افتتاح ورشة عمل دولية حول تأثير الزلازل والمخاطر الطبيعية على الآثار والتراث الثقافي بمركز الآثار الإيطالي بالقاهرة
كتبت - فتحية حماد
افتتح الدكتور دافيدي سكالماني مدير المعهد الثقافي ومركز الآثار الإيطالي بالقاهرة الورشة الدولية حول الزلازل والمخاطر الطبيعية وتأثيراتها على التراث الثقافي والآثار وذلك في حضور السيد الأستاذ الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، والأستاذ الدكتور بدوي اسماعيل عميد كلية الآثار السابق بجامعة الأقصر، والدكتور محمود الشنديدي مقرر الورشة.
تناولت الورشة عدة محاور خاصة بدراسة الزلازل والطبيعة الأرضية وعلاقتها المباشرة بالآثار والتأثيرات المدمرة على المقتنيات التراثية كما تطرقت الورشة إلى الجهود اللازمة لمجابهة الأخطار الطبيعية ذات التأثير المباشر وغير المباشر على التراث، وقد استعرضت الورشة مايزيد عن خمسةً وعشرين ورقة بحثية في مختلف المحاور وأحدث التقنيات المستخدمة لفهم الزلازل والطبيعة الأرضية وعمليات الكشف عن الآثار والتأثيرات المترتبة على حدوث الزلازل على الآثار خاصة بالأماكن النشطة زلزالياً.
وأكدَّ السيد الدكتور سكالماني على أهمية تعزيز سبل التعاون بين القائمين على حفظ التراث وعلماء الجيولوجيا والجيوفيزياء وخاصة المتخصصين في علوم الأخطار الطبيعية وبخاصة علم الزلازل والاستمرار في إجراء الدراسات المتقدمة لمجابهة الآثار المدمرة للكوارث الطبيعية على التراث العالمي وذلك في إشارة إلى ماتمَّ عرضه من نتائج خلال مدة عمل الورشة.
وأشار الأستاذ الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إلى أهمية الدور التكاملي للمعهد ومايحتويه من علماء متخصصين وأجهزة حديثة بما يساعد في تفعيل الدور البيئي والمجتمعي لهذه المؤسسة العلمية وتقديم كل سبل الدعم المتاحة لديهم للمساهمة في عملية تقليل الخطر الزلزالي وآثاره المدمرة ليس فقط على المناطق الأثرية ولكن أيضاً للحفاظ على الأرواح والممتلكات من آثار الأخطار الطبيعية، وتطرقت الورشة لأنواع الأخطار التي يتعرض لها التراث مثل الانهيارات الصخرية والسيول وزحف الرمال والمياه الأرضية وغيرها من مهددات للتراث الثقافي المادي.
وفي نهاية أعمال الورشة أوصت اللجنة العلمية بالاستمرار في إجراء الدراسات المتقدمة واستخدام الطرق والتقنيات الحديثة لأعمال الكشف عن الآثار وطرق حمايتها، وتحديث خرائط الشدة الزلزالية والتي تساعد في تحديد أكواد البناء الزلزالي، و تفعيل تطبيق الأكواد الزلزالية للبناء في كل مايتعلق بالآثار والتراث الحضاري من إنشاءات وعمائر ومتاحف وطرق عرض المقتينات المتحفية، أهمية التعمق في دراسات فهم طبيعة آثار العمارة الطينية وتعرضها للتدمير في حالة حدوث زلزال والاستفادة منها في المباني الحديثة.
كما أضافت الباحثة غرام نبيل سورية الأصل، إلى ضرورة تقديم الدعم الدولي والعربي والمصري للجهات القائمة على حفظ التراث في سوريا لتلافي آثار ماخلفه الزلزال الأخير وخاصة على المواقع الأثرية مثل قلعة حلب وقلعة المرقب وصلاح الدين ومواقع غيرها من التراث الحضاري والثقافي.
كما أوصت اللجنة بأن تقوم المواقع والمتاحف بإنشاء وحدات لإدارة الأزمات والكوارث تقوم بتقييم المخاطر الطبيعية والبشرية التي يتعرض لها التراث فضلاً عن وضع الخطط والاستراتيجيات لتنفيذها، ضرورة تكامل الجهات المختلفة معاً من أجل الحفاظ على التراث سواء الجهات الأكاديمية أو التنفيذية والقائمة على حفظ التراث، ضرورة عمل توثيق للمواقع والمدن التراثية بكافة الوسائل الممكنة من تصوير ورسم معماري، ورسم جيوميتري وغيرها، ضرورة القيام بأعمال التوعية للقائمين على حفظ التراث والمجتمع المحيط بالأخطار التي يتعرض لها التراث من أخطار طبيعية وتهديدات بشرية وذلك من خلال القيام بأعمال ورش تدريبية وندوات وملتقيات، ضرورة عمل خطط لزيارة المواقع والمزارات السياحية يراعى فيها تحديد أعداد الزوار وتناوب فتح المواقع للزيارة، نشر التوعية بكيفية التعامل مع الزلازل والكوارث الطبيعية والإنقاذ والإخلاء في حالات حدوث الزلازل والكوارث الطبيعية.
