السويد تبني أكبر مصنع للطحالب البحرية لإنتاج علف الماشية
كيف تقلل أعلاف الماشية المُنتجة من الطحالب البحرية من غاز الميثان؟
تقوم شركة سويدية ناشئة ببناء أكبر مصنع للطحالب في العالم لإنتاج علف الماشية للحد من الانبعاثات؛ حيث يأتي 4% من انبعاثات غاز الميثان في العالم حاليًّا من الماشية، وهو أعلى بمرتين من صناعة الطيران بأكملها مجتمعة.
هذا المصنع من شأنه أن يُحدث تأثيرًا كبيرًا في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم، ويساعد في أن يصبح إنتاج الألبان واللحوم أكثر استدامة؛ حيث يوجد الآن أكثر من مليار بقرة على الكوكب، والانبعاثات من هذه الأبقار في ازدياد مستمر. وعلى الرغم من ذلك، لا توجد حلول واسعة النطاق لتقليل الانبعاثات، والبحث في هذا المجال يتقدم ببطء شديد.
وقد مرت تجربة إنتاج علف للماشية من الطحالب بعدة جولات من الاختبارات الدولية على مدى السنوات الست الماضية، وفي الوقت الحالي تتعاون شركة "فولتا جرينتك" (Volta Greentech) السويدية مع أكبر شركات التغذية في السويد "لانتمانين" (Lantmännen) لإتمام هذا العمل.
يدير التجربة فريق دولي من العلماء والمبتكرين في مجال المناخ، وقد أنشأ الفريق علف "فولتا سي فيد" (Volta Seafeed)، وهو مُكمل مصنوع من الطحالب البحرية المعروفة بـ"أسباراغوبسيس تاكسيفورميس" (Asparagopsis taxiformis)، وعند إطعام الأبقار جرعة يومية تبلغ 100 جرام فقط، يقلل العلف من انبعاثات غاز الميثان المعوي (الغاز المخمر في أمعاء الأبقار والأغنام والماعز) بنسبة تصل إلى 80%.
تجدر الإشارة، إلى أنه يتم إنتاج الميثان من خلال عملية التخمير الطبيعية في الماشية أثناء هضم الطعام، ومن ثم يتم إطلاق الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون، ثم يجمع إنزيم طبيعي بين الغازين، مما ينتج عنه غاز الميثان في هذه العملية. ومع ذلك، فإن إطعام بقرة 100 جرام من علف الطحالب البحرية يقلل بشكل طبيعي من هذا الإنزيم ويتم تقليل انبعاثات الميثان نتيجة لذلك.
ومع وجود أكثر من مليار بقرة في العالم، فإن زيادة إنتاج علف الطحالب البحرية يمثل أولوية قصوى للشركة السويدية، وبعد عدة جولات من الاستثمار تمكنت الشركة من افتتاح أول مصنع لها تحت اسم "فولتا فاكتوري 1" (Volta Factory 1) في مدينة "ليسيكيل" السويدية، والذي من المقرر أن يتبعه "مصنع فولتا 2" (Volta Factory 2) في عام 2022، والذي وصف بأنه أكبر مصنع للطحالب البحرية في العالم.
كيفية إنتاج أعشاب بحرية مستدامة
هذا، وتهدف الشركة إلى التعامل مع ماشية السويد أولًا، على أمل أن تتمكن من التوسع دوليًّا في المستقبل، بالإضافة إلى إعطاء الأولوية القصوى لطرق الإنتاج المستدامة للطحالب البحرية، التي تُزرع في المفاعلات الحيوية العمودية لزيادة الإنتاج.
تتأكد الشركة بشكل مستمر من الإنتاج والجودة، من خلال إنشاء نظام مغلق؛ وذلك بغض النظر عن العوامل البيئية مثل جودة المياه أو الطقس، ويتيح هذا النهج تحسين الكفاءة والإنتاجية بشكل كبير بمرور الوقت من خلال التكرارات المستمرة لوصفة الزراعة في المختبر التابع للشركة.
ختامًا، يتم تشغيل المصنع أيضًا بشكل مستدام، باستخدام الطاقة المهدرة من الصناعات المحلية المستخدمة في الإنتاج. هذا، إلى جانب أتمتة العمليات، ويضمن ذلك وجود نمو مستقر للأعشاب البحرية طوال أيام السنة كلها، بمعدل نمو يومي يبلغ 10%.
المصدر: مقتطفات تنموية، السنة الثالثة، العدد (33)