"ميدان التحرير - دنفر" رواية جديدة للأديب طارق حنفي
صدرت عن ديوان العرب للنشر والتوزيع رواية (ميدان التحرير - دنفر)، للأديب: طارق حنفي.
تأتي أحداث الرواية بين مدينة القاهرة وتحديدًا منطقتي وسط البلد ومصر القديمة ومدينة دنفر عاصمة ولاية كولورادو الأمريكية.
وتدور الرواية في إطار من المقارنات يعقدها الراوي الذاتي أستاذ "عارف" مدرس التاريخ بإحدى المدارس الدولية، يقارن بين الماضي والحاضر سواء أكان قريبًا أو بعيدًا بكل ما فيهما من آثار وعلاقات بين الناس ذوي الاتجاهات والثقافات المختلفة، دون تحيز لزمن على الآخر إلا فيما يستوجب الميل، عبر عارف عن القاهرة الإسماعيلية ساردًا ما يراه ويشعر به من اختلاط الحضارة بأصالة الماضي العريق، إلى أن يتم اختياره كمحكم من ستة محكمين في مسابقة عالمية للقصة القصيرة.
بين أسرته: زوجته وابنه وابنته وصديقه يقرر "عارف" الانخراط في المسابقة لاحتياجه إلى الأموال التي سيربحها، فيستعد بمساعدة ذويه إلى السفر خلال إجازة ما قبل الامتحانات.
يسافر إلى أمريكا؛ حيث مقر اللجنة المنظمة لتلك المسابقة والتي لها أهداف خفية يكتشفها "عارف" بمرور الوقت.
يتعرف هناك على أشخاص من جنسيات مختلفة يتبع كل منهم فرقة دينية؛ فمنهم الشيعي والسني والكاثوليكي والبروتستانتي ومنهم من لا يتبع دين على الإطلاق، وفي جو من الغموض يبدأ المحكمين عملهم بتقييم القصص المقدمة للمسابقة، ويصطدمون بقصص قد تؤجج نار البغض والكراهية بين أبناء الدين الواحد.
تدور بين كل فرد من المحكمين صراعات حول أحقية التاريخ، فالشيعي يدعي أن العثمانيين قد ذبحوا أجدادهم، والسني يرى العكس بأدلة مدعمة تاريخًا لا ينكرها الشيعة أنفسهم، وكذلك المسيحيَين يتهم كلاهما الآخر أنه سبب الفتنة؛ فالبروتوستانت يزعم بأدلة أن الكاثوليك قاموا بمجازر في حق أجدادهم، والكاثوليكي يرى أن الآخرين قد حرفوا الملة، وأسقطوا رموزهم المقدسة، وهناك أيضًا الملحد الذي لا يدري أهناك حقًا إله أم لا، وبين جميع هؤلاء هناك كاميرات لا تغفل، وناقلات صوت لا تهدأ، تدرس صراعاتهم وتنصت إلى جدالهم.
ترى هل جماعة من المثقفين لا رابط بينهم سوى اتساع أفقهم ومداركهم قادرين على تناول الاختلاف الديني الذي قد وصل حد الإرهاب من ذبح وقتل وتشريد، أم أنهم سيقعون في الفخ؟
ثم يظهر الهدف الحقيقي للقائمون على المسابقة، ومحاولتهم فرض أفكار ومبادئ على المحكمون بطرق غريبة، ثم صراع بطل الرواية “عارف” معهم في محاولته النجاة من براثينهم.
ترى هل ستتبدل فطرة الإنسان إلى أخرى مُنتخبة من جهة غامضة لها أهداف أكثر غموضًا؟
تعد رواية (ميدان التحرير - دنفر) العمل الخامس للأديب: طارق حنفي، الذي تنوعت أعماله بين الرواية والقصة القصيرة.