خبراء: قمة جدة «استثنائية» وكلمة الرئيس السيسي شملت كل المخاطر التي تهدد الأمن العربي
تناولت غالبية البرامج الحوارية بالأمس "الحياة اليوم، كلمة أخيرة، الحكاية، 90 دقيقة، من مصر، حديث القاهرة، صالة التحرير، مساء dmc، التاسعة" نص الكلمة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال فعاليات القمة العربية الـ 32 التي انعقدت في المملكة العربية السعودية، وكذلك أبرز البنود التي تضمنها البيان الختامي الصادر عنها، يُمكن الإطلاع عليها هنا.
وكان أبرز ما تضمنته كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة:
قد تأكد لكل ذي بصيرة، أن الحفاظ على الدولة الوطنية، ودعم مؤسساتها، فرض عين وضـرورة حياة، لمسـتقبل الشـعوب ومقدراتـها فلا يستقيم أبدًا، أن تظل آمال شعوبنا، رهينة للفوضى، والتدخلات الخارجية، التي تفاقم من الاضطرابات، وتصيب جهود تسوية الأزمات بالجمود.
الاعتماد على جهودنا المشتركة، وقدراتنا الذاتية، والتكامل فيما بيننا، لصياغة حلول حاسمة لقضايانا.. أصبـح واجبًا ومسـئولية، كما أن تطبيق مفهوم العمل المشترك، يتعين أن يمتد أيضًا، للتعامل مع الأزمات العالمية وتنسيق عملنا، لإصلاح منظومة الحوكمة الاقتصادية العالمية.
عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، يعد بمثابة التفعيل العملى للدور العربى، وبدء مسيرة عربية لتسوية الأزمة السورية استنادًا إلى المرجعيات الدولية للحل.
نعيد، تأكيد تمسكنا بالخيار الاستراتيجى، بتحقيق السلام الشامل والعادل، من خلال مبادرة السلام العربية، وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، ومطالبة إسرائيل بإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية".
أزمة السودان الشقيق تنذر - إذا لم نتعاون فى احتوائها - بصراع طويل، وتبعات كارثية، على السودان والمنطقة، كما إن استمرار الأزمات فى ليبيا واليمن يفرض تفعيل التحرك العربى المشترك، لتسوية تلك القضايا، على نحو أكثر إلحاحًا.. من أى وقت مضى.
مصر، بما عهدتموه عنها على الدوام، ستدعم بكل الصدق والإخلاص، جميع الجهود الحقيقية، لتفعيل الدور العربى إيمانًا منها، بأن المقاربات العربية المشتركة، هي الوسيلة المثلى، لمراعاة مصالحنا، وتوفير الحماية الجماعية لشعوبنا، ودفع مسيرة التنمية خطوات كبيرة للأمام.
وقد تم استضافة عدد من الخبراء والمحللين السياسيين لقراءة دلالات كلمة السيد الرئيس وبنود البيان الختامي:
بدايةً..أشاد الدكتور رامي عاشور أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأنها لخصت المخاطر التي تُحيق بالأمن العربي، واتفقت معه بالرأي الإعلامية هبة جلال مؤكدةً أن كلمة السيد الرئيس تضمنت إشارات لأبرز الملفات المطروحة على أجندة العرب، وعبرت عن ملامح ما يدور في عقلية القيادة المصرية ودستور السياسة الخارجية المصرية وأدبيات التعامل مع الدول وخاصةً مبدأ الحفاظ على الدولة الوطنية واعتباره "فرض عين وضرورة حياة".
ثمنَّ اللواء محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية إبراز القمة للمواقف العربية حيال كل من الملفين الفلسطيني واليمني مع التأكيد على أهمية الخطوات الجادة التي تُتخذ لصالح حل الأزمة السودانية والإجماع أن الحل السلمي هو الحاسم لها، كما رأي الأستاذ مبارك آل عاتي المحلل السياسي السعودي أن قمة "جدة" تختلف عن القمم السابقة إذ تم الاستعداد المُبكر لها دبلوماسيًا وإعلاميًا، وحدث تنسيق مشترك بين كل الرؤساء العرب، وتشاور مستمر بين القاهرة وجدة مما ساهم في خلق زخم سياسي حولها ووجود حالة تأهب من الشعوب العربية لنتائجها، كما أنها ركزت على الملفات المشتركة "اجتماعيًا وثقافيًا وسياسيًا" بين الدول العربية، وكذلك ناقشت كيفية التكامل الاقتصادي ودعم الاستثمارات بالدول العربية.
وصف السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق القمة بالاستثنائية في ظل التحديات التي يموج بها الإقليم العربي وفي ظل وجود مشكلات مزمنة طويلة الأمد، وأيضًا الحضور الكامل لكل الدول العربية، واستضافة المملكة العربية السعودية لها يعطيها زخمًا وقوة، وقد أكد البيان الختامي للقمة على ضرورة تغليب الحل السياسي العربي لكافة الأزمات العربية، لكن التدخلات من بعض القوى الإقليمية والأجنبية في هذه الأزمات تجعلنا للأسف ندور في دائرة مفرغة وتؤدى لإطالة أمد الصراعات، وإن كان توحد الدول العربية على موقف واحد هو أمر بلا شك يتم وضعه في الاعتبار في أى معادلة لحل أي أزمة.
أوضح السيد وضاح الجندي محلل سياسي بروسيا أن حضور الرئيس الأوكراني للقمة العربية كان مفاجئًا، وهو مؤشر كبير على أهمية الدول العربية وإنها تأخذ مواقف ولها دور مستقل وليست تابعة للضغوط الأمريكية والغربية، مضيفًا أنه أيضًا ربما يكون مؤشرًا لوجود دور مرتقب لبعض الدول العربية للوساطة في الأزمة الروسية الأوكرانية، اتفق معه بالرأي الدكتور حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية مؤكدًا أن حضور الرئيس الأوكراني يشير إلي أن الدول العربية وأقطابها مثل مصر والسعودية سيكون لهم دور مؤثر في النظام الدولي القادم، كما لفت إلى أن البيان الختامي مهم ولمس العديد من القضايا ومن الضروري بحث الآليات الخاصة بتنفيذ توصياته من خلال تشكيل لجان عربية مشتركة وتدشين تكتل "سياسي اقتصادي أمني" يكون جامع للعرب، وهو ما طالب به الرئيس السيسي في كلمته في القمة العربية بالجزائر العام الماضي.
رأى الدكتور بشير عبد الفتاح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن عودة سوريا لممارسة دورها في الجامعة العربية كان نتيجة لتحركات بعض الدول العربية وخاصةً مصر والسعودية والإمارات، وهذه الدول رأت أن غياب سوريا ليس حلًا لأن عزلها أتاح فرصة لأطراف غير عربية للتغلغل في سوريا والإضرار بمصالح الدول العربية، لذا كان الاتفاق على عودتها إلى الحاضنة العربية والتفاوض مع النظام السوري لحل الأزمة سياسيًا ومناقشة رفع العقوبات الغربية المفروضة عليها منذ عام 2011، ثم الانتقال لفكرة إعادة الإعمار لتستعيد سوريا عافيتها.
أخيرًا..أشار الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى أن هذه النسخة من القمة لافت اهتمامًا جماهيرًا نتيجة التغطية الإعلامية المكثفة، وهنا يجب توجيه الشكر للمملكة العربية السعودية على إتاحتها أكثر من مركز صحفي وإعلامي لتسهيل مهمة الصحفيين والإعلاميين الذين يغطون القمة.