انطلقت صباح اليوم السبت بمقر أكاديمية طيبة بالمعادى فعاليات المؤتمر الدولي للمجلس العربى للأخلاق والمواطنة تحت عنوان التربية الأخلاقية والقيم فى المؤسسات التعليمية والتربوية بمشاركة رفيعة المستوى وواسعة من أساتذة وخبراء ومتخصصين من 6 دول عربية وافريقية.
وبحضور الاستاذ الدكتور صديق عفيفى رئيس المجلس العربى للأخلاق والمواطنة ورئيس المؤتمر والاستاذ الدكتور صفوت النحاس نائب رئيس المجلس العربى للأخلاق والمواطنة ونائب رئيس المؤتمر والمفكر الاستاذ الدكتور حسام بدراوى والأستاذة الدكتورة راندا شاهين وكيل وزارة التربية والتعليم ونائبة عن الوزير والشيخ الدكتور أيمن أبو عمر رئيس الإدارة المركزية لشؤون الدعوة بوزارة الأوقاف كما حضر الاستاذ خلف الزناتى نقيب المعلمين ورئيس اتحاد المعلمين العرب ولفيف من أساتذة الجامعات والخبراء والمتخصصين من مصر والسعودية والإمارات والجزائر والسودان ونيجيريا.
بدأت الجلسة الافتتاحية بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية ثم تلاوة القرآن الكريم، وتحدث في بداية الجلسة الافتتاحية الاستاذ الدكتور محمد المري مقرر عام المؤتمر فأكد انعقاد الجلسة الافتتاحية تتلوها الجلسة التذكارية واشار الي انه سوف تعقد جلستان للبحوث بالتوازي مع جلستين لاوراق العمل ورحب بكافة الدول المشاركة في المؤتمر وهي مصر، السعودية، السودان، الجزائر، الإمارات، نيجريا وتقدم بالشكر للمنصة والباحثين وأضاف نحن جيل تربينا علي الحب والتسامح والوفاء وتعلمنا ذلك ممن لم يدخلوا المدارس ولم يدرسوا الدين ، فتحية لمن علمونا أهمية الاخلاق وهيبة المعلم وان تحترم الجار.
وتحدث بعد ذلك الدكتور صفوت النحاس نائب رئيس المجلس العربي للأخلاق و المواطنة والرئيس الأسبق للجهاز المركزي للتنظيم والادارة وأشار الي أن العقود الأخيرة من القرن الماضي.
شهدت تطورات سريعة أدت الي تغييرات في العالم حيث انتشار القلق وخاصة المجتمعات العربية التي تخشي التاثير علي مبادئها وقيمتها خاصة ان هذه التغيرات شملت مجالات عديدة وظهرت أنماط تفكير لا تتفق مع أفكار المجتمع المصري ولذلك لابد ان نستعين بالنظام التربوي الذي يقوم علي اعداد الفرد وتهيئته للمستقبل وفقا للمفهوم الحديث للمواطنة لضمان الحقوق الفردية والجماعية خاصة أن المواطنة شعور وجداني واضاف الاستاذ الدكتور صفوت النحاس أن هناك اجماع في ميدان التربية علي أن التربية تعد اداة للنهوض بالأفراد والأمة وأن ثروات الامة لا تعد بالثروات الطبيعية فقط بل بالقوي البشرية القادرة علي الانتاج ولكن لابد أن تكون تلك الشخصية مؤهلة ولديها قيم واخلاق مشيراً أنه من المهام الملقاة علي نظامنا التعليمي تكوين أجيال قادمة علي المنافسة وتتسلح بالقيم والأخلاق وأشار انه اذا كان هناك دور للمؤسسات التربوية في تدعيم القيم الأخلاقية فإنه يتعاظم في السنوات الاولي للطفل حيث يتم تشكيل شخصيته وغرس القيم والاهتمام بالطفل يحقق اعلي عائد استثماري.
وأكد الأستاذ الدكتور صفوت النحاس أننا نعيش في أزمة أخلاقية حالياً عززها الانفتاح علي العالم واصبح المجتمع يعاني من مشكلات تبدد القيم وما ارتقت الأمم في العالم القديم او الحديث الا بسمو اخلاق أفرادها ولذلك علي الجميع ان يتكاتفوا حتي يتم بناء أمة متطورة ومن هنا جاءت فكرة المؤتمر حول التربية الأخلاقية والقيم في المؤسسات التعليمية التربوية، وبعد ذلك بدأت الجلسة الثانية والتى أطلق عليها الجلسة التذكارية والتى أدارها الاستاذ الدكتور صديق عفيفى رئيس المؤتمر وفى كلمته أمام الجلسة.
أكد الاستاذ الدكتور صديق عفيفى أننا جمعنا فى هذا المؤتمر كل الأطياف ومنها: المعلمون، العلماء، المهتمين، المتخصصين، الفلاسفة وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور حسام بدراوى كما يحضر معنا وكيل وزارة الأوقاف ووكيلة وزارة التربية والتعليم وأساتذة جامعات ومنهم الأساتذة بأكاديمية طيبة وكذلك طلاب طيبة.
ولذلك ستكون الحوارات فى المؤتمر مهمة جدا حتى نصل إلى توصيات هامة، ثم عرض الاستاذ الدكتور صديق عفيفى دراسة تحت عنوان دور المدرسة فى التربية الخلقية وكيف يكون أكثر فاعلية حيث نوه أن الدراسة أجريت على 40مدرسة فى مناطق متنوعة وشملت 600 معلم سواء معلم فصل أو ناظر او معلم إدارى وتم إجراء هذه الدراسة ميدانيا وتم جمع البيانات وتم التركيز فيها على المعلمين لأنهم اهم جزء فى العملية التعليمية والتربوية خاصة أن العملية التربوية أصبحت تائهة بين الأسرة والإعلام والمدرسة، وأشار الاستاذ الدكتور صديق عفيفى أن المعلمين أجابوا على سؤال حول الخصائص الرئيسيه للسلوك الأخلاقي القويم فكان من بين إجاباتهم حول هذا السؤال ما يلى :
احترام المجتمع ومعاييره وعاداته وتقاليده، معرفة ما يعتبر خيرا وما يعتبر شرا من وجهة نظر الدين، قول الصدق، حب وفهم الآخرين..الادب والزى المحتشم، القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ طبقا لثقافة المجتمع، الرضا بما قسمه الله، توافق السلوك مع صفات السلوك الطيب، التدين، العلاقات الطيبة مع الابوين، تجنب الأفعال الشريرة، حسن المواطنة، حب الوطن، واضاف الاستاذ الدكتور صديق عفيفى إلى أهمية الاخلاق فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق".
وتطرق الاستاذ الدكتور صديق عفيفى إلى بعض اجابات المعلمين فى الدراسة حول الخصائص الرئيسية للسلوك الأخلاقي القويم ومنها :احترام المجتمع ومعاييره وعاداته وتقاليده، حب وفهم الآخرين، الصدق، الالتزام بالقيم الدينية، التدين، دقة المواعيد، تجنب الأفعال الشريرة، حب الوطن والابوين، حسن المواطنة، استرجاع قيم الماضى.
وأشار الاستاذ الدكتور صديق عفيفى أن من بين نتاىج الدراسة أن 7%فقط من المعلمين قالوا إن التربية الأخلاقية فى المدارس، فعالة و43%قالوا أنها عبر فعالة و38%قالوا أنها عبر فعالة على الاطلاق
واضاف أنه عندما طرحت الدراسة سؤالا على المعلمين حول هل تدريس الاخلاق فى المدارس سيكون مفيدا، فجاءت الردود أن 21%يؤيدوا ذلك ولكن 79%من المعلمين قالوا إن تدريس الاخلاق فى المدارس سوف يفشل، وحول ترتيب المعلمين الجهات المسؤولة عن التربية الأخلاقية قالوا إن المسؤول الأول هو الأسرة ثم المدرسة ثم الإعلام ثم المؤسسات الدينية، وتحدث بعد ذلك الاستاذ الدكتور حسام بدراوى الذى أشار إلى اهتمامه بالشباب ولذلك أنشأ منذ عام 1997 جمعية الحالمون بالغد وأنه دائما فى حوارات مع الشباب ونوه إلى أن قضية الاخلاق ترتبط بقيم الحق "علم المنطق" قيم الخير "علم الاخلاق"، قيم الجمال "علم الجمال ".
واضاف أن علم القيم يميز بين القيم النسبية المتغيرة والقيم المطلقة الثابتة، أما علم الاخلاق فإنه يدرس قيم الخير والشر والسلوك الانسانى مشيرا إلى أن القيم ليست فطرية، ونوه إلى أن التنشىة الاجتماعية هامة للفرد حيث ينشأ على قيم منذ ولادته، منها نبذ العنف وغيرها وأشار إلى وجود قيم عائلية وقيم مهنية ومنها اخلاق الطب التى يقسم الطبيب على احترامها، وأكد الأستاذ الدكتور حسام بدراوى أهمية الاستفادة من الفترة التى يقضيها أبناؤنا فى التعليم وهى 18عاما وهذه مسؤولية على الدولة وقادة المجتمع، وأكد أن الشباب يمثلون 65%من سكان مصر وأنهم يقولوا أنهم يعانون من التباس الأفكار لدى الأجيال التى سبقتهم، وأكد الأستاذ الدكتور حسام بدراوى أنه يتذكر ما كتبه الدكتور طه حسين عندما قال إن محو الأمية لا يعنى فقط تعلم القراءة والكتابة لكن لابد أن يصاحب ذلك الفهم وأضاف د. حسام بدراوى أنه زاد عليها الآن الرقمية.
وأشار أن بعض العادات تكون خطأ لذلك لابد أن نحددها، وطالب أن يكون كل انسان لديه خمس أمور عندما بفعلها يشعر بالسعادة، وتحدث بعد ذلك الشيخ د. أيمن أبو عمر مدير الإدارة المركزية لشؤون الدعوة بوزارة الأوقاف الذى أشار إلى أهمية محورين الاول العلم الثانى الاخلاق وكلاهما لا ينفك عن الآخر واضاف أن قضية العلم مرتبطة بالوجود الانسانى وتم ذكر العلم كثيرا فى القرآن الكريم، واضاف الشيخ د. أيمن أبو عمر أن الله سبحانه وتعالى يقول "يرفع الله الذين ٱمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات".
وأشار أن العلم إذا لم يتوج بخلق فإنه يصبح وبالا على صاحبه فى الدنيا والآخرة، وابو سفيان الثوري يقول ادب المرء خير من علمه، لان ادب الإنسان بخلقه أكثر تأثيرا، وكان سيدنا عمر بن الخطاب يقول تأدبوا ثم تعلموا، ونوه الشيخ ايمن أبو عمر ان الأخلاق هى قضية الديانات السماوية كلها والتى جاءت بالاخلاق، وعليك أن تقول الحق حتى لو لصالح من هم ليسوا من ذوى جلدتك، واضاف أن المعلم وأستاذ الجامعة لابد أن يكونوا قدوة، وتحدثت بعد ذلك الاستاذة الدكتورة راندا شاهين وكيل وزارة التعليم التى أشارت أن الجميع يقولوا أن هناك أزمة اخلاق منوه إلى أن الأسرة هى اللبنة الاولى التى ينشأ فيها الطفل ونوهت إلى أن الوزارة تنفذ حاليا مع الأزهر الشريف مبادرة أنا راقى بأخلاقى.
لأننا نريد القيم والأخلاق اسلوب حياة ومستمرين فى تنفيذ المبادرة وغيرها مما يرسخ الخلق، ثم عرضت دراسة حول التربية الأخلاقية وتعزيز القيم لدى طفل ما قبل المدرسة ونوهت إلى أن أن انواع القيم هى أربعة القيم الاجتماعية، القيم الأخلاقية، القيم العلمية، القيم الاقتصادية، ثم عرضت الأستاذة الدكتورة راندا شاهين توصيات الدراسة وهى كما يلى: التأكيد على التربية الوجدانية وأبعادها في أساليب المعاملة الوالدية للأطفال داخل الاسرة.
توظيف القصص في التربية الوجدانية للطفل مع التركيز على نوعية القصص المختارة.
وضع قائمة بالقيم الاجتماعية والأخلاقية الواجب تنميتها لدى أطفال مرحلة ما قبل المدرسة كمرجع للأسرة.
توجيه اهتمام الأسرة بأطفال مرحلة ما قبل المدرسة بالأنشطة المتعلقة بالقيم الاجتماعية المختلفة من خلال خلق الفرص التي توفرها الأنشطة من تفاعل ودعم لمعاني الحرية واحترام الآراء وتحمل المسئولية والتعاون والنظام والثقافة.
تفعيل الصلة الإيجابية بين ما يحدث داخل الاسرة وما يحدث خارجها، من خلال تشجيع الأطفال على تعميق مفاهيمهم التي تعلموها داخل البيت وتطبيقها في البيئة الخارجية.
إعداد برامج توعوية للأسر، تتناول كيفية اكساب القيم الأخلاقية والاجتماعية لأطفال مرحلة ما قبل المدرسة.
مراجعة ما يشاهده الأطفال من برامج تليفزيونية لتوظيفها في اكتساب القيم الاخلاقية، وعدم مشاهدة ما يؤثر سلباً على قيم وسلوكيات الأطفال.
توظيف اللعب لإكتساب القيم الإيجابية، مثل : الصدق والتعاون ولعب الأدوار وتكامل الأدوار والمسؤولية الإجتماعية.