إعلان

recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

لطفى بوشناق فى حوار مع شبكة إعلام المرأة العربية: تحيّة إجلال وتقدير للمرأة التونسية والعربية


 لطفى بوشناق فى حوار مع شبكة إعلام المرأة العربية: تحيّة إجلال وتقدير للمرأة التونسية والعربية

أعلن المستشار الإعلامي الدكتور معتز صلاح الدين رئيس شبكة إعلام المرأة العربية أن الشبكة تشرفت كثيرا بإجراء حوار صحفي مع الفنّان الكبير لطفي بوشناق خصّ به الإعلامية التونسية الأستاذة أميرة الدراجي وأكّد المستشار الإعلامي معتز صلاح الدين فخر الشبكة واعتزازها بهذا الحوار الشامل مع فنان تونسي عربي كبير له مكانته الكبيرة في قلوب العرب.

- أستاذ لطفي بوشناق نحتار كيف نقدّمك فكيف تقدّم لنا شخصكم الكريم هل أنت المطرب أم الملحّن أم عازف العود؟

انا التلميذ المجتهد الذي يبحث ويعمل جاهدا ليترك بصمة ويضيف لبنة في هرم تاريخ الموسيقى العربية وإن شاء الله في الموسيقى العالمية ومنطقي مثل مصري معروف هو "يموت المعلّم وما يتعلم" لأن الفن بحر او محيط بقدر ماتغوص فيه تكتشف انك لا تعرف شيئا كثيرا وهو حقا عالم كبير وأرجو إن شاء الله أن أكون جديرا بعبارة فنان لأنها عبارة عظيمة.

نشأت في أحد الأحياء الشعبية وسط العاصمة التونسية "الحلفاوين" فهل تعتبر هذه المنشأة في هذا الحيّ قد أثرت على اختياراتك الحياتية والمهني؟

هذا اكيد فالأحياء الشعبية العربية عبارة عن جامعة في الحياة يعني أنها تجمع كلّ شيء منها تعلمت الكثير والناس في الشارع يتنقلون ويتلقون دروسا فحين يمر الإنسان في الشارع بمكان إسمه القنطرة يسمع فرقة اولاد القنطرة يغنّون لعمّ احميدة زغندة رحمه الله وفي مقام سيدي عبد السلام وهو وليّ وشيخ فرقة صوفية تدعي السلامية يستمعون إلى الانشاد الديني أما في منطقة الحدّادين فهم يستمعون الي الأغانى الشعبية أضف الي هذا حفلات الأفراح في البيوت وعلى أسطح المنازل واضف إلى ذلك أيضا توفر مناطق شعبية خارج باب المدينة كانت عندما تغلق المدينة بابها يصبح كل شيء موجودا فيها لأن المدينة تحبّ الثقافة وتعشق الفنّ

ما هي مكانة الأستاذ الموسيقار على السريتي في حياتك وبداياتك الفنية؟

الاستاذ علي السريتي موسيقار كبير رحمه الله لا أنسى فضله ولا أنسى فضل كلّ الأساتذة الذين تعلمت منهم وفيهم من تُوفّي وفيهم من لايزالون على قيد الحياة أطال الله انفاسهم.. وبالنسبة لسيدي علي السريتي كان أول ظهور لي معه في التلفزيون حين ادّيت دورا موسيقى هو "ياماانت واحشني" ومثّل هذا الأداء انطلاقة ممتازة جدّا لحياتي الفنية ولهذا الرجل فضل كبير لا على شخصي فقط بل على العديد من الفنانين والعازفين واعتبر أن فضله كبير علىّ شخصيا واترحم على روحه وأحيّي بالمناسبة أفراد عائلته جميعا.

غنّيت المالوف والموشحات وامتزت كذلك بغناء المواويل فهل تضع نفسك في المرتبة الأولى في هذا النوع الطربي؟

غنيت الموشحات والمواويل ويكون لي الشرف الكبير حين يقولون عنّي إنّني فنان لأن كلمة فنان كبيرة جدّا وبصراحة انا اعتبر أن المقياس الحقيقي لي وبالنسبة للمطرب والعازف أيضا هو الارتجال والارتجال لا يجب أن يكون محفوظا مسبقا لأنه وليد اللحظة وإن سألت العازفين الذين يعزفون معي والذين يرافقونني طيلة خمسة وثلاثين سنة أو أربعين سنة سيؤكدون لك أنني لم أعد في حياتي إلى الآن نفس الارتجال بنفس الطريقة ومضمون الكلام يمكن أن يكون هو نفسه أما الارتجال فهو في حينه أي أن الجملة الموسيقية تأتي في لحظتها وهذا أمر مهم بالنسبة لي وإن شاء الله اكون من المبدعين في مجالنا ولا أضع نفسي في التاريخ بل التاريخ هو الذي يحدّد ويصنّف وأعتقد أن إنتاج الفنان ومواقفه وأعماله وآراء الناس هي التي تضعه في المكان الذي يستحقه او الذي لا يستخقه.

أدّيت أغنيات لسيّد مكّاوي وللعراقي فتح الله أحمد كما أديت اللون الخليجي فهل تعتبر تنوّع خياراتك الفنّية قد قدّمتك جيدا للجمهور العربي.؟

أنا اشتغلت بعدة أنماط غنائية ولم أكن متطفّلا بل أرضيت نفسي وأنا اعتبر أن أنانية الفنّان مطلوبة فأنا حين أغني نمطا غنائيا ما يجب أن أكون مقتنعا به مائة في المائة لا لأرضي الجمهور بالضرورة لأن الجمهور عاوز كده فهذا القول لا يلزمني.

احسسنا في أغانيك تعبيرا عن توجهات سياسية وغنّيت عن فلسطين فهل تعتبر أنك مثّلت جيدا قضايا الوطن العربي؟

أنا ليست لي توجهات سياسية بالمفهوم المتداول انا فنان بعيد عن السياسة وتوجهاتي انسانية والسياسة بالنسبة لي أن لا يكون لك عدوّ أبدى او صديق أبدي حسب ماتقتضيه المصلحة وفي السياسة قد يصل الأمر إلى أن يقتل البعض بعضهم وهذه السياسة لذلك أرى أن السياسة الثانية هذه لا يحتاجها الفنان ولا تليق به فأنا بعيد عن السياسة لكن أنا لسان الشعب ومرآة الحاضر وذاكرة المستقبل وإنني أعتبر الحاضر امتداد للماضي وتطلّعا نحو المستقبل وأنا اعتبر الفنان الحقيقي هو المرآة التي تعكس أحوال الشعب الذي أنا فرد منه واعبّر عن شواغله وارسخ ذلك في الذاكرة.

الشاعر المتميز آدم فتحي صديق عمرك وقدّمتما معا عدة أعمال متميزة مثل "كلّ ما فيك حبيبي" هل نجحتما بالكلمة التونسية وتجاوزتم الحدود للتعريف بالأغنية التونسية؟

طبعا النقلة الفنية في حياتي كانت مع الشاعر آدم فتحي وكانت مهمّة جدا وحوالي السبعين في المائة من أعمالي كانت معه وهو فنان كبير وله تأثير كبير في مساري الفني وعبر مسيرة كبيرة في حياتي ولن انسى فضله ولا أعرف كيف احدّثك عن فتحي لكن وفي نفس الوقت لا أنسى شعراء آخرين تعاملت معهم ومنهم صديقي ورفيق الدرب وهو اخ كبير كانت أول تجربة لي في التلحين معه تلحين اغنية "احنا الجود إحنا الكرم و" كلّ ما ينزاد جنوني" وهو الشاعر صلاح الدين بوزيّان وقد تعاملت كذلك مع الأخ علي الورتاني وعدة شعراء آخرين مثل رضا شعير وهناك أعمال قادمة ستسمعونها مع شباب آخرين سوف ترى النور وقلبي مفتوح لكلّ الفنانين وللشباب وجميعهم لديهم فكرة عن لطفي بوشناق وأنا اقدّم النوع الخاصّ بي في الاغاني واحترم توجّهاتي الفنية والطريق الذي اخترته لي.

تغنّيت بالمرأة وسمّيتها "ليلى" "ويا للّا وينك" "والعين اللي ما تشوفكش" وغنيت هذه الاغاني في دول عربية وأوروبية فإلى أي مدى تريد الوصول بالأغنية واللحن التونسي؟

بالنسبة لهذا السؤال أجيب بأنني لا أحبّ ان أصل إلى أيّ شيء لأن ما أغنيه نابع من قلبي وليس هدفي السفر إلى الدول العربية والاوروبية أنا اغنّي ما أنا مقتنع به وكلّ ما أغنيه أغنيه باحساس يصدر من القلب وأساسه الصدق وكلّ ما يصدر عن القلب بصدق يصل إلى القلوب ويبقى في التاريخ وحين تعجبني اغنية أغنّيها.

قلت لها "كيف شبحت خيالك" وعدت تغنّي الأغنية الشعبية التونسية وتميزت فكيف تصف هذه التجربة؟

لا توجد أغنية شعبية وأغنية غير شعبية وما نقدّمه للجمهور تحدّده الكيفية كيفية التنفيذ او الإنجاز إن كان بآلة المزود او الزكرة او القيثار والاساس أن الفكرة كما ذكرت مصدرها الاحساس والأداء الصادق وأنا تربيت في حيّ شعبي وأحترم جميع انواع الأغاني الشعبية وإذا استحقت أغنية أن ندخل عليها آلة موسيقية شعبية كالمزود فاللحن يفرض ذلك.

في الختام ماهي الكلمة التي تريد أن توجّهها إلى المرأة التونسية والمرأة العربية كفنان مثقف وصاحب رسالة فنية؟

أتقدم بتحية إجلال وتقدير للمرأة التونسية والعربية وهذا القول أذكره في كل مكان ومهما شكرت المرأة التونسية فلا يعدّ هذا من باب المجاملة والمرأة التونسية والمرأة العربية فخر لنا ومهما شكرنا لا نفي بحقها في الشكر كاملا. وتونس صامدة بصمود المرأة التونسية الفاعل في كل مجالات الحياة العلمية والطبية والفكرية وفي ميدان الأمن وأننا نجدها  في كل المواطن رمزا للعمل والانضباط فتحية مجدّدا لجميع النساء التونسيات والنساء العربيات وبارك الله فيهن..

google-playkhamsatmostaqltradent