النظام الإيراني يقمع شعبه ويخدع العالم
بقلم: سعيد عابد
* عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
ليس هناك في العالم کله من نظام دکتاتوري قمعي غاشم لايأبه لمعاناة شعبه بسبب من حکمه الجائر کما هو الحال مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يمکن وصفه بأنه يجلس على جماجم الالاف من ضحاياه مصرا على التمسك بنهج إستبدادي لامثيل له في هذا العصر، إن مايبعث على الذهول هو إن هذا النظام وبعد أکثر من ٤ عقود من حکمه الاستبدادي وممارساته القمعية التعسفية، فإنه وبدلا من أن يقوم بشئ من التغيير في ممارساته القمعي فإنه يقوم بتنصيب رجلا کرئيسي على رأس النظام وهو المعروف بين أوساط الشعب الايراني بلقب السفاح لدوره الدموي في مجزرة السجناء السياسيين عام 1988.
فتح ملف جرائم وتجاوزات وإنتهاکات النظام الايراني منذ قيامه ولحد يومنا هذا، يضعنا أمام عدد هائل من الجرائم والانتهاکات الفظيعة التي يندى لها الجبين الانساني ومن الصعب جدا تعدادها وذکرها خصوصا وإنه قام بتنفيذ عدد کبير جدا من جرائمه بطرق واساليب سرية وحتى إن مجزرة السجناء السياسيين لولا الجهود الحثيثة والدٶوبة لمجاهدي خلق فإنها کان يمکن أيضا التستر على جوانب کثيرة منها، غير إن الذي يجب أخذه بعين الملاحظة والاعتبار هو إن هذا النظام المتمرس في قتل وإضطهاد شعبه، لأنه لم يتم محاسبته على الجرائم التي إرتکبها بحق سعبه کما جرى مع العديد من الانظمة القمعية فە عصرنا هذا فإنه تمادى أکثر وظل يواظب على إرتکاب جرائمه وحتى إن قتله وتصفيته لعدد کبير من المنتفضين في إنتفاضة15 نوفمبر2019، وکذلك في إنتفاضة العطش وإنتفاضة المزارعين في إصفهان لاحقا، دليل إثبات عملي على مدى إيغال هذا النظام في الاجرام بحق شعبه على مرئى ومسمع العالم کله.
والملفت للنظر إن هذا النظام وفي الوقت الذي يقوم فيه بإرتکاب کل الجرائم بحق شعبه من دون أن يکترث للنداءات الدولية وکذلك قرارات الادانة التي تطالبه بالکف عنها، فإنه قام ويقوم بممارسة الخداع والکذب مع المجتمع الدولي ويسعى بکل جهده من أجل أن يصنع أسلحة الدمار الشامل وحتى إن أکثر من ثلاثة عقود من التواصل والتفاوض الدولي معه من أجل ثنيه عن مسعاه الشرير المشبوه، لکنه ظل من خلال نشاطاته السرية يواصل مساعيه دونما إنقطاع وهو أمر حذرت منه منظمة مجاهدي خلق منذ عام 2002، ولازالت تحذر من إن هذا النظام لايمکن أبدا الاطمئنان إليه وإن إتباع أساليب مرنة ولينة معه لاتفيد على الاطلاق وإن تجارب ثلاپة عقود أثبتت ذلك بجلاء وإنه من الافضل إستخدام اسلوب العزم والصرامة معه لأنه الاسلوب الامثل الذي يمکن أن يردعه ويضع حدا لشره.
کما ثبت إن إصدار قرارات الادانة الدولية بحق هدا النظام لإرتکابه جرائم ومجازر وإنتهاکات بحق شعبه مالم تکون هذه القرارات ملزمة أو على الاقل يتم إشتراطها بالعلاقات السياسية والاقتصادية لدول العالم معه.