أبرزها القراءة في التراث الشاعر محمد الشربيني يقدم نصائح لشباب الشعراء
كتب - صالح العواد
قال الشاعر محمد الشربيني: إن الشعر فن العربية الأول، فالإبحار فيه يستلزم وجود موهبة فطرية لا تُكتسب ولا تُورَّث، وإن التوجُّه بالنصائح لابد أن نشمل بها فريقين: الأول من هو في بدء الطريق لابد أن يتأكد من وجود الموهبة بداية بعرْض كتاباته الأولى على أحد الشعراء المتمكنين ليتأكد من وجود بوادر الموهبة، حتى لايظل موهوماً باصطناع شيء لا وجود له.
وأضاف فإن تأكد من وجود بوادر الموهبة فعليه بالقراءة العامة بمعنى كل ما يقع في يده شعراً كان أم نثراً لتحصيل ثروةٍ لغويةٍ هي أشبه بجمع الرحيق لصنع عسل الشعر، ويتوازى بجانب القراءة العامة ما أسميه بالقراءة المنهجية وأعني بها التعرُّف على تراثنا الشعري خاصة الشعراء البارعين عروضياً قديماً وحديثاً لضبط الإيقاع الشعري واصطفاء المبتدئين ما يتلاءم ومزاجهم النفسي.
وأكمل: أمّا الفريق الثاني فهم شباب الشعراء الذين خَطوا خطواتٍ معقولة، فصقْل المواهب هي أصعب المراحل الفارقة بين جواهر الشعراء، لابد من التعرف على تجارب السابقين والمعاصرين دون انغلاقٍ، ليرى كيف سيجد بصمته الخاصة،ويكتشف صوته الخاص حتى لايصير صورةً باهتةً أو صدى لشاعرٍ آخر.
وقال: فإن الساحة تتسع لكل الأصوات لكن التاريخ لا يحفظ غير المتفردين، ولا يتحرَّج من عرْض كتاباته على من يتوسَّم فيهم الحياد والموضوعية وإن قسوا في توجيههم، ول يمر يومٌ دونما أن يعيد قراءة ما خطّه قلمه، فلعل قراءته العاشرة تمنح القصيدة تعديلاً رائعاً كان يُلح عليه دونما قدرةٍ على اقتناصه.
وأشار إلى أنه لابد أن يدرك الشعراء أن الشعر أسمى صور التعبير الإنساني لا يقبل مِنْ دروايشه ومريديه أن يتشارك نشاطٌ آخر معه المقعدَ أو يكون نشاطهم الثاني عند ذلك يسلس قياده لفارسه ويلين لمن يستشعر إخلاصه من الموهوبين.