يا دوحة الطهر هذا القلب ضميه
لم يبق غير هواك اليوم يحييه
يا بسمة الفجر قلبي مفعم الشوق
إن تهجريه فمن يحنو و يؤويه
ما أظلم الليل و الآلام تنهشني
و الهم يسري حميما من سواقيه
ما جاءني الليل إلا أقبلت معه
كل الأفاعي تبث السم تلقيه
أو زارني الصبح إلا في تكشفه
طير الأبابيل ترمي الحلم ترديه
ما أبدع الفن إلا شبقة الهجر
ما أينع الروض غير الشوك يزجيه
ترخي رؤاك على الأيام مرحمة
يا زهرة العمر يا أحلى أمانيه
دربي ضياع و أنت الروح و اللقيا
إن يفزع القلب ترضينا و ترضيه
مرت غيوم النوى بالدرب مثقلة
تزكي الوداع و صفو الروح تطويه
ما مسنا في هجر اليأس من نصب
ما غاب قلبي شقيا في دنا التيه
قد أمطر النأي في أضلاعنا هجرا
تاه الغياب و في الخفاق ما فيه
كم عشت أرعى غراس الحب في روضي
و الزهر يهفو إلى خل يلاقيه
أشتاق للفجر من عينيك مطلعه
للنور يغدو أمانا في تأتيه
يا فرحة الكون ضم النفس ملتحفا
عشقا أطل يواسي الحلم يهديه
يا زهرة الشوق أنت العمر لي لحن
أنغامه تطرب الملتاع تشجيه
يا ساقي الفرح جد بالوصل لي يوما
من نبعها الحلو لم تكدر مصافيه
لم أنس عمرا شدونا وصلنا أمنا
و العشق درب رحيب الأفق نطويه
ينساب شوقي عبيرا فاح مبسمه
و الشعر يحكي هوانا في قوافيه
ما ضج قلبي بوجد العشق يتلوه
ما غاب بدرك هجرا من لياليه
ما كنت عمري سوى روح و أمنية
تأسو الجراح بحب لا أوفيه
ما ضل طيفك و التذكار سلوتنا
و القلب يمسي أسير البعد يضنيه
تبقى المواجع في الأعماق تسكنها
و الدمع صاغ القوافي من مآسيه
أجفو المضاجع و الذكرى تؤرقني
و الهم يعتصر المشتاق يصليه
بتنا على العهد نشكو الهجر محتدما
نصحو على الحلم للآمال نرويه
إن أذنب القلب في لقياك مغفرة
أو فارق الطير بالأشواق رديه