بعد ارتفاع أسعار الذهب .. قرية "فاو بحري" بقنا تطلق مبادرة لتيسير تكاليف الزواج
قنا - ممدوح السنبسى
دشن أهالي قرية فاو بحري، التابعة لمركز دشنا بمحافظة قنا، مبادرة لتيسير الزواج، ومنع المغالاة في المهور والإسراف في النفقات والعادات والتقاليد المكلفة التي تُحمل أسرة العروسين أعباءً مالية لا طاقة لهم بها، وذلك لمواجهة الغلاء في الأسعار خاصة بعد ارتفاع أسعار الذهب في الآونة الأخيرة، وذلك بحضور الدكتور رمضان صالحين أحمد مدير مركز التأهيل التربوي بقنا لتابع لكلية التربية بنين بالقاهرة جامعة الأزهر، والدكتور ماهر جبر وكيل وزارة الأوقاف بقنا.
كما حضر اللقاء حضر اللقاء سعادة فضيلة الشيخ عمر عبده مدير مركز المعلومات بمديرية أوقاف قنا، وفضيلة الشيخ علاء دندراوي إمام وخطيب مسجد سعودي بأوقاف قنا، والمهندس عزت أحمد رئيس الوحدة المحلية بفاو قبلي، وسيد محمد محمد طنطاوي المحقق قانوني بالشؤون القانونية بمديرية أوقاف قنا، والأنبا موسى، والأنبا وقيم بفاو. وجميع عائلات قرية فاو بحري من جميع الطوائف، وعلى رأسهم عمدة فاو بحري حجازي فخري حسين، وعدد كبير من أهالي القرية وشبابها الذين أبدوا إعجابهم الشديد بالمبادرة مطالبين بتفعيلها على أرض الواقع لتيسير الحلال.
أكد الدكتور ماهر جبر وكيل وزارة الأوقاف بقنا، إن خير زاد لتحقيق السكينة والمودة والرحمة هو التقوى مصداقًا لقول الله تعالى: "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب» . وأضاف أن تيسير الزواج يحقق البركة، قال تعالى: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، وبين رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن البركة في تيسير الزواج فقال: "إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة" لذلك يجب على الآباء أن يكونوا ميسرين وغير معسرين. مع تجنب البدع والضلالات والعادات والتقاليد والأعراف الشائعة التي ليس لها دليل من الكتاب والسنة، لأنها أحياناً تجعل الزواج عسيراً وتسبب المشكلات بين الأسر وتكون وراء إفشال الزواج، وطالب بالعمل الجاد للحد من ظاهرة غلاء المهور وتيسيرها ومراقبة الله عز وجل في ذلك. وتقليل مطالب الزواج ونفقاته وتسهيل تكاليف الاحتفال بالزواج وعدم المبالغة فيها للتيسير على الشباب المقبلين على الزواج. مؤكدًا على الدور الكبير الذي تقوم به وزارة الأوقاف في التأكيد أن التيسير في الزواج هو الأساس لإقامة أسرة عمادها المودة والرحمة.
وفي لفتة مجتمعية رائعة، وإيماناً بدور المركز في تقديم الدعم المجتمعي داخل محافظة قنا، شارك الدكتور رمضان صالحين أحمد، مدير مركز التأهيل التربوي بقنا، في مبادرة تيسير نفقات، وتكاليف الزواج؛ حيث ألقى كلمة هادفة ذكر فيها الحكمة من الزواج في السكن والمودة والرحمة، وأن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ركز على أن أكثر الزواج بركة أيسره مؤونة، داعياً أولياء الأمور، وعمدة البلدة، والشباب إلى التيسير انطلاقاَ من قوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) وقوله تعالى : ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها....) .
ونقل الدكتور رمضان صالحين، تحيات إدارة الكلية للجميع، وتشجيعها المعنوي للمركز؛ للقيام بدوره المجتمعي فضلاَ عن دوره التعليمي، والتربوي، مقدماَ شكره للأستاذ الدكتور خالد محمود عرفان، عميد الكلية، والأستاذ الدكتور عطية السيد عبدالعال وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث وخدمة المجتمع، والأستاذ الدكتور جمال الهواري وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب.
وتم خلال المبادرة التوقيع على وثيقة ملزمة لجميع الحاضرين من أبناء البلدة بالأخذ، والعمل بشروطها، التيسيرية، وتمثلت بنود الوثيقة في : عدم المغالاة في المهور، وإلغاء النيش، وإلغاء غرفة نوم الأطفال لحين انجاب الأطفال، وإلغاء خاتم أم العريس، وإلغاء عدد ٥٠ جوز الحمام، الاعتدال في شراء الملابس، والاعتدال في شراء الفوط، ومفارش السرير، أما فيما يخص الشبكة أو الذهب فتكون عبارة عن ( دبلة وخاتم) فقط ويكتب باقي الذهب في قائمة المنقولات؛ حفظاَ للحقوق، مع الاعتدال في شراء الأجهزة الكهربائية، وعند شراء الذهب يكون أهل العروسة والعريس فقط، وأن يكون ثمن شنطة الملابس ٥٠٠٠ جنيه إلى ١٠٠٠٠جنيه، وعدم التباهي بإقامة حفلات الزواج المكلفة والمرهقة للطرفين. ومن ثم يتحقق الأمن للشباب، والفتيات، وأولياء الأمور؛ مما ينعكس أثره على المجتمع والوطن، مع توقيع غرامة مالية خمسون ألف جنيه لكل من يخالف هذه الوثيقة.