مآلات وصول اليمين المتطرف إلى الحكم في إيطاليا
حصل حزب "إخوان إيطاليا" (Brothers of Italy) على عدد كبير من الأصوات في الانتخابات التشريعية الإيطالية، بما يرجح حصول قائدة الحزب "جورجيا ميلوني" على منصب رئاسة وزراء إيطاليا، وهي التي تتسم بتاريخ داعم لسياسات يمينية متعصبة، مثل وصفها للاتحاد الأوروبي بأنه فاسد، ودعمها خطوة "بريكسيت" وحل منطقة "اليورو"، ومعارضتها فرض عقوبات على روسيا بعد ضمها لشبه جزيرة القرم. ومن قبل: رفض حزبها التخلي عن علاقته بالفاشية الإيطالية.
وتعد بولندا والمجر خير مثال على تآكل الديمقراطية والحريات مع وصول أحزاب اليمين المتطرف إلى السلطة، فضلًا عن تراجع استقلال القضاء، لا سيما وأن الدولتين عرقلتا خطط "بروكسل" للتعافي من جائحة كورونا، وإعادة توطين اللاجئين. وهو وضع من المرجّح أن تشهده إيطاليا في ظل حكم "ميلوني"، هذا إلى جانب تداعيات خطيرة على الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها عبر الأطلسي، نظرًا إلى ما سينتج عنه من إضعاف للروابط الاقتصادية بين الجانبين، والقدرة على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة، فضلًا عن مكافحة تغير المناخ.
وتعطي "ميلوني" الأولوية للمصالح الوطنية على مصالح الاتحاد الأوروبي، كما تعارض نظام تصويت جديد لا تتمتع فيه الدول الأعضاء بحق النقض، وذلك يحذر من إقدام حزب "إخوان إيطاليا" على تعطيل الوحدة الأوروبية، وتقويض قدرة المعسكر الغربي على مواجهة روسيا.
كما يهدد فوز "ميلوني" الاستقرار في فرنسا، خاصة وأن الرئيس الفرنسي "ماكرون" فقد الأغلبية المطلقة في البرلمان في انتخابات يونيو 2022، بينما حقق تيار اليمين بزعامة "مارين لوبان"- رئيسة حزب التجمع الوطني" فوزًا كبيرًا. ولهذا، إنّ فوز "ميلوني" قد يساعد في "توحيد" الأحزاب اليمينية.