recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

إعلان

(إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ)

الصفحة الرئيسية

(إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ)
 
 
 
كتب - طارق حنفي
 
 
 
يحتوي معنى خلق الله للإنسان على الإيجاد من العدم والإنشاء والتصوير وإيجاد الله - سبحانه - لذات ما من العدم إلى الوجود يتم بالجود، وليس لأحد فيه علم ولا قدرة على الكلام.
 
 
 
أما في طريقة الإنشاء فمن الممكن أن تختلف، هذا يأتي إلى الوجود دون تزاوج، وهذا بتزاوج جنسي وهذا لا جنسي، وهذا انقسام وهذا تلقيح، وهكذا.
 
 
 
كذلك في تصويره قد يختلف أيضا، الملائكة خلقت من نور لا تتزاوج ولا تتوالد، وهي نورانية لطيفة، الجن خلق من نار، يتزاوج ويلد، ليس له جسد، خفي في الظاهر غير ثابت يتحرك بسرعة، والإنسان خلق من طين، يتزاوج ويلد، وله جسد في الظاهر سبحانه يخلق ما يشاء وما لا نعلم.
 
 
 
وفقًا لما سبق، فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة من خلال هذه الآية هو معنى خلق جديد؟!
 
 
 
أيعني إفناء البشر جميعًا ثم إيجاد خلق على شكل ذرية آدم، ويأتون إلى الوجود بنفس الطريقة من ذكر وأنثى، مع اختلاف درجة حبهم لله والتزامهم بطاعته سبحانه؟
 
 
 
أم هو خلق جديد في كل شيء، ويختلف كذلك في طريقة إيجاده عن ذرية آدم، مع الثبات على أنهم أشد حبا لله وطاعة؟!
 
 
 
قبل أن نحاول الإجابة على هذا السؤال لا بد من أن نقول: الله - سبحانه - هو الحق، كتب على نفسه العدل، ووضع بعلمه وقدرته ما يمكن أن نسميه مجازًا (معادلة الخلق) القائمة على العدل ولكن يحكمها الرحمة والفضل، فيها من الهبات والنعم كما فيها التكليفات والاختبارات، ويجري فيها القضاء والقدر، هدفها في النهاية إظهار مكنونات ذات ما والحكم عليها بما تستحق، نعيم ونور أو عذاب وظلمة.
 
 
 
معادلة فيها ما لا نهاية من التفاصيل والعلاقات التي لا يستطيع فهمها وحصرها إلا الله - سبحانه وتعالى - وحده، ويبقى أساسها العدل ويحكمها الرحمة وهدفها الحكم على مخلوق ما، حتى لو اختلفت الصورة وطريقة الإنشاء، حتى لو اختلفت أشكال النعم؛ فستختلف التكليفات والاختبارات بدورها، وسيختلف القضاء والقدر بدوره لخدمة الهدف الأعلى، وستتكون معطيات جديدة بقدرة الله وعلمه.
 
 
 
والدليل على ذلك الجن وخلقهم؛ فعلى الرغم من كونهم مكلفين كما البشر لكن تختلف عطايا الله لهم، كما تختلف أقدارهم وطريقة اختبارهم، ألم يكن الإنسان بالنسبة للجن خلق جديد؟!
 
 
 
وإجابة السؤال الأساسي هو: (الإثنين معًا)، قد يكون خلق جديد مع أن الله - سبحانه - أنشأه واستدعاه من العدم إلى الوجود بنفس طريقة إيجاد ذرية آدم، والمثال الأقرب على ذلك هو (الخضر) - عليه السلام -، ومدى اختلاف علمه ومعجزاته وطريقة حياته، هو في الحقيقة (جسد، وبرحمة من عند الله تروحن).
 
 
 
وقد يكون خلق جديد استدعى الله - سبحانه - ذاته من العدم إلى الوجود بطريقة مختلفة عن ذرية آدم، والمثال الأقرب لذلك سيدنا (عيسى) عليه السلام والذي أنشأه الله دون تزاوج أو جنس، ومدى اختلاف علمه وقوة معجزاته، هو فى الحقيقة (روح، وبكلمة من الله تجسد).
 
 
 
وفي النهاية هم جميعًا أشكال وصور من صور خلق الله، لكن يبقي الحكم على كافة أشكال المخلوقات بمدى حبهم وطاعتهم لله وإن اختلفت الطرق، يبقى الحكم عليهم بمدى فهمهم وهدايتهم وتعظيمهم وإجلالهم لله وحده، يبقى الحكم على أي مخلوق منهم بمدى أنوار نفس ذلك المخلوق.
(إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ)
(إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ)

google-playkhamsatmostaqltradent