هل يشعل الصراع على المياه حربًا بين إيران وأفغانستان؟
تصاعدت حدة التوتر بين أفغانستان وإيران إثر تبادل كثيف لإطلاق النار على الحدود بين الجانبيْن، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين.
وذكرت إيران أن قوات أفغانية بادرت بإطلاق النار على مركز للشرطة الإيرانية ما دفعها للرد. وفي المقابل، اتهمت وزارة الدفاع الأفغانية الجنود الإيرانيين بأنهم بادروا بإطلاق النار وكان عليها أن ترد.
تعود جذور الاشتباك إلى نزاع حول حقوق أفغانستان وإيران في مياه نهر هلمند، إذ تزعم إيران أن أفغانستان اتخذت خطوات أحادية لخفض منسوب النهر، حيث أدى سد هلمند الأفغاني إلى تناقص معدلات تدفق المياه إلى بحيرة هامون التي تمتد عبر الحدود بين البلدين.
في المقابل، ترفض طالبان اتهامات إيران، وسبق وأكد الناطق الرسمي باسم الحركة «ذبيح الله مجاهد» أن بلاده تفي بالتزاماتها تجاه نهر هلمند، ولكن منسوب المياه تراجع نتيجة الجفاف الشديد وليس السد.
ويأتي تصاعد التوترات الأفغانية الإيرانية بشأن الحقوق المائية وسط خلافات متراكمة بين النظامين، إذ لا تعترف إيران رسميًا بحكومة طالبان وإن لم تتخذ أية خطوة لقطع العلاقات بينهما، ومن المأمول أن ينخرط الجانبان في محادثات لنزع فتيل التوتر، فدول المنطقة -لا سيما أفغانستان- تدرك جيدًا أنه لم يَعُد بإمكانها تحمُّل تبعات صراع جديد.