طبيب الغلابة بأسيوط.. ماتت أخته بسبب «تذكرة كشف» فأوصته أمه بالفقراء
كتب - مصطفى الكومى
فى إحدى قرى مركز ملوى بالمنيا وبالتحديد قرية قلندول ، وفي أحد أيام سبتمبر عام 1969، هرولت الأم وهي تحمل شقيقته الصغرى المريضة نحو عيادة أقرب طبيب في أو عيادة فى « ملوي » بمحافظة المنيا ، يربت الطفل على كتف أخته الصغيرة بيدٍ حتى تهدأ ، ويتشبث بعباءة والدته بيده الأخرى، في الطريق تعيد الأم عدّ الأموال التي تملكها مرة ثانية «15 قرشًا قيمة الكشف بالتمام»، كانت لحظة وصولهم مخيبة للآمال، قيمة «تذكرة الكشف» أصبحت مرتفعة «25 قرشًا»، الطفلة تحتضر، الطبيب يرفض فحصها، الأم تبكي، يمر الوقت، هنا تدخل أحد الممرضين لضمانها، لكن كان مقدرًا للطفلة أن تموت وهي في طريق العودة.
هذا المشهد المؤلم رغم مرور سنوات عديدة على حدوثه ، إلا أنَّه لا يغيب أبدًا عن ذاكرة أحد الأطباء الحاليين ،حدث مشهد حُفر فى ذاكرة طبيب الغلابة
«لا تكن مثل هذا الطبيب»
« يا ابني لو ربنا كرمك ودخلت كلية الطب لا تكن مثل هذا الطبيب » وصية قالتها أم فضل حسن حسانين بالدموع وهي تحمل صغيرتها « نور » التي فارقت الحياة، كانت « نور » شقيقته الراحلة « نور رحلته » على مدار 28 عاماً، درس وتعلم، وغادر من مسقط رأسه إلى قرية «الفيما» التابعة لمركز الفتح بأسيوط، هنا وجد مستقره وحلمه، حتى أصبح مشهورًا بين الأهالي باسم طبيب الغلابة قيمة كشفه حتى اليوم 5 جنيهات فقط.
«ابن مركز ملوى المنيا » طبيبًا للغلابة بأسيوط
رغم أنَّ ابن قرية « قلندول » بملوي قد أصبح على مشارف السبعين من عمره، إلا أنَّه ما زال يعمل 17 ساعة يوميًا منذ أنَّ حصل على بكالوريوس الطب والجراحة عام 1991 «عملت كطبيب تكليف، واستقريت بقرية الفيما لخدمة الفقراء والمحتاجين، وعام 1992 بدأت الكشف بـ4 جنيهات، ثم زاد جنيه واحد، بسبب إيجار المكان عام 1998، ليظل كما هو حتى الآن 5 جنيهات، العيادة مفتوحة للجميع منذ السابعة صباحًا وحتى منتصف الليل حتى في الإجازات والأعياد».
يأمل «الدكتور فضل» استكمال مسيرته في خدمة مرضاه من الفقراء في قريته المنيا التي تبعد نحو 80 كيلومترًا مثلما يفعل في أسيوط ، كما يحلم بزيارة بيت الله الحرام وأداء العمرة «نفسي أعمل عمرة لكن غالية عليّا، وحتى الزواج لم يكن لي نصيب فيه».