القوى الكبرى تتسابق على مناطق النفوذ في منطقة القطب الشمالي
تزداد الأهمية الاستراتيجية لمنطقة القطب الشمالي، والتي أضحت إحدى المناطق التي تحظى باهتمام القوى الكبرى، لاسيما روسيا؛ إذ استثمر الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" -في السنوات القليلة الماضية- بشكل كبير في البنية التحتية لمنطقة القطب الشمالي، كما دشنت روسيا قواعد عسكرية جديدة في المنطقة.
ألقت الأزمة الأوكرانية بظلالها على معظم أنحاء العالم بما في ذلك منطقة القطب الشمالي، ففى خلال العقود الماضية، تمتَّعت تلك المنطقة بالسلام والاستقرار، وكان التعاون هو السمة الغالبة على العلاقات بين روسيا والدول الغربية في تلك المنطقة، لكن الأزمة الأوكرانية أنهت هذا التعاون على الأقل في الوقت الحالي.
وبالرغم من أن الناتو يجري تدريبات عسكرية في المنطقة، فإنه لم يكن لديه استراتيجية قطبية واضحة؛ بسبب عدم اتفاق جميع أعضاء الحلف على الدور الذي يجب أن يلعبه في المنطقة، ولم يتم ذكر القطب الشمالي في أي وثيقة رسمية للحلف، لكن نظرة الناتو لأهمية دوره في القطب الشمالي بدأت تتغير الآن، لاسيما بعد انضمام فنلندا إليه مؤخرًا، ومن المرجّح أن تصبح السويد عضوًا قريبًا. وهذا يعني أن سبع قوى من أصل ثماني قوى في محيط منطقة القطب الشمالي ستكون جزءًا من حلف الناتو، وهو ما يفرض على الحلف بلورة وتطوير سياسة فعَّالة تجاه أمن منطقة القطب الشمالي.