي أن إصلاح التعليم يحتاج لإرادة سياسية وموارد ولكن الموارد محدودة وتحدث الاستاذ محمد فرغلى الصحفى بالمصري اليوم الذى أكد أن يتم تخصيص النسبة المقررة فى الدستور للتعليم كما أكد أهمية الإصلاح المؤسسي لتحقيق تنمية مستدامة ونريد خريج لديه مهارات ثم تحدث الدكتور حاتم قابيل امين عام نقابة التجاريين فتساءل هل المسؤولية المجتمعية تتيح لمنظمات الأعمال تطوير التعليم وهل يمكن أن تتيح الدولة لهم ذلك
وقالت الصحفية احلام ابراهيم أنه لابد من تطوير مستوى المعلم لانه يتعامل مع جيل عباقرة وتساءلت لماذا يختلف مستوى معلم الفصل عن معلم السنتر
وتحدث د. رضوان عيسى أن الإصلاح المؤسسي الشامل هام لكن يمكن أن نبدأ بمؤسسة واحدة وقالت د. سامية ابو النصر مساعد رئيس تحرير الأهرام أن الأمية كارثة تواجه مصر وأن التسرب يزيد واكدت انخفاض مستوى دخل المعلمين وأساتذة الجامعات وهذا أمر لا يليق واكد الدكتور النبوى سلامة ضرورة عودة تكليف خريجى كليات التربية وهذا سيكون بداية لإصلاح التعليم شريطة ربع مستوى خريجى كليات التربية ..... وقام الاستاذ الدكتور أحمد جمال الدين بالتعقيب على المداخلات فأكد أنه ارقام كثافات الفصول التى أعلنها هى ارقام فى المتوسط وأكد أن طالب عندما كان وزيرا بضرورة تعيين المعلمين بشكل مستمر أسوة بالجامعات وان مسألة تعيين 30الف معلم امر هام ولكن يجب أن تزيد وأشار أنه اعد كادر المعلم لكن عند عرضه على مجلس الشعب وقتها تم افراغه من مضمونه وأنه يتفق مع من يطالبوا بزيادة التسهيلات لإنشاء المدارس الخاصة وأكد الأستاذ الدكتور أحمد جمال الدين أهمية استخدام الوسائل التكنولوجية وأشار أنه هناك بالفعل مقاومة للإصلاح وان الميزانية المخصصة قليلة واتفق مع بعض المداخلات التى تطالب بدور أكبر لمجتمع الأعمال فى العملية التعليمية وتعقيبا على ذلك قال الأستاذ الدكتور صديق عفيفى :اننا فى مدارسنا نعطى دورا هاما للاباء ونقول لهم أنتم اصحاب المدرسة ولذلك فإن مجلس الآباء صوتهم أعلى لان صاحب المدرسة يؤمن أن الآباء يتحملوا مسؤلية الرقابة والحوكمة ولابد من التعاون معا وأشار أنه تعامل مع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار وأنه لابد أن تعمل الهيئة بشكل أفضل واضاف أنه من خلال مبادرته مصر بلا اميه 2030 قمنا بالعديد من القوافل التى جلبت عددا كبيرا ممن قمنا بمحو اميتهم ومازلنا نقوم بذلك فى مناطق دار السلام ومدينة الامل عزبة الهجانة سابقا ومدينة السلام وبشتيل وغيرها واضاف أنه يتم التعاون فى ذلك مع رؤساء لإحياء والإدارات التعليمية والهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار و37 من أندية الروتاري
وقد قام الأستاذ الدكتور صديق عفيفى بتسليم الاستاذ الدكتور أحمد جمال الدين وزير التربية والتعليم الأسبق درع اكاديمية طيبة تقديرا لسيادته
ثم استمع الحاضرون إلى عدد من اغانى التراث قدمها الدكتور مصطفى احمد مايسترو أكاديمية طيبة وأستاذ الغناء بأكاديمية الفنون.
تفاصيل مناقشات صالون د. صديق عفيفى حول التعليم بحضور وزير التعليم الأسبق د. احمد جمال الدين